السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استثمار الإجازة الصيفية

استثمار الإجازة الصيفية
17 يونيو 2009 01:07
موسم الإجازات هو موسم الفراغ، وبلا شك يضيع الكثيرون حولنا أوقاتهم في أمور غير مفيدة، مدونو الشبكة اختاروا الحديث عن الإجازة وكيفية استثمارها. يقول طارق الجيزاوي http://xlance2010.maktoobblog.com : تعتبر الإجازة الصيفية للفتية والشباب من الفرص الذهبية التي لا تعوض طول حياتهم بعد ذلك، خاصة بعد الانشغال بالخدمة العسكرية بعد انتهاء الدراسة، أو البحث عن عمل، أو الخوض في دوامة العمل، التي تشغل كل الوقت فلا يوجد وقت يمكن استثماره أفضل من الإجازة الصيفية. فالمرأة يمكن أن تشارك في بعض الدورات الخاصة مثل تربية الأولاد ومعاملة الزوج، وفى إجازة الصيف احذر الاستغراق في الإنترنت… خذ منه دقائق للاستفادة والإفادة، وإياك أن تجعله شغلك الشاغل. مع بداية الإجازة الصيفية تثور أسئلة كثيرة في أذهان الشباب، كيف أقضي الإجازة؟ كيف أستفيد من الفراغ الطويل؟ أين أقضي الإجازة؟ ما البرامج المناسبة التي عليّ أن أطبقها فيها؟!! لذا دعونا نناقش سويا أفكار صيفية لإجازة سعيدة: أولاً ابحث عما تتقنه وركز عليه في إجازتك الصيفية، إن كنت تحسن توزيع الشريط الإسلامي فاهتم به، واجمع له ما يستلزمه، وأحسن اختياره ووزعه على الناس. إن كنت تحسن فن الكلمة الطيبة اهتم بها، واعمل ما تستطيع لإيصالها للناس من حسن إعداد وإبداع في الأسلوب وكسب لقلوب الناس، كلمات قليلات تلقيها مرة هنا ومرة هناك تحرص فيها على ما يحتاجه الناس.. إنها صدقة، قال- صلى الله عليه وسلم- الكلمة الطيبة صدقة. «رواه البخاري». إن كنت تحسن فن الدراسات والبحث وجمع المعلومات، فاهتم بذلك وأعد العدة له، وما أكثر المواضيع التي تحتاج إلى دراسات وبحوث ميدانية وجمع الاقتراحات والملاحظات من المتخصصين والخبراء.. ومثال ذلك: المرأة ودورها في الدعوة إلى الله، المساجد واستثمار تجمعات الناس. الإجازة الصيفية والقرآن، المراكز الصيفية واستثمار الطاقات.. وغير ذلك كثير جداً. إن كنت تحسن رعاية اليتامى والأرامل والمساكين والاهتمام بشؤونهم ومساعدتهم.. فابدأ في ذلك. إن كنت من محبي القراءة فعليك باستشارة أهل الخبرة في وضع منهج لك لقراءة بعض القراءات المفيدة لتحصيل الفائدة المطلوبة. بالنسبة للبنات والأخوات.. فلا تخلو مدينة من دور أو مراكز لتحفيظ القرآن، فلتحرصي أيتها الأخت على المشاركة، ولتحرصي أيتها الأم على مشاركة بناتك. تكثر في الإجازات مناسبات الزواج والأفراح والاجتماعات في الإجازة الصيفية وتجتمع أعداد كثيرة من النساء، فعلى المرأة المسلمة استثمار هذه المناسبات في إلقاء بعض النصائح والتوجيهات. يمكن للمرأة القيام بواجبات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أيضاً في هذه المناسبات.. فإنه قد يوجد من المنكرات ما يجب إنكاره.. كالغناء الماجن أو اللباس الفاضح.. أو غير ذلك فينبغي استغلال الفرصة للنصح الحسن. يمكن للمرأة المشاركة في بعض الدورات الخاصة بالنساء في