الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«لعنة الملايين» تأخذ « المحظوظين» إلى التعاسة

«لعنة الملايين» تأخذ « المحظوظين» إلى التعاسة
10 ابريل 2010 21:08
نال كيث جاف، بين عشية وضحاها، عضوية نادي كبار الأثرياء؛ ففي عام 2005 كان هذا الإنجليزي يعول من عمله خبّازاً أسرته المؤلفة منه وزوجته وابنه البالغ 12 عاماً بمدينة تيلفورد، مقاطعة شروبشاير. وكان راضياً بالعيش مع عائلته الصغيرة ويحلم بدوام ستر الحال وربما الثراء يوماً. وتشاء الأقدار والحظوظ الطيبة أن تحقق حلمه الكبير فيفوز بالجائزة الكبرى في اليانصيب البريطاني وقدرها 9 ملايين جنيه إسترليني (قرابة 16 مليون دولار في حينها). لكن الأنباء أوردت هذا الأسبوع أن جاف مات بسكتة قلبية في مستشفى رويال برينسيس في مدينته معدماً ووحيداً. فقد اتضح أن زواجه الذي دام 25 سنة آل إلى الطلاق بعد عامين على فوزه بالجائزة الهائلة وأن ابنه تخلى عنه أيضاً في وقتها. وكان نصيب زوجته من الطلاق 1.5 مليون جنيه (نحو 2.5 مليون دولار)، فاشترت بيتاً بعيداً عنه بمقاطعة تشيشاير. وقالت:”أعيش في رخاء تام حتى أنني استأجرت بستانياً لرعاية حديقة البيت مرة في الأسبوع”. أما هو فقد راح ينفق بقية ثروته ذات اليمين وذات اليسار فاشترى أسطولا من السيارات الفاخرة والسريعة وانكب لإشباع نهمه الأكبر وهو المقامرة في سباقات الخيل واستأجر مقصورة “VIP” خاصة به وباهظة في ملعب ناديه المفضل “آستون فيلا”. وفي فترة السنوات الثلاث التي أعقبت فوزه الكبير، كانت ثروته قد انخفضت إلى ما تحت المليون جنيه. فتملكه الاكتئاب وراح يدفن “أحزانه” في المشروبات الكحولية حتى أدمنها. عندها اقتنصه مخادع صادقه وأقنعه في أوقات سكره بأن يوقع على عقود استثمارية “وهمية” بكل ماله المتبقي وهو ما يزيد قليلا على 700 ألف جنيه. وفي الفترة 2006 إلى 2008 بددها كلها. وفي لحظة صفو نادرة انتبه غاف إلى الخدعة التي وقع فريسة سهلة في براثنها ولكن بعد فوات الأوان. وعلى الرغم من أن المحتال، الذي يدعى جيمس برينس، اعتقل وأدين بالغش وأودع السجن 3 أعوام ونصف العام، فقد وجد المليونير أنه صار، بين عشية وضحاها مجدداً، في عداد المعدمين. وعندما مات في سرير المستشفى لم يكن معدماً وحسب بل كان وحيداً إذ لم يكن إلى جانبه قريب أو حبيب أو صديق. ما طار طير وارتفع غاف ليس هو الوحيد الذي عانى من لعنة الاستيقاظ ذات صباح على الثروة الفاحشة وذات صباح آخر على الفقر المدقع، فهناك حالات عدة لأشخاص عاشوا في بريطانيا ومنهم: - ميكي كارول: جامع قمامة من نورفوك الإنجليزية، فاز بجائزة أكبر من التي نالها غاف نفسه وهي 9.7 مليون جنيه. كان صاحب سوابق إجرامية عندما فاز باليانصيب قبل 8 سنوات وهو في سن الثامنة عشرة، بحيث إنه تسلم صك جائزته وهو يرتدي “السوار الإلكتروني” الذي ينبئ الشرطة عن مكانه 24 ساعة في اليوم. واليوم فإن هذا الرجل يعاني الفقر بحيث إنه يعيش على إعانات الدولة. - كالي رودجرز: بيّاعة في متجر بكامبريا بشمال غرب انجلترا. فازت في