الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

رئيس أيسلندا يرجح وجود مكامن كبيرة للطاقة الحرارية في الصحراء الإماراتية

رئيس أيسلندا يرجح وجود مكامن كبيرة للطاقة الحرارية في الصحراء الإماراتية
6 مارس 2014 22:20
أبوظبي (الاتحاد) - رجح الدكتور أولافور راغنار غريمسون، رئيس جمهورية أيسلندا، وجود مكامن كبيرة للطاقة الحرارية الأرضية في الصحراء الإماراتية، وذلك خلال محاضرة نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، بعنوان «اقتصاد الطاقة النظيفة: سبيل للتعافي من الأزمات المالية»، بحضور الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام المركز. وقال: إن أيسلندا من الممكن أن تشترك مع الإمارات في استكشاف مواقع الطاقة الحرارية الأرضية، داعياً إلى استخدام هذا النوع من الطاقة، بوصفها مورداً متجدداً، وقابلاً للتطبيق من الناحية الاقتصادية، وموثوقاً به. ولفت إلى أن العلاقات التي تربط الإمارات ببلاده علاقات جيدة للغاية، وهناك تعاون بينهما في مجال الطاقة النظيفة، وبالنسبة إلى المستقبل هناك فرص واعدة أيضاً لتوسيع مجالات التعاون بينهما. وأضاف أن البلدين يمكن أن يتعاونا في استغلال تكنولوجيا تخزين الأغذية عبر التجفيف، ما يساعد الإمارات على تحسين أمنها الغذائي، كما أن فرص النمو الكبير، المرجَّح أن يحدث في تجارة الطاقة، خصوصاً في أوروبا في المستقبل، يمكن أن تكون موضعاً للتعاون الاستثماري الكبير بين البلدين. وأشار غريمسون إلى اطلاعه عن قرب على تجربة الإمارات في مجال الطاقة النظيفة، ومواكبته لمراحل بناء «الرؤية الاقتصادية 2030 لإمارة أبوظبي»، والتي أوضحها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، ومبادرات مدينة «مصدر»، التي وصفها بـ«مدينة العلوم والأبحاث». وأشاد بالدور الذي تلعبه الإمارات شريكاً عالمياً مؤثراً في الطاقة النظيفة، مؤكداً أهمية الدور الذي لعبته القيادة الرشيدة للدولة في تحقيق هذه الإنجازات المهمّة. وتحدث غريمسون عن وضع اقتصاد أيسلندا لدى اندلاع الأزمة المالية العالمية عام 2008، وقال إن بلاده كانت من بين البلاد التي انهارت فيها المصارف، إذ اقترب اقتصادها من حافة الفشل التام، وهو ما هدد الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد بشكل عام. وأضاف قائلاً: «قد كان ذلك محل استغراب حينذاك، وهو ما أصابنا بالقلق الشديد، حول إمكانية التعافي من آثار الأزمة المالية، ومن ثم عودة المجتمع إلى الاستقرار من جديد». وقال: إن في الوقت الذي ما زالت دول عديدة، حتى في أوروبا، تعاني تداعيات الأزمة المالية، فإن أيسلندا استطاعت أن تتغلَّب على تلك الصعاب، بل أصبحت الآن لها تجربة فريدة في الخروج من الأزمة، ويمكنها تقديم الحلول والنصح إلى الآخرين. وأكد أن الطريقة التي اتبعتها أيسلندا كانت مغايرة للطريقة التي تعاملت بها الدول الأخرى في مواجهة الأزمة، فهي تبنّت الاستثمار في الطاقة النظيفة كآلية لتحفيز اقتصادها الوطني، وبنت نموذجاً فريداً يمزج بين الاستقرار المالي والطاقة النظيفة في آنٍ واحد، على الرغم من أنه قد يكون هناك اعتقاد أن لا علاقة بين الاثنين، لكن أيسلندا أوجدت هذه العلاقة واستغلتها، حتى أصبح لديها نموذج فريد في الانتعاش الاقتصادي، وأصبح لديها الآن أفضل المؤشرات الاقتصادية على مستوى القارة الأوروبية. وقال غريمسون: إن بلاده أوجدت مقاربة اقتصادية جديدة في مواجهة التحديات الاقتصادية والمالية، كانت كفيلة تحويل اقتصاد البلاد من اقتصاد دولة نامية إلى اقتصاد متقدِّم، فأصبحت موضع اهتمام العديد من المنظمات الاقتصادية الدولية، مثل «صندوق النقد الدولي» و«منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية»، فبعد أن كان اعتماد الدولة في الماضي على الطاقة الأحفورية المستورَدة من الخارج، تقوم الآن بتوليد كل ما تحتاج إليه من طاقة كهربائية، ووقود للتدفئة، بالاعتماد على المصادر المستدامة. وأضاف أن اقتصاد أيسلندا أصبح أكثر تنوّعاً، وساعد ذلك الأيسلنديين على التعايش بعيداً عن الأزمات، وأصبحت الدولة موقعاً جاذباً للاستثمارات الأجنبية، والشركات العاملة في التكنولوجيا المتطوّرة. وعدَّد غريمسون أوجه العلاقة بين اقتصاد الطاقة النظيفة والخروج من الأزمة المالية، ومنها أن اقتصاد الطاقة النظيفة من شأنه توفير الطاقة الرخيصة الثمن، ما يخفف الأعباء عن الأفراد والشركات والاقتصاد بشكل عام، كما تعدّ استدامة الطاقة النظيفة عاملاً جاذباً بفاعلية كبيرة للاستثمارات الأجنبية والتكنولوجيا المتطوّرة، علاوة على أن الزراعة في البيوت الدفيئة من شأنها تنويع الأنشطة الاقتصادية، وتوفير الغذاء الصحي، وتحقيق الأمن الغذائي، وإمكانية تصدير المحاصيل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©