الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«رينبو آيلند» تطلق سياحة الأطفال والأمهات في أبوظبي

«رينبو آيلند» تطلق سياحة الأطفال والأمهات في أبوظبي
17 يونيو 2009 01:02
كان سيف ابن الـ 5 أعوام يتزحلق ورفاقه من أعلى، فيما شقيقتاه تمرحان في غرفة الظلال، وأمه ترتشف فنجان قهوتها بهدوء. فأخيراً أصبح لـ»النساء فقط» مدينة ألعاب يجتمعن فيها مع بناتهن دون 14 عاماً، وأولادهن دون 7 أعوام. ومع انطلاقة العطلة الصيفية والبحث عن أماكن سياحية تجذب الأسرة، افتتح الأسبوع الماضي في العاصمة مركز «رينبو ايلاند» للأطفال داخل نادي أبوظبي للسيدات، بتصميم متطور يجمع بين المتعة والتعلم في آن. منذ اللحظة الأولى لدخول المركز يشعر الطفل أنه محاط بالاهتمام. يتم استقباله عند الباب بحفاوة مع تأكيد ارتدائه جوارب اللعب حفاظاً على سلامة قدميه والنظافة العامة. وقبل الدخول إلى قاعات اللهو (عددها 8) التي تمتد على مساحة 1000 متر مربع، يطلب من الأم أن تملأ استمارة الدخول، والتي تتضمن معلومات أساسية عن الضيوف الصغار. تدحرج وتسلق في الداخل حديقة ألوان تشع بالفرح، ومناطق ألعاب غير تقليدية مصنوعة بمعظمها من مواد اسفنجية وأدوات غير حادة ومستديرة الحواف. وعند كل غرفة توضع قائمة إرشادات لا بد من الالتزام بها، كقانون عام للمركز. تشترط على الأطفال ألا يتجاوزوا التعليمات حفاظاً على سلامتهم من جهة، والإبقاء على المكان نظيفاً وسليماً من جهة أخرى. وتتم العملية الترفيهية تحت إشراف متخصصات برعاية الأطفال، حيث يضم فريق العمل المتواجد دوماً لخدمة الصغار، 20 خبيرة غالبيتهن من جنسيات عربية. عن اليمين ملعب مخصص للأطفال دون الـ 3 أعوام، يناسب حركاتهم ويلائم طبيعة سنهم بحيث يوفر لهم فرصة آمنة للركض والتدحرج وكذلك التسلق الخفيف. مقابل الملعب توجد استراحة تتيح للأمهات فرصة مراقبة أبنائهن وتناول الوجبات الخفيفة وتبادل الأحاديث وسط أجواء أسرية مريحة للجميع. وهناك التقينا بريم العامرية وهي أم لابنتين كانت تنتظرهما وهما تنتقلان من لعبة إلى أخرى. عبرت عن إعجابها بالمكان، قائلة: «أخيرا أصبح بإمكاني ترك ابنتَي في مكان آمن، والانصراف للاهتمام بنفسي داخل النادي. فأنا مثل كثيرات من الأمهات، أفضل أن تتوفر للنساء بيئة ملائمة تتضمن أكثر من اختيار في وقت واحد». قمم ومغامرات وبالانتقال إلى القاعة التالية، يطل مبنى هندسي ضخم يمثل لعبة الأنفاق والأنابيب وحوض الكرات. هي اللعبة الأكثر شعبية وإقبالاً، وتستحوذ على مساحة كبيرة من المكان. وهناك لا يسمح بدخول من هم دون الـ 5 أعوام، كون منحدراتها متشعبة تبدأ من القمم وتنزلق بإحساس مليء بالمغامرات. وعبرت منى علي التي كانت تشجع إبنها (6 أعوام) على الصعود إلى القمة، عن إعجابها بسعة المكان وتضمنه لأكثر من مشروع. «بدءاً من الألعاب العادية، إلى الأدوات الحسية والتفاصيل الفنية المتعددة». ندخل إلى غرفة الفنون والعلوم، فنجدها خير مثال على الهدف الرئيسي للمركز الذي يتمثل بتشجيع الأطفال على التفاعل الاجتماعي وبناء الثقة بالنفس. فالهدف هنا تنمية الشعور بالانجاز واتخاذ القرارات. وتذكر المشرفة ربى وائل أن زوار قسم الفنون والعلوم يتعرفون على نظريات عامة ويتلمسونها بحيث يتعلمون من خلال الأشغال اليدوية دروساً في الحياة. ومن بينها كيفية تفاعل البراكين، بحيث يشاهد الطفل غليان الحمم بمجرد مزج الخل بمادة كربونات الصوديوم، وهكذا. وبعد الانتهاء من أداء أي مهمة، يطلب من الجميع غسل أيديهم ومن ثم يتم تسليمهم الأشغال التي ابتكروها للذكرى. مسرح الـ«كريوكي» ومع اهتمامه بمؤثرات