إسرائيل تعلن عن تقدم في ترسيم حدود الدولة الفلسطينية

أحرز رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اجتماعهما امس ''تقدما مهما حول ترسيم حدود'' الدولة الفلسطينية المقبلة كما قال مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى· وجاء هذا اللقاء، بعد ساعات من اجتماع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس صباح امس، مع اولمرت لمدة ساعة ،وعادت بعد ذلك الى الولايات المتحدة مختتمة زيارة بدأتها يوم السبت،ولم ترشح أي معلومات عن فحوى هذه المحادثات· وقالت مصادر إسرائيلية إن تقدما أحرز في المفاوضات الجارية ،في عدد من قضايا الحل النهائي· ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصدر سياسي إسرائيلي مطلع قوله: ''لقد تم إحراز تقدم في عدة قضايا منها الحدود والترتيبات الأمنية'' مشيرا إلى أن ''قضية عودة اللاجئين الفلسطينيين لم يتحقق فيها أي تقدم''· وفيما يتعلق بقضية القدس قال المصدر نفسه، إن هذه القضية لم تطرح بعد على بساط البحث· وأوضح أن ''حل القضايا العالقة بين الجانبين سيتم تحقيقه عبر التفاوض المباشر'' مؤكدا أن أي جهة أخرى لا يمكنها فرض حل على الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني· وقد اجتمع أولمرت وعباس امس لمدة ساعتين، في محاولة للاسراع بوتيرة محادثات السلام، وألقى تحقيق جنائي جديد فتحته الشرطة ضد أولمرت بتهمة الفساد ظلاله على الاجتماع ، وأثار تساؤل معلقين إسرائيليين بشأن مستقبله السياسي · وكانت رايس قد قالت إنها ما زالت تأمل التوصل لاتفاق بخصوص قيام دولة فلسطينية بنهاية العام الحالي· وتريد واشنطن أن ترى مزيدا من التقدم قبل زيارة بوش لإسرائيل في وقت لاحق من الشهر للمشاركة في مراسم إحياء الذكرى الستين لقيام إسرائيل· وأعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ، في مؤتمر صحافي في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله الضفة الغربية المحتلة، اجتماع عباس-أولمرت ''كان جديا ومعمقا للغاية وركز على قضايا الوضع النهائي''· واضاف أن ''الرئيس (عباس) أثار قضية النشاطات الاستيطانية، والجانب الفلسطيني أكد أن هناك التزامات على الجانب الاسرائيلي في ما يتعلق بالنشاطات الاستيطانية وفق ما جاء في خطة ''خريطة الطريق'' بما فيها إزالة البؤر الاستيطانية''· وتابع عريقات إن ''قضية الاسرى احتلت مكانا واسعا من النقاش بين الجانبين، خاصة المعتقلين الذين امضوا اكثر من 20 عاما في سجون الاحتلال· والمرضى والنساء والقادة السياسيين· بمن فيهم الأسير مروان البرغوثي''· وأوضح عريقات أن ''عباس أثار ايضا قضية المبعدين (···) وأعلن عدم قبوله لما يحدث على الارض من تكثيف لسياسة الاغلاق''، مشيرا الى أنه ''تم التطرق الى موضوع الحواجز ولقاء رئيس الوزراء سلام فياض بوزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك يوم الاحد في حضور وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس''· وقال مسؤول فلسطيني مطلع إن الإدارة الأميركية تعمل على صياغة ''اتفاق إطار'' لتعريف ''الدولة الفلسطينية'' المستقبلية لتسهيل عملية الوصول إلى اتفاق قبيل نهاية العام الجاري· وأكد نمر حماد المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني محمود عباس، في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية (د·ب·أ) أن هذا الموضوع مازال قيد البحث· وقال حماد: ''هناك اقتراح بوضع (اتفاق إطار) لتعريف الدولة (الفلسطينية) لكن هذا (الموضوع) من ضمن مجموعة مقترحات لدى الإدارة الأميركية يجري البحث فيها من أجل التوصل إلى اتفاق للحلول النهائية''· ورفض حماد الدخول في تفاصيل الموضوع· واكتفى بالقول ''إن الاقتراح ما زال قيد البحث ولم يتبلور بعد أي شيء بشأنه''· ونفى حماد التقارير التي تحدثت عن حالة الإحباط التي تكتنف الرئيس عباس بسبب تعثر المفاوضات مع إسرائيل ،وقال ''إن هذه التقارير غير صحيحة''· وتعقيبا على زيارة وزيرة الخارجية الأميركية للمنطقة قال حماد إن ''رايس مددت مشاوراتها اليوم، وعلينا الانتظار لمعرفة النتائج''· وأقر حماد بصعوبة المفاوضات ''ولكن في نفس الوقت لا يمكن الاستمرار بها في ظل مواصلة إسرائيل نشاطاتها الاستيطانية في الضفة الغربية ،وليس من الممكن الاستمرار في عملية السلام''·