الموضوعات الخاصة بها.. مثل تربية الأولاد ومعاملة الزوج وواجب المرأة نحو قضايا المسلمين. محظورات الإجازة الصيفية احذر لصوص الأوقات فإنهم من أعظم الأسباب لضياع العمر وقتل الأوقات، وهم ينشطون أكثر في الإجازات الصيفية، واحذر صحبة السوء التي تدعوك إلى ما يبغضه الله سبحانه بدعوى السعادة والترفيه. احذر «سوف» فإنَّ التأجيل لن يوصلك إلى الإنجاز أبداً.. هما طريقان مختلفان تماماً، واحذر التلفزيون والقنوات الفضائية فإنها ملهاة العابثين.. إنَّ الجادين لا وقت لهم لإغضاب المولى سبحانه وتعالى. احذر الاستغراق في الإنترنت، فإنَّ ما زاد عن حده انقلب إلى ضده، خذ منه دقائق للاستفادة والإفادة وعُدْ إلى سبيلك.. وإياك أن تجعله شغلك الشاغل. احذر القراءات التافهة من القصص الغثة، أو الخيالات العلمية التي لا هدف لها إلا التسلية. احذر من المناقشات العقيمة الفلسفية أو الجدلية التي بلا هدف وتستهلك الأوقات، وتنشئ البغضاء والعداوات. احذر التمادي في الأنشطة الترفيهية التي بلا هدف.. كبعض الألعاب الرياضية التي لا تشارك فيها أنت ولا تستفيد ولا تفيد. الوقت هو الحياة يقول زهير http://zahir11.jeeran.com : مما لا شك فيه أنَّ الدقيقة التي تذهب لن تعود.. وكذلك الساعة واليوم والإجازة.. والوقت هو الحياة، وإضاعته بما لاينفع إضاعة للحياة نفسها.. وفي ذلك دعوة إلى الاهتمام بالوقت واحترامه.. وترك الفراغ والانتظار وتمضية الوقت وهدره بالعبث .. والإجازة الصيفية مناسبة هامة لكيفية التعامل مع الوقت والزمن والعمر.. وبعضهم يعتبرها فرصة للهو والعبث والعطالة والنوم.. وفرصة لتبديد المال وتضييع الوقت وصرف الطاقات دون جدوى.. كما يحلو للبعض الفراغ وانعدام المسؤوليات، وقضاء أوقات طويلة في اللعب بأشكاله المتنوعة الحديثة والقديمة.. وكل ذلك سلوك سلبي وفيه مضمون عدواني موجه إلى الذات أو إلى الآخر، بشكل لاشعوري.. وطبعاً الراحة مطلوبة بعد الجهد والجد.. وكذلك اللعب والمرح والترفيه عن النفس والترويح عنها بكل الأساليب المتوفرة.. والمشكلة تظهر حين ينعدم التوازن بين الجد واللعب ويستغرق الإنسان في اللعب لأوقات طويلة ولايستطيع الموازنة بين أوقاته.. وهو بذلك قليل التحمل كثير التعب.. ويرتبط ذلك بالقيم والتربية وتكوين المجتمع وكثرة الملهيات، وبالظروف الشخصية أيضاً.. كما يرتبط بالفرص المتاحة والمتوفرة أمام الشباب والتي يمكن من خلالها قضاء أوقات مثمرة ومنتجة ومفيدة في العطلات.. بدلاً من العطالة وتبديد الوقت.. مريض الفراغ يقال إنَّ الوقت من ذهب، وأنَّ الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك.. والفراغ مرض نفسي يؤدي إلى الأمراض النفسية والاجتماعية.. ويرتبط الفراغ بالمرض النفسي حيث يستغرق الفرد بتأملاته وبذاته بعيداً عن الواقع ومتطلباته، ويمكن له أن يجتر أفكاراً وخيالات مرضية تسيطر عليه ويتأثر بها، وتستهلك فكره وأعصابه ووقته، مثل الوساوس المرضية والأفكار التشاؤمية الاكتئابية وأحلام اليقظة المرضية وغيرها .. وفي عدد من الاضطرابات النفسية مثل الفصام