الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكذب عند الأطفال

10 ابريل 2010 21:19
يشتكي كثير من الآباء والأمهات وأولياء الأمور كذب أطفالهم، والأمر نفسه يحدث للمعلمين مع الطلبة، وكثير منهم لا يعرف ما يفعل حيال هذه المشكلة التي تقلقهم. بداية أحب أن ألفت نظر هؤلاء إلى نقطة جوهرية في هذا الأمر لكي يسهل علينا علاج هذا الموضوع، وهي أنه من المعروف في علم النفس أن كذب الطفل ليس بالكذب الحقيقي المعروف لدى البالغين، لأن الطفل في تلك المرحلة العمرية لا يزال لا يدرك معنى الكذب، وإنما يلجأ لعدم قول الحقيقة لأسباب عديدة في مجملها حماية لنفسه من التوبيخ أو العقوبة أو التقليل من شأنه، كما أن بعضها يحمل جانبا آخر يتعلق بالعملية الإدراكية للأمور والخلط بين إفرازات الخيال ومعطيات الواقع. وهناك أسباب كثيرة تجعل الطفل يكذب (إن جاز لنا التعبير) نذكر منها ما يلي: كذب المزاح: وهو ما جرى على ألسنة الكبار (الآباء والأجداد والأخوة وغيرهم) من باب المزاح.
كذب التقليد: حيث يكذب الطفل تقليداً لوالديه أو لمن حوله، وهي من الأسباب الشائعة. الكذب الغرضي (الأناني): يستخدم عندما يشعر الطفل أن هناك من يقف دون ما يريد ويرغب فيه، فقد يطلب النقود لشراء أغراض للمدرسة بينما هو يريدها لشراء لعبة أو حلوى، فهو إن أفصح عن حقيقة طلبه للمال فسيرفض والداه ذلك، ولذا هو يلجأ للكذب.
الكذب الخيالي: وهو ما يتعلق بخصوبة الخيال الذي يجعله يرى ما لا يراه البالغ، بل قد ينسج قصصا من خياله لأبطال أو لوحوش وما إلى ذلك.
الكذب الالتباسي: وسببه عدم مقدرة الطفل على التمييز بين ما يراه حقيقة وما يجده في مخيلته، وهذا يزول مع نضوج العقل وتحسين الإدراك والتمييز بين الواقع والخيال. الكذب الدفاعي: وهو من أكثر أنواع الكذب شيوعاً فيكذب الطفل خوفاً مما قد يقع عليه من عقوبة، خاصة إذا كان أبواه من قساة القلوب. الكذب الادعائي: وهو للفت الانتباه والإعجاب خاصة عندما يتواجد الطفل بين أطفال عندهم ألعاب وممتلكات ويسافرون كل صيف وهو ليس لديه شيء من ذلك، فهذا يشعره بالنقص فيلجأ للكذب عليهم بأنه يملك الألعاب وأنه سافر مع والديه. وقد يلجا للادعاء بالمرض والتعب للحصول على قدر من الرعاية والاهتمام والعطف لأنه محروم منها.
الكذب الانتقامي: يتم هذا النوع من الكذب في أحيان كثيرة عند الطفل الذي يشعر بالغيرة من طفل آخر أو من إخوته كما فعل أبناء سيدنا يعقوب عليه السلام بأخيهم يوسف عليه السلام.
عزيزي القارئ ولي الأمر إذا أردت حل هذه المشكلة فعليك أن تتجنب اتهام الطفل بالكذب، وعدم نعته بالكاذب، أو القسوة عليه إن أخطأ أو أذنب، كما عليك أن تفتح معه باب الحوار والنقاش البناء، وأن تستمع له بقلبك، وأن تَفهمه وتُفهمه وتُعلمه أمور الحياة بهدوء وحب، فأنت معلمه القدوة.


dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©