الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الانتخابات في زيمبابوي··· وخيارات المعارضة

الانتخابات في زيمبابوي··· وخيارات المعارضة
6 مايو 2008 01:41
بعد مرور أزيد من شهر على انتخابات زيمبابوي، مازالت ''حركة التغيير الديمقراطي'' تلح على أنها هي الفائزة في انتخابات التاسع والعشرين من مارس أمام حزب الرئيس ''روبرت موجابي'' -''حزب زانو - الجبهة الوطنية''-، وأنها ليست ملزمة بالمشاركة في دورة ثانية مخطط لها، غير أنه بإعادة تأكيدها على فوزها، يزداد احتمال حدوث مواجهة أكبر بين الحزبين في وقت يتميز بأزمة اقتصادية خانقة وتُواصل فيه الميليشيات الموالية للحكومة حملة أعمال العنف ضد نشطاء المعارضة· فقد كررت ''ثوكوزاني كوبي'' نائبة رئيس ''حركة التغيير الديمقراطي'' موقف حزبها -يوم السبت- حين أخبرت الصحافيين في هراري بأن ''حركة التغيير الديمقراطي'' فازت بأكثر من 50 في المائة من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات قائلة: ''إننا مقتنعون بأن إجراء جولة ثانية أمر غير ضروري بالنظر إلى التفويض الواضح الذي منحه الشعب الزيمبابوي عندما صوت للتغيير والكرامة والوظائف''· مضيفة: ''إن ''حركة التغيير الديمقراطي'' تود أن تعيد التأكيد على أنها هي التي فازت فوزا واضحا في هذه الانتخابات، ولهذا السبب أقول إنه في حال إجراء جولة ثانية، وهو أمر غير مرجح، فإن ''حركة التغيير الديمقراطي'' ستفوز مرة ثانية، وبهامش كبير هذه المرة· وعلى الرغم من إعادة تأكيدها على فوز ''حركة التغيير الديمقراطي''، إلا أن ''كوبي'' لم توضح ما إن كانت حركتها ستشــارك في دورة ثانيـــة، ويقول بعض المحللين إن هذا التردد وانعدام الوضوح من جانب الحركة قد يكــــون مكلفا في المستقبل، وبالمقابل، دعت كوبي منظمة ''مجموعة تنمية أفريقيا الجنوبية'' إلى المساعدة على التحقـــق مــــن النتائج ''لأننــــا نعتقــد أن اللجنة الانتخابية الزيمبابوية خرقت قرارات المنظمة''· والواقع أنه إذا كانت المعارضة الزيمبابوية تبعث بإشارات مختلطة، فإن الأمر نفسه ينطبق على الحزب الحاكم في البلاد، حيث أفادت بعض التقارير بأن بعض الميليشيات الموالية للحكومة ضربت نشطاء المعارضة الشهر الماضي، وتسببت في مقتل 20 من أنصار ''حركة التغيير الديمقراطي'' ونزوح نحو 5000 عائلة، حسب قادة المعارضة، وفي الوقت نفسه، تحدث بعض من كبار المسؤولين الحكوميين صراحة في الآونة الأخيرة، حول إمكانية التوصل إلى اتفاق على اقتسام السلطة مع المعارضة، وهي فكرة كان من المستحيل التفكير فيها قبيل بضعة أسابيع فقط· والواقع أن استعداد ''حزب زانو'' الحاكم -الذي يضم الميليشيات السابقة التي أطاحت بالحكم الكولونيالي السابق عام 1979- لدراسة إمكانية اقتسام السلطة مع ''حركة التغيير الديمقراطي''، وهو حزب معارض كان يصفه في وقت من الأوقات بعميل للاحتلال البريطاني، تشي بالكثير بخصوص الضعف والتصدع الذي بات يعاني منه الحزب ومحاولته اليائسة للتمسك بالسلطة بعد انتخابات التاسع والعشرين من مارس· اليوم تم التوصل إلى وضع حيث ثمة مزيد من المواجهة والعنف على جانب، وتوافق عبر وساطة خارجية على جانب آخر، وحسب ''جوردون مويو'' مدير ''بولاوايو إيجندا'' -وهو ائتلاف يضم جمعيات من المجتمع المدني في ثاني أكبر مدن زيمبابوي- فإن ذلك يشكل ربما فرصة مواتية لـ''مورجان تسفانجيراي'' زعيم ''حركة التغيير الديمقراطي''، قائلا: ''حركة التغيير الديمقراطي'' تتوفر على وضع جيد اليوم، حيث خسر ''موجابي'' في الانتخابات، وحزبه -''حزب زانو''- يقول إنه مستعد لتشكيل حكومة وحدة وطنية مع ''حركة التغيير الديمقراطي''، ولكن لا بد أن المعارضة حذرة جدا بشأن دخول جولة انتخابات ثانية، وذلك بعد أسابيع من العنف الذي استهدف أعضاءها، والذين قتل 20 منهم على يد ميليشيات ''موجابي''، كما يقول ''مويو''، الذي أضاف: إن على ''حركة التغيير الديمقراطي'' أن تشدد على أنها لن تشارك في الانتخابات إلا إذا أشرف جيران زيمبابوي - تحت مظلة منظمة ''مجموعة تنمية أفريقيا الجنوبية''- على مراقبة الانتخابات، وألحوا على أن يوقف ''موجابي'' استعمال الميليشيات لتهديد الناخبين، ويقول: ''عليهم أن يطالبوا بتفكيك ميليشيات قدماء المحاربين، وانسحاب الجيش من المدن، ويمكنهم أن يجددوا دعوتهم لـ''مجموعة تنمية أفريقيا الجنوبية'' من أجل التوسط وتهيئة ظروف إجراء جولة ثانية من الانتخابات''· بيد أن استمرار أعمال العنف في البلد قد يجعل التوقيت غير مناسب لإجراء جولة ثانية، حسب أستاذ العلوم السياسية في جامعة زيمبابوي ''سايمون بادزا'' الذي يقول: ''بصراحة، هذا ليس هو الوقت المناسب لإجراء الانتخابات، وذلك على اعتبار أنها لن تكون مؤشرا على رغبة الشعب، فالناس يُضرَبون ويُقتلون''· ويضيف ''بادزا'' قائلا: إنه حتى في حال تدخل منظمتي ''مجموعة تنمية أفريقيا الجنوبية'' و''الاتحاد الأفريقي''، إلا أن ذلك لن يفلح في منع حكومة ''موجابي'' من مواصلة حملة انتخابية عنيفة نظرا لتصميمها وحرصها على التمسك بالسلطة، ويقول: ''إن ذلك لن يساعد لأن زيمبابوي تمارس نوعا خاصــــا بها من السيــــادة، ثم إنــــه في أوقات التحديـــات السياسيـــة مثل هذه التي نعيشهـــا اليوم، فـــإن موجابي لا يصغي إلى أحد''· سكوت بالدوف- جنوب أفريقيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©