الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مرح جبر تطرق أبواب السينما وتحارب الأعمال التركية بالدراما البدوية

مرح جبر تطرق أبواب السينما وتحارب الأعمال التركية بالدراما البدوية
10 ابريل 2010 21:22
بعد غياب سنوات، تعود مليحة الدراما السورية مرح جبر إلى الشاشة الصغيرة بثلاثة مسلسلات دفعة واحدة كما تدخل عالم السينما بفيلم جديد. المسلسل الأول الذي شاركت فيه هذا الموسم هو “رجال مطلوبون” الذي يشرف عليه المخرج حاتم علي، وتشارك في ثلاثين حلقة منه يخرجها سامر برقاوي، وتلعب شخصية امرأة ناجحة في مجال تصميم الأزياء، لكنها على الصعيد الشخصي تعاني من مشكلات مع خطيبها، ويختلفان في رؤية كل منهما للمستقبل. وتعبر مرح عن سعادتها للمشاركة في هذا العمل الجميل، وتعتقد أن المشاهدين سيحبونه، ولاسيما أنه يطرح قصصاً متتالية لثنائيات من الشباب والشابات، وما يعانونه جميعاً من مشكلات الحب والزواج والطلاق والنظرة إلى الحياة. شريرة وجريئة وتخرج مرح عن إطار أدوارها الجميلة والطيبة، حيث تجسد دور “سهام” المرأة المتسلطة الشريرة التي تستغل طيبة وسذاجة بعض الفتيات الفقيرات، وتلعب على طموحاتهن وأحلامهن، لتدفع بهن إلى علاقات مشبوهة مع رجال أعمال أثرياء، وذلك بهدف ترويج وتسهيل أعمالها التجارية، وذلك في مسلسل “الخبز الحرام” الذي كتبه مروان قاووق ويخرجه تامر إسحق، ويشارك فيه نخبة من النجوم السوريين في مقدمتهم عباس النوري وخالد تاجا وباسم ياخور وباسل الخياط وأيمن رضا. ويعتبر هذا المسلسل ـ بحسب المؤلف والمخرج ـ من أكثر الأعمال السورية جرأة في مضمونه الاجتماعي، الذي يكشف بصراحة مشكلات المرأة، والمآزق التي تجد نفسها متورطة فيها جراء طموحها لإثبات ذاتها، وتحقيق آمالها في الحياة. ولأن هذا العمل استثنائي في جرأته على مقاربة المسكوت عنه في الحياة العامة، وما تتعرض له المرأة من استغلال، فإن مرح اندفعت للمشاركة فيه بقوة، ولاسيما أنها ما تزال تكرر منذ سنوات أنها تتجه نحو الأدوار الجريئة والشخصيات الشريرة، والتي ظل المجتمع يرفضها، وكأنه يخشى من الكشف عن الحقيقة كما هي. ولا تخاف مرح من القيام بالأدوار الشريرة، بل هي تسعى إليها من منطلق أن الممثلة تؤدي رسالتها، حيث تجسد الشر، وتلعب دوره، لتكتشف حقيقته وتحذر منه. وعن دورها في “الخبز الحرام” ترى أن العمل جريء جداً، ويتحدث عن الأساليب الملتوية وغير المشروعة التي يلجأ لها البعض لزيادة ثروته على حساب الأخريات، ولو أدى الأمر إلى تدميرهن، ودفعهن في طرق مشبوهة. وفي مسلسل “قيود عائلية” تأليف يارا صبري وريما فليحان وإخراج ماهر صليبي، تلعب مرح جبر دوراً تربوياً لافتاً، لأن المسلسل يتناول علاقة الأطفال والمراهقين مع والديهم، والإشكالات التي تشوب هذه العلاقة، حين لا يحسن الآباء والأمهات التعامل مع أولادهم منذ الطفولة وحتى سن الرشد، كما أنه يتناول المشكلات العائلية وتأثيرها على الأولاد، وكون الأولاد أنفسهم سبباً أو ضحايا لهذه المشكلات، وستكون “مرح” بمثابة نسمة رومانسية ناعمة في هذا العمل الحساس الذي يهم كل الآباء والأمهات. دمشق مع حبي بعد انتظار دام عشرين عاماً، وبعد عملها طوال هذه المدة في الدراما التلفزيونية، حظيت مرح جبر بفرصة سينمائية غالية، وهي بطولة فيلم سينمائي تنتجه شركة الشرق، بعنوان “دمشق مع حبي”، ويخرجه السوري محمد عبد العزيز الحائز عدة جوائز من مهرجان باري في إيطاليا. وتلعب مرح في هذا الفيلم شخصية فتاة تغادر دمشق مع والدها، وعلى متن الطائرة، يكشف لها سر حب