والاكتئاب الشديد، يتعطل المريض وتقل درجة نشاطاته وتخف دافعيته وحيويته، ويصبح جامداً متجمداً في مشاعره ومظهره وسلوكه، مما يطرح أهمية تأهيله وإعادته للعالم الواقعي من خلال نشاطات مفيدة تدريجية. والفراغ والملل يمكن لهما أن يؤديا بالبعض إلى تعاطي المواد الإدمانية، ومن ثم إلى الإدمان وما يرتبط به من مشكلات اجتماعية وأخلاقية. كما يمكن لهما أن يؤديا إلى الانحراف والسلوكيات العديدة المضادة للمجتمع. وبعض الأشخاص يتصفون باللامبالاة وضعف تحمل المسؤوليات والميوعة.. وهم يتعاملون مع الحياة بالضحك واللعب في مختلف الأوقات.. وطبعاً فترة الإجازات فرصة ذهبية لممارسة المزيد من التمتع باللامسؤولية. الإجازة عبء في الجهة المقابلة بعض الأشخاص تمثل الإجازة لهم قلقاً وإزعاجاً، وهم يكرهونها ويعتبرونها عبئاً ثقيلاً، ولايعرفون مايصنعون بها.. وهم يفضلون الحياة الجادة باستمرار والعمل المتواصل ولايعرفون الاسترخاء وينزعجون من الفراغ، وتكثر عصبيتهم ونكدهم ومشكلاتهم مع أنفسهم ومع الآخرين في فترة الإجازات.. وهم يشكون عادة من صفات الشخصية الوسواسية مثل الجمود والجدية المفرطة وضيق الأفق والبخل والإحساس الزائد بالذنب والدقة المتطرفة في المواعيد وفي مختلف الحسابات، ومنها حسابات الوقت.. وهم يقلقون من الإجازات، وإذا أخذوا إجازة تكون قصيرة ومتوترة. ولابد من التوازن وتطوير وتعديل أنماط السلوك والشخصية.. كل يبحث عما يكمله وينقصه ليطور من نفسه وقدراتها وأساليبها، ويحقق صحة نفسية واجتماعية أفضل. ومما لاشك فيه أن الشباب يمتلك طاقات كبيرة، كامنة وفعلية.. وطاقة الشباب تختلف عن طاقة الشيوخ المتناقصة وطاقة الأطفال العبثية.. ومن الممكن أن تكون هذه الطاقات بناءة وإيجابية ومسؤولة. ولا بد للشباب من أن يخلعوا عنهم ثياب الطفولة ويلبسوا ثياباً تناسبهم.. وتناسب مرحلة الشباب بما فيها من استقلال ونضج وجد وبناء وخلق ووعي وطموح. وترتبط الإجازة عموماً بالنشاطات الخفيفة والمسلية، والإكثار من المتع واللذات، وأيضاً الابتعاد عن الهموم والمشكلات والتعقيدات.. ومن الناحية النفسية العميقة تمثل الإجازة «ضوءاً» أخضر يضيء في الفضاء الداخلي للإنسان. وهو يبيح له أن يتفلت من ضوابطه بشكل نسبي.. حيث تقل الممنوعات وتزيد المسموحات. وينطبق ذلك على عدد من الأمور ومنها قواعد الثياب وشكلها وأوقات النوم واليقظة والإحساس بالوقت ونوعية الطعام.. إضافة للسلوكيات الأخلاقية والنشاطات الترفيهية السطحية وغير ذلك. وفي مواجهة الفراغ الطويل والعطالة تبدأ قائمة النشاطات والأعمال المفيدة والمثمرة خلال الإجازة.. مثل الرياضة وممارستها وبذل الجهد والوقت لتنمية المهارات الرياضية المتنوعة والاستمتاع فيها.. والنشاطات الثقافية عديدة مثل القراءة الجادة للكتب والمجلات ومتابعة المناسبات والنشاطات الثقافية المتنوعة.. وهناك نشاطات تعليمية واكاديمية متنوعة ودورات تضيف إلى مهارات الشاب وقدراته.. كما أن الأعمال المهنية ممكنة وبأشكال مختلفة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©