الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هيلاري ··· والطريق الصعب

هيلاري ··· والطريق الصعب
6 مايو 2008 01:36
بينما يرجح المراقبون أن ''هيلاري كلينتون'' لن تستطيع اللحاق بمنافسها ''باراك أوباما'' في سباقها للحصول على أكبر عدد من مندوبي الحزب الديمقراطي عندما تحين لحظة الحسم، إلا أنها تملك فرصة جيدة لاستدراك الأمر واللحاق به عند احتساب أصوات الناخبين، والمؤكد أن من سيفوز بأكبر عدد من الأصوات في السباق الانتخابي سيكون هو الأكثر إقناعاً بالنسبة للمندوبين الكبار الذين من المتوقع أن يحسموا خيارهم للمرشح الديمقراطي خلال هذا الصيف· والواقع أن ''هيلاري'' لو احتسبت أصوات الناخبين في ولايتي ''فلوريدا'' و''ميتشجان'' لكانت فعلا متقدمة على غريمها، لكن الانتخابات التمهيدية في الولايتين المذكورتين غير رسميتين، وبالتالي فإن أي فرز عادل للأصوات يستثنيهما، كما يستثني المناطق التي لم تفرز فيها أصوات الناخبين بعد مثل ''أيوا'' و''ماين'' و''نيفادا'' و''واشنطن''، دون أن ننسى أيضا الولايات التي لا تتوفر أصلا على هيئة ناخبة، وبالاعتماد على أداء المرشحين في الولايات جميعاً والمناطق كافة وأخذاً بعين الاعتبار وضعها في الخريطة الانتخابية، وما إذا كانت ذات تأثير على المندوبين الكبار يبقى ''باراك أوباما'' متقدماً فيما يتعلق بعدد أصوات الناخبين يقدر بحوالي 500 ألف صوت، لذا لكي تستدرك ''هيلاري'' هذه الثغرة الفاصلة بينها وبين ''أوباما'' وتفوز بأصوات الناخبين، عليها العمل لمحو ذلك الرقم في الولايات السبع المتبقية من السباق الانتخابي· ورغم الصعوبات التي ستواجهها ''هيلاري'' للنهوض بالتحدي، إلا أنه لا مفر منها لاستمالة المندوبين الكبار وضمان أصواتهم، ولتحقيق ذلك ستحتاج أولا إلى مشاركة كثيفة للناخبين الأميركيين في الولايات المتبقية، وثانيا يتعين عليها الحصول على أكبر عدد من الأصوات في الولايات التي يفترض أن تكون محسوبة عليها، وثالثاً عليها أن تبقى قريبة من ''أوباما'' في الولايات التي يُعتقد أنها ستصوت لصالحه· والحقيقة أن المشاركة الكثيفة التي تشكل الشرط الأول لبلوغ الفوز في الانتخابات، هو أمر مفروغ منه بعدما زادت نسبة الأصوات الممنوحة للحزب الديمقراطي في الولايات المختلفة خلال الانتخابات الحالية بأكثر من الثلث، مقارنة مع نظيراتها في الأعوام السابقة، وهو ارتفاع يقدر حسب الخبراء بـ50 بالمائة، ولو احتسبنا النسبة العالية للتصويت والمشاركة الكثيفة للناخبين، فضلا عن الأعداد الجديدة المتوقع تسجيلها في القوائم الانتخابية، فإنه من المرجح أن يقترب عدد الناخبين في الولايات السبع المتبقية من خمسة ملايين مواطن، وهو ما يعني أن ''هيلاري'' لكي تلحق بـ''أوباما'' وتجسر الهوة بينهما عليها الظفر بما لا يقل عن 10 بالمائة من النقاط· ولاستكمال هذا النجاح وضمان الفوز في الانتخابات لا يكفي مجرد مراكمة أصوات الناخبين، بل يتعين عليها، وهنا النقطة الثانية، تعظيم هامش الفوز في كل من ولايتي ''كينتاكي'' و''فرجينيا الغربية''، ففي كلتا المنطقتين يوجد أعداد كبيرة من الناخبين الذين ينحدرون من أوساط ريفية، أو من الطبقة العاملة التي عرفت ''هيلاري'' كيف تستميلهم في الانتخابات التمهيدية بكل من ''أوهايو'' و''بنسلفانيا''؛ ومع أن ولاية ''كينتاكي'' لا تخلو من مناطق حضرية مهمة مثل مدينتي ''لويسفيل'' و''ليكسنجتون'' -اللتين من المتوقع أن يصوتا لصالح ''أوباما''- إلا أن فوز ''هيلاري'' في عموم الولايتين بحوالي 65 بالمائة من الأصوات لن يكون مفاجئاً، وهو ما سيقلص الفارق بين المتنافسين الديمقراطيين إلى 200 ألف صوت· أما الوضع في ''فيرجينيا الغربية'' فقد يكون أفضل من ''كينتاكي'' بالنظر إلى الأداء الجيد الذي حققه ''بيل كلينتون'' في الانتخابات العام 1992 بالولاية نفسها، ولو استطاعت ''هيلاري'' الاستفادة من هذا الزخم بمساعدة من زوجها، فإنها لا شك ستنجح في كسب المزيد من الأصوات، لكن الاكتفاء بالولايات السابقة والتعويل عليها لتقليص فارق الأصوات بين ''هيلاري كلينتون'' و''باراك أوباما'' لن يكون سوى نصف المعركة، إذ لا بد من ضمان باقي الولايات، ولأن ''كارولاينا'' الشمالية والولايات الثلاث الأخرى المتبقية في السباق الانتخابي والواقعة معظمها غرب نهر الميسيسبي مثل ''مونتانا'' و''أوريجون'' و''داكوتا الجنوبية''، محسوبة على ''أوباما''، يتعين على ''هيلاري'' ليس فقط ضمان أداء جيد، بل حصد أكبر عدد من الأصوات وتوسيع الهامش بينها وبين ''أوباما'' على غرار ما حدث في ولايتي أوهايو وبنسلفانيا· والظاهر أن المسؤولين عن حملة ''هيلاري'' واعون بهذه التفاصيل ويسعون بكل جهد لتقليص فارق الأصوات والتأثير على المندوبين الكبار، وهو ما يقوم به زوجها ''بيل''، حيث كثف اتصالاته بالناخبين في المناطق الريفية التي صوتت له في الانتخابات السابقة، وإذا ما نجحت ''هيلاري'' في اللحاق بـ''أوباما'' في سباقها المحموم على أصوات الناخبين، فإننا سنشهد تكراراً لانتخابات العام 2000 مع ''هيلاري'' في دور ''آل جور'' و''أوباما'' مجسداً للرئيس ''بوش''، وبالطبع تعتمد هذه التخمينات على ما سيحدث يوم الثلاثاء المقبل، فلو فازت ''هيلاري'' في ولاية ''إينديانا'' بهامش كبير وقامت بالشيء نفسه في ''كارولاينا الشمالية''، فإنها ستكون الأوفر حظاً للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي· رودز كوك كاتب ومحلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©