السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سر كلمات نزار قباني.. ونصيحة الوالدة

سر كلمات نزار قباني.. ونصيحة الوالدة
26 فبراير 2015 20:42
خديجة الكثيري (أبوظبي) تواصل روضة البوم، التجهيز لمبادراتها الخيرية بتشجيع مستمر من أمها، التي تساندها بجانب معلمتها التي قدمت لها مفتاح أبواب التميز في الحياة، وتوقع البعض أن تتوقع جهود روضة الشابة الإماراتية، التي قدمها سمو الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية، أمام آلاف الحاضرين، وملايين المتابعين لفعاليات القمة الحكومية لعام 2015، أو تسعى إلى استراحة محارب صغير داخل ميدان الكبار، وظهرت وقتها روضة تتحدث عن تجربتها الماضية. لذا فالسطور التالية تقدم الفتاة لتكون كمثال لبنات الإمارات المبدعات والملهمات، فقد أرادت أن تكون سفيرة للإنسانية من دون تكليف أو رغبة في تقدير، مستمدة قوتها من مسؤولية تحملتها صغيرة بتكليف من الوالدة، كذلك تغوص روضة في بحر ذكرياتها الصغيرة، فلم تتعدى الفتاة 22 ربيعاً، وتكشف سر العلاقة بين تميزها وكلمات نزار قباني ونظرة أحلام مستغانمي التحليلية إلى الحياة. نموذج استحقت روضة الثناء والتصفيق الحار لتجربتها من حضور القمة الحكومية، واستحقت كلمات الإطراء والتشجيع من الجميع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ضاربة مثالاً يحتذى للعمل الإنساني المثابر، والحامل لروح التحدي والابتكار من أجل الوصول بسمعة دولة الإمارات إلى أعلى القمم العالمية. روضة، بدت على قدر المسؤولية، التي تحملتها بعد أن وصفت بأنها مصدر فخر، وعنوان إصرار وتحد. تقول «أشكر الله على هذه النعمة، فيكفي أنني بنت الإمارات، وأعيش تحت ظل قيادتها الحكيمة، التي علمتنا معاني الحب والسلام، وزرعت في أنفسنا الهوية الأصيلة المستمدة من تعاليم وسماحة الدين، ومن أصالة الحضارة العربية، ومن تراث وتاريخ دولة الإمارات». سرالتميز عن بدايتها، تضيف روضة «أنا البكر لأسرة لديها خمسة أطفال، ووالدتي أوكلت لي مهمة رعايتهم معها، وكانت تقول لي «أريد أن تكوني قدوة لإخوتك، وأن يتعلموا منك كل شيء، بمعنى أنك محاسبة على كل ما تقومين به»، عندها قررت أن أتميز، وأكون ناجحة ومتفوقة». وتكمل «الإضافة إلى تميزي الدراسي، كنت أحب الكتابة الشعرية والنثرية، وقرأت أشعار نزار قباني وأثرت فيّ لغته الحالمة المتطلعة للأجمل، كما قرأت للكاتبة أحلام مستغانمي، صاحبة النظرة التحليلية، واللغة الرشيقة»، مضيفة «بدأت بنشر كتاباتي في سن مبكرة، واشتركت في مسابقة اليوم العربي للمكتبة، الذي نظمته مكتبة دبي العامة ببلدية دبي، وحصلت على المركز الأول في الكتابة الأدبية باللغة العربية الفصحى لعام 2007». وشاركت روضة في معارض ومسابقات للتصميم الداخلي، وعمل تصاميم للبطاقات والشعارات، وكانت تقدم مشاركاتها لـ «جوازات دبي» إذ إن والدتها موظفة هناك، مشيرة إلى أنها كانت تحصل على شهادات شكر وتقدير، وطُلب مني تقديم كلمة للحفل السنوي، الذي تقيمه إدارة الإقامة وشؤون الأجانب بدبي، وكتبت كتابة مميزة حينها وكرمت». «لا تيأسي» كل تلك المشاركات دفعت روضة إلى المزيد من العطاء والتميز، فكانت كلها ثقة أن ابنة الإمارات قادرة على أن تبدع وتنجز. وتدرس روضة في جامعة زايد، وتشارك في أنشطتها وفعالياتها، وعندما رغبت في التطوع في رحلات تنظمها الجامعة مع منظمات الأمم المتحدة، وجدت أن الجامعة أوقفت هذه الفعالية. وتقول «حزنت كثيراً إلا أن إحدى معلماتي في الجامعة شجعتني، وقالت لي «لا تيأسي إن كنت تودين التطوع والمشاركة الإنسانية في مثل هذه الرحلات، فبإمكانك البحث عنها بنفسك». وتتابع «راسلت منظمات إنسانية منها منظمة أميركية وأخرى بريطانية، وأبديت رغبتي في المشاركة التطوعية بحملاتها الإنسانية، وتم تحديد مقابلة في دبي ونجحت في اجتيازها، وحدّد وقت السفر في صيف 2014، بالتزامن مع إجازتي الجامعية»، مشيرة إلى أن أهلها تخوفوا في البداية سيما وأنها تسافر إلى مالاوي وكمبوديا، إلا أنها أقنعتهم بأهمية العمل الإنساني فوافقوا وسافرت. بناء وتعليم رحلتها الأولى كانت إلى منطقة «سليما» في بحيرة مالاوي، وهي قرية فقيرة، وكانت مهمة الفريق مساعدتهم في بناء مساكن. وتقول «كنت أحمل مواد البناء، وأساعد في وضع الأساسات، حيث سكنا في هذه المنطقة أسبوعين، وكنا نخرج للعمل في الثامنة صباحاً ونعود في الرابعة عصرا». وعن زيارتها لكمبوديا، تقول «زرنا جزيرة شحيحة الموارد، وكانت الكهرباء تنقطع صباحاً، وتعمل مساء، وكانت مهمتنا تطوير أساليب التعليم وحث المجتمع البسيط على التعلم». وتوضح «تعلمت من هذه التجارب أن كل المشاكل تحل بالعمل، واقتنعت بأنه لا شيء مستحيل، كما تغيرت نظرتي للحياة حيث أقبلت عليها أكثر، موضحة أن «الاستفادة الكبرى تمثلت في التعريف بالعالم العربي الإسلامي. فخر منذ لحظة وصولها مطار دبي، شعرت روضة البوم بأهمية ما صنعته، تقول «سألني موظف الجوازات من أين أنا قادمة، فأخبرته أنني كنت في مهمة تطوعية إنسانية، فقال لي أنت مصدر فخر». قدوة تقول والدة روضة «كانت روضة قدوة لإخوتها، وهي الشخص الذي نرجع إليه في اتخاذ قراراتنا، ويشرفني أن تكون اليوم قدوة لإخوانها وأخواتها من شباب الإمارات».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©