10 آلاف قتيل و3 آلاف مفقود في إعصار بورما

ارتفعت حصيلة ضحايا الإعصار الذي دمر منطقة وسط بورما (ميانمار) إلى عشرة آلاف قتيل، بينما لا يزال ثلاثة آلاف آخرون في عداد المفقودين· وأعلنت الحكومة العسكرية البورمية أمس أن بورما تحتاج مساعدة دولية، مؤكدة من جهة ثانية أن الاستفتاء على الدستور سيجري في موعده المقرر يوم السبت المقبل· وأعلن وزير الخارجية البورمي نيان ون للتلفزيون الحكومي أن إعصار ''نارجيس'' الذي عصف ببورما مساء الجمعة أوقع أكثر من عشرة آلاف قتيل، مضيفا أن بلاده بحاجة الى مساعدة دولية· وقال الوزير إثر اجتماع مع دبلوماسيين أجانب ''بحسب آخر المعلومات قتل أكثر من عشرة آلاف شخص'' بسبب الإعصار، واضاف ''ونحن لا نزال نجمع المعلومات ويمكن أن يكون هناك المزيد من الضحايا''· وأشاد الوزير بوعود تايلند بتقديم مساعدة طبية وغذائية لبلاده، معربا عن تأييده قيام دول أخرى بالمساعدة في مواجهة ما خلفه الإعصار· وذكر وزير الخارجية ان ·57 سفينة غرقت بسبب الإعصار· وأشار مسؤول في الصليب الاحمر إلى أن العديد من القرى الساحلية محيت بالكامل·· وقال دبلوماسي أمس عقب تصريح وزير الخارجية إن الحكومة العسكرية في ميانمار أصدرت تقديرا غير نهائي لعدد القتلى جراء الإعصار· ونقلت رويترز عن الدبلوماسي في بانكوك قوله ''كانت الرسالة الأساسية هي أنهم يعتقدون بأن العدد المؤقت للقتلى هو نحو 10 آلاف، وأن المفقودين ثلاثة آلاف''· لكن محطة التلفزيون الرسمية أعلنت أن ''حصيلة اعصار نارجيس الذي اجتاح نهاية الاسبوع مناطق عدة في بورما، بلغت 3969 قتيلا''، وأن آلافا آخرين قد يكونون قضوا كذلك في هذه الكارثة· واضافت المحطة ان 2129 لا يزالون في عداد المفقودين رسميا موضحة ان عشرات الالاف قد يكونون قضوا في بلدتي بوجالي ولابوتا النائيتين في دلتا ايراوادي (جنوب غرب)· وذكر تقرير اخباري لوسائل إعلام رسمية أن ''العدد المؤكد هو 3934 قتيلا و41 مصابا و2879 مفقودا في يانجون ودلتا إيراوادي''· وصاحبت الاعصار الذي ضرب الولايات الساحلية الوسطى في ميانمار مساء الجمعة الماضي رياحا قوية بلغت سرعتها 200 كيلو متر في الساعة· وسبب ''نارجيس'' دمارا واسعا في البنية الأساسية الهشة كما أودى بحياة المئات في مقاطعة ايراوادي سلة خبز بورما· وخلف الاعصار اكثر من 100 الف مشرد كما تعرضت منازل عديدة للدمار ومن المرجح أن تعيش رانجون التي يقطنها عدة ملايين من السكان دون كهرباء لعدة أسابيع· وفي السياق التقت وكالات الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى للمساعدات في بانكوك أمس للإعداد للإغاثة من الكارثة في بورما· وقال تيرجي سكافدال المدير الاقليمي لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية والذي ترأس اجتماع بانكوك ''جهاز الأمم المتحدة للدعم في بورما لا يكفي'' مضيفا'' من السابق لأوانه إعلان تقدير دقيق ولكننا نتحدث عن مئات الآلاف من المشردين، وجهاز الأمم المتحدة للدعم في بورما لا يكفي''· وأعلن أن السلطات العسكرية البورمية اعطت موافقتها للامم المتحدة على ارسال مساعدات عاجلة لمئات الآلاف من ضحايا الاعصار · وقال المتحدث باسم برنامج الاغذية العالمي بول ريزلي في بانكوك ان مسؤولين من البرنامج اجتمعوا مع بعض كبار وزراء الحكومة في يانجون وتلقوا موافقة حذرة ، مضيفا اشارات الحكومة الى استعداداها لقبول المساعدة الدولية من خلال وكالات الامم المتحدثة · وأثار الإعصار الذي أصاب اكبر مدن البلاد بالشلل مزيدا من الاسئلة بشان خطة الحكومة العسكرية لإجراء استفتاء مثير للجدل يوم السبت المقبل· وسيقرر الاستفتاء الذي يجري في 10 مايو الجاري مصير الدستور الجديد في بورما وهو وثيقة تعد بدعم الدور المهيمن للجيش في سياسات البلاد عقب الانتخابات العامة المقبلة المقرر إجراؤها في غضون عام ·2010 وبثت وسائل الإعلام الرسمية بيانا حكوميا أمس أكد أن الاستفتاء سيجري يوم السبت كما هو مقرر، وقال البيان ''الاستفتاء على مبعدة أيام فقط والبورميون متلهفون عليه''· وقال دبلوماسي غربي ''إنها كارثة، غالبية أعمدة الإنارة تعرضت للدمار، وسيتطلب الامر أسابيع لإصلاحها، لا أدري كيف يمكنك إجراء استفتاء في مثل هذه الظروف''· وفي ظل ميزانية بورما المحدودة وسوء ادارة كوارث سابقة تتزايد الاحتمالات بان ملايين السكان سيكون لديهم ما يشغلهم أكثر من الاستفتاء·