الديكور المبهرة، لم يغفل «رينبو أيلاند» الفنون الأخرى، فهو مجهز بمسرح لتقديم العروض التمثيلية وألعاب الدمى لإبراز المواهب المتنوعة وتشجيع الأطفال على التعبير. وأشارت نوال عضاضة إحدى المسؤولات عن قسم الفنون، إلى أهمية اكتشاف الطاقات الفنية للطفل، بحيث يوفر المسرح إمكانية الغناء والرقص وكذلك تقليد «الكريوكي». ومع خبرتها في التعامل مع هذه الفئة العمرية، والتي تمتد على مدى 17 عاماً، تجد عضاضة أنَّ أفضل طريقة لإسعاد الطفل، هي إشعاره بالحنان والاهتمام. «فأنا مع الصغار أتحول إلى طفلة، كي أفهمهم. وبهدف التقرب منهم، أحرص دائماً على الابتسام في وجوههم». ومن النشاطات الترفيهية الأخرى في المركز، ما تقدمه غرفة الظل على الجدار من خصوصية فريدة. حيث يتمكن الأطفال من تجربة لعبتي الضوء والظل، ورسم أشكال بواسطة حركات أجسامهم بكثير من المرح والضحك. وللدخول إليها، كان لا بدَّ من خلع الحذاء حيث المكان مظلم كلياً. وفجأة لمع ضوء فتعالت ضحكات 3 بنات، بمجرد أن طبعت خيالاتهن على الجدار. من بينهن علياء جابر التي أعربت عن فرحتها في تجربة مختلف الألعاب، وإعجابها بلعبة «الخيالات المضحكة». مدارك النشء مديرة نادي أبوظبي للسيدات وصاحبة مشروع «رينبو آيلند»، وداد مروة تحدثت عن الفكرة الأساسية لإنشاء المركز والتي تتمحور حول أهمية توفير ملاعب متخصصة للأطفال تمنحهم كل ما يطمحون إليه ويحتاجون له. «وهذا ما نوفره هنا، بحيث ينصب حرصنا ليس فقط على تقديم الأنشطة الترفيهية، وإنما كذلك على توسيع مدارك النشء من خلال الألعاب التي تناسب كافة الأعمار حتى سن المراهقة». وكل ذلك يترافق مع توفير بيئة صحية سليمة وآمنة. وأشارت مروة إلى فكرة إنشاء مكتبة داخل المركز تمكن الضيوف الصغار من مطالعة القصص وقراءة الكتب العلمية المفيدة، بحيث تقدم لهم كل جديد في عالم المعرفة الضرورية لتنوير ثقافتهم. وأوردت أن برامج الأنشطة في المركز سوف تتجدد شهرياً لإضفاء أجواء من المتعة والتحدي المستمر، «على أمل أن تشكل زيارة المركز تجربة مفيدة. يساهم في إنجاحها وجود الخبيرات اللاتي يحفزن لدى الأطفال روح التعاون والتعلم والاستكشاف». مملكة آمنة ديكور المركز أقرب إلى النمط الأوروبي الأنيق الذي يركز على الألوان المشعة والإضاءة الطبيعية والأثاث البسيط. أما غرف المرح والألعاب على اختلاف أنواعها وأحجامها، فقد تم استقدامها من أميركا وإنجلترا. وهنا ركزت وعد فؤاد مديرة المركز المتخصصة في التربية والتعليم وموسيقى الأطفال، على ضرورة دراسة المواد التي يستعملها الطفل أثناء اللعب. وأوردت أن هدف المركز إيجاد مفهوم جديد هو «التعلم عن طريق اللعب». وشددت على أهمية التعامل مع الطفل على أنه كائن يحق له أن يختار ويقرر ويتصرف على طبيعته، لافتة إلى خطورة التحكم بسلوك الصغار. «نحن في المركز نحترم نفسية الطفل ورغباته. ونشجعه على اتخاذ المبادرة والابتكار ليشعر فعلاً أنه داخل مملكته الآمنة، التي توفر له وسائل الاستمتاع بما لا يخلو من الفائدة». يقدم المركز للأطفال مجموعة مختارة من المأكولات الصحية، بحيث تضم الكافتيريا أصنافاً من السندويشات والحلويات والعصائر. وتوفر قاعاته إمكانية إقامة الاحتفالات كأعياد الميلاد والمناسبات الخاصة. وهي تعد وفقاً لتوصيات الأهل، بما يتناسب مع اختيارات الطفل. وهو يفتح أبوابه يوميا من العاشرة صباحا حتى العاشرة مساء. وتستفيد منه الأمهات العضوات في نادي أبوظبي للسيدات وكذلك غير العضوات، بحيث يستقبل البنات حتى سن 14 عاماً، والأولاد حتى سن 7 أعوام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©