الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كسر العزلة» يعيد طفل التوحد إلى الحياة

«كسر العزلة» يعيد طفل التوحد إلى الحياة
26 فبراير 2015 20:35
خديجة الكثيري (أبوظبي) يحتاج طفل التوحد إلى اهتمام خاص لكسر حاجز العزلة والخروج من بين «سياج الصمت»، ويحرسها بنظرات عيونه التائهة، ويركن فيها إلى شرود الفكر، حتى يغوص إلى مراحل بعيدة عن واقع من حوله، فكيف يكون التعامل مع طفل التوحد منذ مرحلة اكتشاف حالته التوحدية، مروراً بمراحل تعليمه وتلقينه وتطورات استجابته لكل ذلك، وصولاً إلى تنشئة طفل توحدي يدرك ما حوله، حيث يقول أهل الاختصاص من أطباء ومعنيين باضطراب التوحد، إن سلوكيات اضطرابات التوحد تختلف من طفل إلى آخر، حسب تقبله واستجابته، ومساعدة من حوله على تقبل المزيد وتفهمه. تحليل السلوك ويرى الدكتور وائل غنيم استشاري علم النفس الإكلينكي والعلاج المعرفي السلوكي في مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، أن المعالج يمكن أن يبدأ بلفت انتباه طفل التوحد في البداية عن طريق معرفة ما يحب ويفضل، والأشياء التي تفرحه، ويكون المدرب أو المعلم أو المشرف المتابع درس ذلك عند الطفل المتوحد، من خلال متابعته لحالة الطفل ومناقشتها مع والديه وأهله، فيبدأ بما يحبه الطفل نفسه، وما يجذب اهتمامه ونظره في آن، ثم يستخدم برامج تحليل السلوك التطبيقي لمعرفة أفضل المعززات لديه. ويتم تقويم سلوكيات الطفل من خلال معرفة لماذا يصدر هذا السلوك؟ لكن في الأغلب أن الطفل التوحدي لا يعبر بشكل طبيعي مثل الطفل العادي الذي يستطيع إيصال ما يريد بسهولة، في حين التوحدي لا يعرف التعبير عن احتياجاته، لذلك من المهم أن نحدد السلوك الذي نريد تعديله، وبعد ذلك يتم التدخل باستخدام استراتيجيات تعديل السلوك حسب ما يلائم أو يتوافق مع السلوك المراد تقويمه. التعود ويقول عبد المجيد أبو زيتون مدرس متخصص أول بمركز أبوظبي للتوحد، إن ثمة علاقة تنشأ بين المعلم وطفل التوحد نتيجة التعود على المعلم، فيصبح أفضل شخص عنده، حيث يدرك أن معلمه يعرف الأشياء المحببة وغير المحببة لديه، ويكون بمثابة الحماية من البيئة المحيطة، وبذلك يقدم له التعزيز في الوقت المناسب، فتتكرر هذه الحالات يومياً، وبالتالي كلما كانت فترة العمل مع الطالب المتوحد طويلة، كلما كانت العلاقة أقوى بينه ومعلمه. وربما لا يتذكر الطفل المتوحد معلمه بعد فترة من اللقاء والاستجابة مثلاً، ويتذكر وفقاً لما ذكره أبو زيتون جميع التفاصيل إذا أحبها من المعلم، فينتظرها في كل مرة، وينتظر الجديد منها أيضاً، وكل ذلك يعتمد على الفروق بين قدرات الطفل العقلية والاستيعابية. ولفت إلى أن عملية تدريس أطفال التوحد تتم بتصميم برنامج تعليمي فردي لكل طفل، يلبي حاجاته ويقف على نقاط القوة والضعف عنده، فيتم تعزيز نقاط القوة، وسد الخلل بجوانب الضعف، حيث أجمعت دراسات عالمية على أهمية تدريس أطفال التوحد بشكل فردي، كون كل طفل يمتلك إمكانات وقدرات مختلفة، وينخرط مع الأطفال التوحديين في مختلف الأنشطة المخطط لها، وذلك لتحقيق أهداف البرنامج الفردي، التي تعزز الجانب الاجتماعي للطفل التوحدي. ويرى الدكتور محمد ملوخية، اختصاصي رياضي حركي بمركز أبوظبي للتوحد، أن طفل التوحد يتعلم ويتقن بشكل سريع وإيجابي الأنشطة البدنية والرياضية، رغم أن هذه التمارين والحركات الرياضية تحتاج إلى العضلات الكبيرة وقوة بدنية تتحمل النشاط، مثل القفز والوثب والركل والرمي، في حين أن تعلم القراءة والقرآن والكتابة تحتاج إلى وقت طويل وممارسة مستمرة حتى يتقبلها الطفل، ويحبها ثم يستوعبها فيتقنها، وبالتالي نجد أن أطفال التوحد يفضلون الأنشطة الرياضية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©