العام 2003، عندما كانت في سن السادسة عشرة من العمر، بجائزة قدرها 1.9 مليون جنيه أضاعت نصفها في شراء الكوكايين. أما كيف أنفقت النصف الآخر فهذا شيء تقول إنها لا تتذكره لأنها كانت على الدوام في غيبوبة المخدّر. - مايكل أنتونيتشي: تاجر بسيط فاز بقرابة 3 ملايين جنيه في 1995. وبعد مرور ست سنوات على هبوط هذه الثروة عليه كان ينام على أرضية متجر صغير يملكه. والسنة الماضية أدين وسجن بسبب تعديه على صاحب متجر آخر كان مديناً له بمبلغ 400 جنيه لا أكثر. - ستيوارت دونالي: فاز بقرابة مليوني جنيه في العام 1997 وكان في السابعة عشر من العمر. فتخلّى عن جميع أصدقائه ومعارفه إذ خيل إليه أنهم لا يريدون صحبته إلا بسبب ثروته الجديدة. عُثر عليه في يناير (كانون الثاني) الماضي ميتا في شقته المتواضعة بكاسيل دوغلاس وسط ركام من الفوضى الهائلة. لعنة النقود ومن أميركا نورد قصصاً عاني أصحابها الويلات بسبب نقود ربحوها ومنها: - وليام بوست، من ولاية بنسلفانيا، ربح 16.2 مليون دولار في العام 1988 ووصف حاله لاحقاً بأنه أتعس الناس حظاً في الدنيا على الإطلاق. فلم يكتف إخوته بمطالبته بتسديد ديونهم أو إقامة مشاريع تجارية “فنتازية” لهذا أو ذاك، وإنما حاول أحد هؤلاء قتله طمعاً في نصيبه من ورثته. وبين هذا وذاك كسبت صديقته التي تخلى عنها بعد فوزه باليانصيب دعوى قضائية عليه طالبت فيها بجزء كبير من ثروته. وهو يعيش الآن على إعانات الدولة وعليه ديون تبلغ المليون دولار. - سوزان مولينز، من فيرجينيا، كسبت في العام 1993 مبلغ 4.2 مليون دولار كانت تتسلمه في شكل أقساط شهرية تبعاً لشروط هيئة اليانصيب ولوائحها. وعلى هذا الأساس استخدمت جائزتها ضمانة لقرض من البنك يبلغ قرابة 200 ألف دولار على أن تسدده في فترة تنتهي في العام 2006. وبالرغم من أن الولاية غيرت قوانين اليانصيب مما سمح لها بتسلم بقية جائزتها دفعة واحدة، فقد عجزت عن تسديد القرض. وألقت باللائمة في هذا على تكاليف العلاج لمرض طويل يعاني منه زوج ابنها الذي لا يتمتع بأي تأمين صحي. وهي تواجه الآن مصادرة جميع ممتلكاتها وربما السجن زمناً ليس بقصير. أما الأنباء السيئة الأخرى، تبعاً لما أعلنه محاميها، فهي أنها لا تملك أي أصول في المقام الأول إذ باعتها كلها. - ايفيلين آدامز سجلت سابقة بفوزها مرتين بيانصيب نيوجيرسي (العامين 1685 و1986) فجمعت ثروة تبلغ 5.4 مليون دولار. لكن هذا المال تبدد بأكمله. واليوم تعيش هذه المرأة في مقطورة صغيرة متهالكة ومتسخة. وهي ترجع هذا البلاء إلى عاملين أولهما إدمانها القمار، وثانيهما عجزها عن رفض سيل لم ينقطع من الطلبات المالية من الأقارب والأصدقاء والمعارف. وتقول: “يبدو أنني لم أعرف معنى كلمة لا فلو كنت أعرفها لاستخدمتها في كلتا الحالين لإنقاذ نفسي من الآخرين ومن إدماني، ولكانت القصة مختلفة تماماً الآن. صحيح أنني حصلت على الحلم الأميركي مرتين. لكنني كنت في كل مرة أيقظ نفسي منه بنفسي. يا للتعاسة”.
المصدر: لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©