قديم، فتأخذها المفاجأة، وتتخذ قراراً بعد وصولها إلى المطار، بالعودة إلى دمشق للبحث عن هذا السر، والتفتيش في أوراق الماضي في حياة والدها، لتكتشف عبر ذلك سحر دمشق والعلاقات الاجتماعية والإنسانية المترابطة فيها، ولتعيش قصة حب دارت أحداثها في المدينة الجميلة. ويشير مخرج الفيلم محمد عبد العزيز إلى أن الفيلم لن يغفل الجمهور من حساباته، بعد أن اتسمت أفلامه السابقة بأنها نخبوية وذات طبيعة فكرية وثقافية. مما يفهم معه أن قيام مرح ببطولة هذا الفيلم، يشكل أحد عوامل جذب الجمهور إليه، فضلاً عن قصته الرومانسية والواقعية، والتي تبرز جمالية دمشق ودفء العلاقات الإنسانية في بيوتها. وقد غمرت السعادة مليحة الدراما السورية لفوزها بهذه الفرصة الثمينة، التي أتاحها لها دخول عالم السينما، وأعلنت أن الفيلم سيكون مفاجأة عام 2010 حين عرضه على الشاشة الكبيرة. حنين إلى البادية رغم توجهها نحو الأعمال الاجتماعية الجريئة ودخولها عالم السينما لأول مرة، فإن الفنانة مرح جبر لا تخفي اعتزازها بالشخصيات البدوية التي لعبتها بالدراما البدوية العربية عموماً والخليجية على وجه الخصوص، وهي تحن إلى هذه الأعمال بشدة. ومن أشهر الأدوار التي لعبتها في هذه الأعمال شخصية “جواهر” في مسلسل يحمل الاسم نفسه، للمخرج نجدت أنزور، وشخصية “حمدة” في مسلسل “رأس غليص”. كما شاركت في مسلسل “وضحا وابن عجلان”، ويشير كثير من النقاد إلى مرح باعتبارها من أبرع الممثلات السوريات في الدراما البدوية العربية، ولاسيما أنها تجيد اللهجة البدوية، وتندمج فيها بعفوية، وكأنها بنت البادية الأصيلة، ولهذا فهي تحن إلى الدراما البدوية، لكنها تدعو إلى تطويرها باستمرار سواء على صعيد الحكاية أو نمط الشخصيات، كما تدعو إلى الإفادة القصوى من التقنيات في خدمة هذه الدراما الخاصة التي يستمتع بها الجمهور العربي البدوي والحضري معاً. دعوة إلى الرومانسية تنحدر مرح جبر من أسرة فنية كبيرة، فوالدها الراحل محمود جبر أحد رواد المسرح الكوميدي السوري، ووالدتها هيفاء جبر ممثلة قديرة، وخالتها الممثلة الأشهر منى واصف، وعمها الراحل ناجي جبر كان اسماً مميزاً في الدراما والمسرح السوري. لكن ومع هذه الأسرة الفنية المميزة، فإن مرح تعتمد في عملها على موهبتها وقدراتها الفنية الخاصة، ونجاحها في إثبات وجودها. ولم تتوقف يوماً في تعاملها الفني عند قصة نسبها الفني، وكونها من أسرة فنية عريقة وكبيرة. ولهذا فهي تختار أدوارها بعناية شديدة، وترفض أن تقوم بتصوير عملين في آن واحد، بل تتفرغ بالكامل لأية شخصية تلعبها، حتى تتمكن من فهم الشخصية وكيفية التعبير عنها، وهو ما ميزها عن كثير من الفنانات اللواتي ينتقلن من موقع تصوير إلى آخر. وتُعتبر مرح قارئة جيدة، تميل إلى الرومانسية وأحياناً المثالية، لكنها تنتبه بشدة إلى التطورات الحاصلة من حولها وأمامها، فبعد حضور الدراما التركية بقوة على الشاشات العربية، تشدد على أهمية تطوير الدراما العربية، وتسخير كل التقنيات الحديثة في خدمتها، وإضافة جرعات كبيرة من الرومانسية والجرأة في الموضوع الاجتماعي، وهما عاملان نجحت فيهما الدراما التركية، وهذا النجاح ـ كما تقول ـ يجب أن يكون دافعاً لنا لتطوير أعمالنا، ولتدارك ما كنا أهملناه، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن أروع ما في الدراما البدوية هي قصص الحب البريئة التي تقدمها، وكان يجب أن نهتم بهذا الجانب الشفاف في مسلسلاتنا الاجتماعية المعاصرة.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©