الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبواب الحياة

أبواب الحياة
17 يونيو 2009 01:11
لا يدري الإنسان أي الأبواب هي القريبة من نفسه لكي يفتحها، لكن ثمة علاقة روحية ما بين الأبواب والحياة التي نعيشها بحلوها ومرها، قد يقف المرء أمام باب يكاد يكون مقفلاً بإحكام، هو في الأصل تفاصيل صغيرة ستشكل فيما بعد مقدمة لما كان وسوف يكون في هذه الحياة، إنَّها الأبواب عندما ترسمها الحياة على جدار القلب فتجعل منها ما هو مشرع لكل تأويل، أو ما هو قابل لكل تفسير. ظل صناع الحياة على امتداد إماراتنا الحبيبة يتعاطون الحياة ببساطتهم وبأدواتهم البدائية ليشكلوا فيما بعد مستقبل وحاضر هذه البلاد التي تقف شامخة وفاتحة أبوابها أمام العالم. وظلوا يستفيدون كثيرا من أدوات الحياة التي عاشت معهم، وإذا كان الإنسان في الإمارات استفاد من النخلة في بناء مسكنه التقليدي، فإنه استفاد أيضا من شجر «القرط و السدر واللوز والجز وجريد النخل» لصناعة أبوابة وشبابيكه، وكل هذه الأشجار محلية كانت متواجدة بين الناس، وهذا ما يفسر مهارة الإنسان في السابق في توظيف كل ما تقع عليه عيناه من الأشياء والاستفادة منها. للباب في الإمارات اهتمام كبير شأنه شأن باقي الحرف، لم لا وهو الخازن لأسرار حياة الناس وحاميهم من كل عثرات الحياة، وهو العتبة الأولى لمساكن الروح على هذه الأرض الطيبة. تغيرت الأبواب عما كانت علية سواء في شكلها البنائي أو في شكلها المعنوي الراسخ في النفس، فتفاصيل الحياة الجديدة غيرت كل شيء، وأصبحت هناك أبواب تفتح باللمس أو براحة اليد أو بأصابع الكف، حتى الأبواب التي يرسمها الإنسان في نفسه تبدلت وأصبحت هشة بفعل نمط الحياة السريع، فهل يجوز لنا أن نطلق بعد كل ذلك على الباب «باب الحياة» والإنسان على مدى حياته منذ أن يأتي إلى الدنيا إلى أن يغادرها يجد نفسه دائماً في كل لحظة أمام باب، ففي طفولته يطرق باب الحياة، وطوال عمره يظل يطرق باب الرزق، وهو في كل ذلك يقف أمام أبواب الرحمة، ولدنيا بابان، أحدهما يدخل منه الإنسان إلى الدنيا عندما يولد والآخر يودع به الدنيا عندما ينتقل إلى حياة البرزخ، ومن رحمة الله عز وجل فإن للجنة ثمانية أبواب. إضاءة: المقالة مقدمة لكتابة مفتوحة عن الباب سيتم نشرها لاحقاً. إبراهيم العسم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©