المحافظون الإيرانيون يطالبون بمحاسبة خاتمي

تعرض الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي لهجوم عنيف من قبل المحافظين أمس عقب تصريحات له فسرت على أنه يوجه أصابع الاتهام للقيادة الدينية الإيرانية بدعم المتطرفين وتصدير العنف لمنطقة الشرق الأوسط· واتهمت صحيفة ''كيهان'' المحافظة أمس الزعيم الإصلاحي بأنه ''يشوه سمعة'' الجمهورية الإيرانية بتلميحه إلى أنها تمارس أنشطة تخريبية في بلدان المنطقة بواسطة دعمها للمجموعات المسلحة المتشددة· وكان خاتمي تحدث الجمعة الماضي أمام طلاب جامعة في محافظة غيلان الشمالية، عن طموحات الإمام الخميني لتصدير الثورة الإيرانية عام 1979 للعالم، محذراً من أن هذا الشعار قد تعــــرض للتشويه· ونقلت صحيفة إيرانية عن خاتمي تساؤله قائلاً: ''ماذا قصد الخميني بشعار تصدير الثورة؟''، ومضى متسائلاً: ''هل كان الإمام يعني أن نحمل السلاح·· وننسف المواقع في بلدان أخرى·· وننشئ المجموعات المسلحة لتقوم بأعمال تخريبية في تلك البلدان؟''، وأضاف: ''كان الخميني يعارض بشدة أنشطة من هذا القبيل، بل كان يكافحها بكل قوة''· وفسرالمحافظون حديث خاتمي على أنه اتهام للسلطات الإيرانية بتشجيع المسلحين المتطرفين لزعزعة استقرار الشرق الأوسط خاصة في لبنان والعراق· وكتبت صحيفة كيهان: ''لابد من محاسبة خاتمي على تصريحاته غير الوطنية'' التي ''لا ينجم عنها سوى تلطيخ سمعة إيران وتأكيد اتهامات لا أساس لها يطلقها الاسكتبار العالمي''، في إشارة إلى الولايات المتحدة· واتهمت وزارة الخارجية الأميركية الأسبوع الماضي طهران بأنها ''العراب الأكثر نشاطاً للإرهاب'' لاسيما في لبنان والعراق وأفغانستان والأراضي الفلسطينية· لكن طهران نفت تلك الاتهامات· من جانبه وصف موقع ''تبنك'' المحافظ تصريحات خاتمي بأنها ''خطأ''· وأعلن خاتمي في خطابه أنه يريد التحذير من ''تشويه أفكار الإمام الخميني''، وقال إن الإمام كان يدعو إلى ''نموذج يقوم على وضع اقتصادي جيد واحترام البشر ومجتمع يتجه إلى الرخاء وتحسين ظروف الجميع''· وختم خاتمي بقوله: ''إقامة نموذج سيئ يسمح للأعداء بالتركيز على الجوانب السلبية في البلاد هي أكبر خيانة للإسلام والثورة''·