الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

صحراء الغرب تحتفل بـ «ليبيا رائعة بدون القذافي»

صحراء الغرب تحتفل بـ «ليبيا رائعة بدون القذافي»
1 مارس 2011 00:37
غرب ليبيا (ا ف ب) - انطلقت قافلة من الشاحنات الخفيفة (بيك اب) تطوي الصحراء وعلى متنها رجال مسلحون وهم يلوحون بأيدهم علامة النصر، مطلقين العنان لمنبهات السيارات فرحا بتحرير جبل نفوسة. وقال أحدهم “رائعة هي ليبيا بدون القذافي”. ومع اختفاء قوات الجيش والشرطة الليبية وعناصر الجمارك من مركز ذهيبة على الحدود التونسية الليبية منذ مساء الأحد، دخلت قافلة السيارات عمق الأراضي الليبية القفراء التي لا يزال يرفرف عليها علم النظام الليبي. واجتازت وسط نظرات بعض السكان الزائغة الجمال وانطلقت مسرعة داخل الصحراء الليبية. ولوح الرجال الذين لفوا رؤوسهم بشاش ببنادق الكلاشينكوف وبنادق صيد قديمة بأيديهم. ووضعوا على زجاج السيارات الأمامي علم الملكية في ليبيا الأسود والأحمر والأخضر مع نجمة وهلال، والذي أصبح رمز الاحتجاجات الليبية التي انطلقت من بنغازي في 15 فبراير. وتوقفت القافلة حيث أراد الرجال المسلحون تخليد اللحظة. ووقفوا يلوحون بشارات النصر أمام أول الصحفيين الأجانب الذين يدخلون الغرب الليبي. وهتف أحد الشباب فرحا، وهو يشير إلى أفق ساحر “رائعة هي الحرية”. وعند مدخل مدينة نالوت كان هناك حاجز مكون من إطارات مطاطية وكراسي وحجارة ووقف نحو 30 رجلا بعضهم غير مكشوف الوجه لضمان أمن المدينة التي تعد 30 ألف ساكن وتحيط بها كثبان رملية. وأطلقت عيارات نارية في الهواء وأبواق السيارات ترحيبا. وقال أحدهم واسمه هيثم “نحن نحمي المدينة ونملأ الفراغ..تدور شائعات تتحدث عن قدوم قوات موالية للقذافي من طرابلس”. وروى الرجل قصة “ثورة نالوت” فقال للصحافيين الأجانب “تجند الناس هنا حين رأوا ما يجري في بنغازي، حيث مات أناس بلا ذنب، واتفق الجميع على التحرر من عبودية القذافي المستمرة منذ أكثر من 41 عاما”. وفي أول شارع في المدينة بدت ثلاث نساء وطفل. وتجول رجال في الشوارع حاملين في أكياس صغيرة قطع من الخبز وقناني زيت. وبدت الكثير من المتاجر مقفلة ومحطة توزيع بنزين مقفرة ومبنى محترق تابع للشرطة. وكتب على جدران “قذافي جزار” و”قذافي خائن”. وفي الساحة الرئيسية في المدينة، تم تدمير تمثال للكتاب الأخضر رمز نظام القذافي. وتم حرق قاعات الأرشيف في مقر الاستخبارات الذي جعلت مجموعة من المحتجين منه مقرا لها. وجلس في كراسي المقر أعيان المدينة الذين تم تعيينهم لتسييرها بعد رحيل أعوان القذافي في 19 فبراير. وقال أحد هؤلاء “جرت تظاهرات قليلة هنا وبعض المعارك لكن لم تسل الدماء. لقد جرت مفاوضات وانشقاقات في صفوف القوات الموالية للنظام”. وأوضح أحد أعيان المدينة المحامي شعبان أبو ستة “حين بدأنا الثورة غادرت قوات الأمن المدينة. وأرسل عسكريون، بيد أن السكان تفاوضوا معهم وخيروهم بين المغادرة أو الانضمام للمعارضين، فخيروا المغادرة.. وفي اليوم التالي أعلن عدد من ضباط الجيش والأمن استقالاتهم أمام السكان”. وأكد هؤلاء الأعيان أن مدنا أخرى في منطقة جبل نفوسة سقطت في أيدي المعارضين ومنها الرحيبات وكاباو وجادو والرجبان وزنتان ويفرن وكيكلا وغريان والحوامد. وأضاف أبو ستة “نحن نعد قوات للتوجه إلى طرابلس وتحرير العاصمة مع كامل منطقة الجبل الغربي”. وسارت تظاهرة في المدينة ووسط إطلاق النار في الهواء هتف المتظاهرون تنديدا بالقذافي وفرحا بأن العالم أصبح يعرف أن نالوت أصبحت بين أيدي الجماهير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©