السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العراق... «الحكومة» بين التعطيل والتشكيل!

العراق... «الحكومة» بين التعطيل والتشكيل!
10 ابريل 2010 20:49
حذر رئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي، الذي أزاحت كتلتُه المسماة "القائمة العراقية" كتلةَ رئيس الوزراء نوري المالكي في انتخابات الشهر الماضي، يوم الخميس من إمكانية حدوث فوضى في حال حُرم من حق تشكيل حكومة البلاد المقبلة، حيث يرى علاوي أن رفض المالكي وأنصاره قبول النتائج النهائية للانتخابات، التي فازت فيها كتلة علاوي بـ91 مقعداً في البرلمان مقابل 89 مقعداً لكتلة المالكي "تحالف دولة القانون"، يمكن أن يؤدي إلى إراقة الدماء مجدداً بين أبناء الشعب العراقي. وقال علاوي في حوار مع صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأميركية في مكتبه ببغداد: "إن هذا سيؤدي بالبلاد إلى فوضى كبيرة حقاً"، وسيشكل "ثورة وانقلاباً على الدستور وسيكون كارثيّاً لأنه سيرمي بالبلاد مباشرة إلى أتون العنف". وتجدر الإشارة إلى أن المالكي يدَّعي حدوث عمليات تزوير في الانتخابات ويطالب بإعادة فرز للأصوات في أجزاء من بغداد وشمال العراق، رغم تأكيدات أميركية وأممية بأن الانتخابات كانت نزيهة. كما يبذل تحالُفه أيضاً جهوداً قانونية تروم تجريد كتلة علاوي من بعض مقاعدها في البرلمان البالغ عدد مقاعده 325. ورداً على وثيقة قانونية من المالكي، أصدرت المحكمة الفيدرالية العراقية رأياً مؤداه أنه على رغم أن تحالف علاوي يحظى بالشعبية، إلا أن ائتلافه لا يملك حقاً أوتوماتيكيّاً لتشكيل الحكومة المقبلة، وهو موقف رفضه علاوي نفسه بقوله: "إنه من حقنا، استناداً إلى دستورنا وديمقراطيتنا، أن نتزعم تشكيل الحكومة. واليوم، لا يمكنني أن أرى سبباً لحرماننا من ذلك". بيد أن الصراع على السلطة في بلاد الرافدين في وقت يستعد فيه عشرات الآلاف من الجنود الأميركيين للعودة إلى بلادهم من شأنه تأجيج المزيد من التوترات الطائفية الأخرى في العراق، حيث تؤكد النخبة السنية في البلاد على أن علاوي هو الفائز، في حين يصف معسكر المالكي علاوي، وهو شيعي علماني شغل منصب رئيس الوزراء في الفترة بين 2004 و2005، بأنه من اختيار أنصار "حزب البعث". وقد أثارت موجة من التفجيرات التي استهدفت العراق في الآونة الأخيرة تخوفات من أن تواجه البلاد مزيداً من أعمال العنف والتدمير على خلفية تشكيل الحكومة المقبلة في وقت يجري فيه خفض عديد القوات الأميركية في البلاد إلى نحو 50 ألف جندي غير مقاتل بنهاية أغسطس المقبل، مقارنة مع 168 ألف جندي أثناء ذروة الوجود العسكري الأميركي في العراق. وإذا كان جزء كبير من الدعم الذي يحظى به علاوي يأتي من مناطق شمال وغرب بغداد، حيث قامت العشائر السنية، الغاضبة بسبب التهميش الذي تعرضت له، بحمل السلاح بعد الغزو الأميركي في 2003، فإن من شأن الاعتقاد بأن الفوز في الانتخابات قد انتُزع منهما بواسطة الغش أن يخدم مصلحة من لم يتراجعوا بعد من المقاتلين السنة. وكان المالكي ومسؤولو السفارة الأميركية قد حثوا جميع الأطراف على تجنب التصريحات الاستفزازية بخصوص الأمن في العراق؛ ولكن علاوي، الذي اكتسب شهرة كسياسي عنيد، شأنه في ذلك شأن المالكي، استمر في الإدلاء بتصريحات نارية يوم الخميس الماضي خلال مقابلته مع صحيفة "لوس أنجلوس تايمز". وفي هذا السياق، يرى علاوي أنه في حال لم يتم تشكيل حكومة بنهاية أغسطس المقبل، فإن من شبه المؤكد أن الهجمات التي ينفذها "تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين" ستنجح في إشعال حرب طائفية إذ يقول: "عندما ينسحب الأميركيون، ولا تكون ثمة حكومة بعد لا قدر الله، فإن ذلك سيشكل نقطة تحول.. إن ذلك سيزيد من وتيرة الهجمات وسيسرع تفكك وانهيار القانون والنظام". ويرى علاوي أن تشكيل حكومة سيستغرق شهرين على الأقل، وأنه من الممكن أن تمتد المفاوضات حتى الخريف. واعترف بأن المجموعات المسلحة تستغل الفراغ، ولكنه يرى أن على الأميركيين أن يتمسكوا بجدولهم الزمني، لأن القيام بذلك من شأنه دفع الأحزاب العراقية إلى الحوار والاتفاق، وعن ذلك يقول: "بصراحة، إن تدهور الوضع الأمني في العراق وحقيقة أن أميركا ستخفض عديد قواتها يخلق الضغط المناسب على العراقيين حتى يقوموا بتسريع عملية تشكيل الحكومة"، مضيفاً "إن وجود الجيش الأميركي ليس حلا سحريّاً". كما اتهم علاوي منافسه المالكي وحزبَه بامتلاك طموحات كامنة لتشكيل نظام سلطوي حيث قال: "بالطبع نحن قلقون... إن حزبه هو المفضل في ما يتعلق بالاستفادة من الوظائف وغير ذلك، وفي الأمن... وهذا يثير بعض القلق عندما تكون ثمة محاباة ومحسوبية لصالح مجموعة أو حزب. إن ذلك أمر خطير". وقال إن المالكي ينتمي إلى حزب يشكل "قوة طائفية" وقَدم علاوي، وهو الذي اتُّهم أيضاً بميول سلطوية عندما كان رئيساً للوزراء، حصيلة إنجازاته على نحو إيجابي مقارنة مع حصيلة إنجازات المالكي إذ قال: "أين هي المصالحة؟ أين هي التعيينات غير الطائفية في مؤسسات الدولة؟"، مضيفاً "إنه تحد كبير أن يُخرج رئيس للوزراء البلاد من مأزقها الطائفي". غير أن علي العلاق، وهو عضو مهم في حزب المالكي "حزب الدعوة" وصف تصريحات المالكي بأنها "غير مسؤولة" وقال: "إن أهدافهم هي التشويش على خصومهم وإثارة التخوف والقلق بين الشعب"، مضيفاً "هذه هي الرسائل الخطيرة التي يبعث بها إياد علاوي... أنا لا أتهمه بالعنف، ولكن تصريحاته تبعث برسالة سلبية إلى الشعب العراقي وتُستعمل من قبل المجموعات الإرهابية لارتكاب مزيد من العنف". نيد باركر - بغداد ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©