الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الجارديان.. عندما تراجع الصحافة نفسها وتحاول فهم أسباب إخفاقها!

الجارديان.. عندما تراجع الصحافة نفسها وتحاول فهم أسباب إخفاقها!
5 ابريل 2017 22:55
لأن الصحافة الغربية حساسة جدا للواقع من حولها ، ولأنها حريصة أشد الحرص على رصد كل ما يموج في مجتمعاتها من تغيرات ، بدقة وأمانة ، بدون مبالغة أو تهوين، فقد شعرت بالإهانة بعد فوز دونالد ترامب. لأنها ببساطة بدت أمام نفسها ، كمن تعرض لخديعة ، دون أن يدري، أو كما كان يدعي أنه يعبر عن مواقف الجمهور ، ثم فوجئ بأن الأخير خذله وتبنى مواقف مغايرة تماما. لذلك بعد أن هدأت العاصفة بدأ الصحفيون ورؤساء التحرير يفكرون في كيفية معالجة «الفقاعة» الإعلامية التي عاشت فيها صحفهم ، والتي لم تعكس بدقة آراء الجمهور الأميركي. أدرك الصحفيون ، ومنهم «نيت سيلفر»، الذي يعمل في الموقع الإخباري «فايف ثيرتي ايت»، أن فكرا جماعيا مخادعا سيطر على الصحفيين والنقاد، مما جعلهم يتجاهلون برعونة التنوع الجغرافي والأيديولوجي في المجتمع الأميركي . وأدى ذلك إلى الفشل في توقع فوز ترامب.ثم بدأ الصحفيون يتساءلون : كيف نصلح ذلك؟ وتعد صحيفة «الجارديان» من بين أفضل الصحف التي تجرب دوما حلولا مبتكرة في التغطيات الإعلامية. وحيث إن لها باع طويل في الصحافة الليبرالية في المملكة المتحدة، فقد تم إطلاق صحيفة الجارديان الخاصة بالولايات المتحدة في عام 2011 ، ومع انطلاق الحملات الانتخابية الرئاسية خصصت قسماً للأعمدة والتحقيقات الإخبارية بشأن طبيعة التغطيات في وسائل الإعلام المحافظة ، حتى يعرف قراؤها كيف يرى المحافظون العالم من حولهم.وقد أجرى موقع «كولومبيا جورناليزم ريفيو» حوارا مع «جيسيكا ريد»، المحررة في قسم التحقيقات، والتي تشرف على محاولة الجارديان «لتفجير فقاعة» استهلاك الأخبار التي تنطوي على استقطاب سياسي حاد. طرح الموقع عليها السؤال التالي: عقب الانتخابات، بدت وسائل الإعلام ككل كأنها استيقظت على إدراك أن «فقاعات» المعلومات اتخذت شكلا رسمياً. فقد كانت صحيفة الجارديان، عادة، تحمل مواقف ليبرالية، لكنني لاحظت أنكم أيضاً تركزون أكثر على وسائل الإعلام المحافظة وتغطية المزيد من المناطق المحافظة في الولايات المتحدة. فردت قائلة: إن الجارديان لديها موقف ليبرالي، وتغطيتنا للمشهد السياسي دائماً ما تعكس هذا. ولكن أثناء الحملة، وبعد الانتخابات، عدنا إلى فكرة أنه لكي نفهم السياق السياسي والاقتصادي الذي نمر به الآن، يحتاج الصحفيون إلى نقل تقارير من الجانب الآخر. وقراؤنا يفهمون ذلك، أيضاً. فهم يشعرون أنهم لكي يفهموا مشهد ترامب، فإنهم بحاجة إلى الاطلاع ومعرفة الطريقة التي يفكر بها «الجانب الآخر». وهنا طريقتان للتغطية. فنحن نبذل جهوداً متضافرة لجموع الشعب الذين ينتظمون حالياً لمعارضة الحكومة. وعلى سبيل المثال، أطلقنا مشروعاً كبيراً بعنوان «المقاومة الآن» لتغطية هؤلاء الناس، والأعمال التي يقومون بها وأفكار حركات الاحتجاج في الولايات الآن. لكننا أيضاً تساءلنا عن الكيفية التي نغطي بها الجانب الآخر؟ وجاء أحد الأجوبة من «جيسون ويلسون»، الذي يكتب عمود «فجَّر الفقاعة الخاصة بك». فقد عمل جاهداً طوال العام الماضي - قبل الانتخابات - لتحديد وسيلة تغطية اليمين المتطرف. فقام بتغطية الميليشيات، والأخبار الكاذبة وتأثير «توك راديو» (برنامج إذاعي يتيح المناقشة حول مختلف القضايا) على السياسة. لذا فقد توصلنا إلى فكرة كتابة عمود يدور ويلخص ما تقوله وسائل الإعلام المحافظة كل أسبوع. نحن نعلم أن معظم قرائنا ليس لديهم الوقت ولا الرغبة في متابعة نقاد اليمين المتطرف أو أخبار المحافظين. وعندما لا تعلم شيئاً عن أخبار المحافظين، ربما لا تعرف من أين تبدأ. لذا فإننا نفكر في هذا العمود باعتباره خدمة لجمهورنا، حيث إن جيسون يقرأ كل شيء، بدءاً من مما يكتبه الموقع الإخباري بريتبارت إلى المجلات التحررية، ويعطيك لمحة كل أسبوع عن النقاشات التي تدور في الجانب الآخر من الطيف السياسي، بدءاً من حركة «لا لترامب» التي ينادي بها المحافظون، إلى الأشخاص الذين يدعمون تماماً أجندة ترامب. وفي الحقيقة، فإن جيسون موهوب حقاً في نقل بعض جوانب النقاش التي تهم الليبراليين. فهو، مثلا، يوثق الانتقادات التي تستهدف ترامب من داخل الحزب الجمهوري، وهذا يعد أمراً صحياً بالنسبة للديمقراطية. وهذا الأسبوع، كان يبحث الطريقة التي رد بها المحافظون على برنامج ترامبكير. فمعظمهم كاره للبرنامج، وهذا أمر مثير للاهتمام. سؤال: لقد ركزت على اليمين المتطرف ليس فقط على المستوى الوطني، ولكن في مناطق محلية معينة من الولايات المتحدة. من المناطق التي ركزنا تغطيتنا عليها هي بروز الميليشيات في المناطق الريفية. فدورنا يتمثل في شرح لقرائنا لماذا تحظى الأفكار التي وراء هذا النوع من الحركات باهتمام. وباعتبارنا صحفيين، علينا توثيق الأسباب التي تجعل المناطق الريفية في أميركا أكثر عرضة لإغواء الميليشيات، وستجدون الأمر منطقياً بمجرد معرفة كيف تشعر المجتمعات نتيجة للضغوط الاقتصادية. فهذه المجتمعات تشعر أنها منسية، وأن الصناعات المحلية تتراجع وهذا يؤدي إلى انهيار في تمويل الخدمات العامة. وكتبنا على سبيل المثال عن أن الناس أحياناً لا يستطيعون الحصول على سيارة إسعاف في بعض الأماكن في أوريجون. وهذا يترك فجوة كبيرة تستطيع الميليشيات النفاذ منها. وهذه من الأمور التي نهتم بتوثيقها. (نقلا عن كولومبيا جورناليزم ريفيو)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©