القضاء المصري يعيد ترخيص «إبداع»

أعادت المحكمة الإدارية العليا في القاهرة الحياة لمجلة «إبداع» التي تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب ويرأس تحريرها الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي. فقد قررت المحكمة وقف تنفيذ حكم إلغاء ترخيص المجلة، الذي صدر من قبل استناداً لنشر المجلة قصيدة للشاعر حلمي سالم بعنوان «شرفة ليلى مراد» قيل إن بها مساساً بالمقدسات. واستند حكم إعادة السماح بصدور «إبداع» الى خلو التشريعات المصرية من أي نص صريح بإلغاء ترخيص الصحف والمجلات أياً كانت الجريمة المنسوبة للصحفي اكتفاء بتقرير المسؤولية الجنائية والتأديبية عند إساءة استعمال حرية الصحافة. وأكدت المحكمة في حيثيات حكمها أنها ترفض بشكل قاطع كل كلمة وحرف في قصيدة حلمي سالم لما تضمنته من إساءة للذات الإلهية مما يستوجب اتخاذ الإجراءات الجنائية والتأديبية ضد حلمي سالم. وقالت المحكمة إن حكم إلغاء ترخيص المجلة خالف النصوص القانونية فضلاً عما كان سيترتب على تنفيذه من نتائج يتعذر تداركها أبرزها المساس بحرية الصحافة والتعبير. وقال الدكتور ناصر الأنصاري رئيس هيئة الكتاب المصرية إن مجلة «إبداع» سوف تصدر في موعدها الدوري بناء على حكم المحكمة الإدارية العليا وأنه اتفق مع رئيس تحريرها الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي على إعداد مواد العدد الجديد. وقال الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي «إن هذا الحكم يجعلنا نتفاءل بالقضاء المصري وننتظر منه الحماية والأمان والعدالة وانه بمثابة تتويج لنضال المثقفين المصريين الذين دافعوا عن «إبداع» وعن حرية التعبير بشكل عام». وأضاف حجازي «أن إلغاء الحكم بوقف ترخيص المجلة كان متوقعاً، لأن الحكم بوقف ترخيصها بني على اساس غابت عنه بعض الحقائق، والحكم الأخير قام على أساس انه لا يحق للقضاء الإداري أن يسحب ترخيص أي صحيفة». وأوضح حجازي أن «الحكم له شقان الأول فني ويتعلق بأن النص الشعري لا يمكن أن نصدر عليه حكماً إلا بالعودة الى المتخصصين، خاصة أن هذا النص مجازي يكتب بلغة متعددة الدلالات ويمكن تأويلها بصور مختلفة وهنا يظهر سوء النية ممن يقدمون أنفسهم على أنهم مدافعون عن الإسلام وهم في الحقيقة مرتزقة. والشق الثاني للموضوع هو الشق الأخلاقي وتعبر عنه حرية التعبير، والهدف منها هو تصحيح الخطأ عن طريق كشفه وليس الدفاع عنه». وأكد حجازي أن العدد الجديد من «إبداع» تم إعداده من قبل وهو حالياً بالمطبعة، لأننا كنا متأكدين من أن الحكم سيصدر لصالح المجلة، وهو ما جعلنا نعمل بشكل عادي تماماً. والعدد الجديد سوف يتضمن قضية «إبداع» وما حدث لها والحكم الأول فيها وردود أفعال الصحافة المصرية والعربية والعالمية على الحكم، مؤكداً أن المجلة لن تغير عن سياستها وستظل تنشر الإبداع بكافة أشكاله.