الإمارات تتصدر الشرق الأوسط في مؤشر القدرة التنافسية لتكنولوجيا المعلومات

تصدرت دولة الإمارات بلدان الشرق الأوسط في مؤشر القدرة التنافسية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات 2007 - ،2008 والذى يصدره المنتدى الاقتصادي العالمي بالتعاون مع مؤسسة ''انسياد'' المتخصصة في مجال تدريس إدارة الأعمال والبحوث· كما جاءت الإمارات في المرتبة 29 من بين 127 بلداً شمله التقرير العالمي لتكنولوجيا المعلومات، حيث حققت المرتبة العاشرة من حيث الجهوزية القوية للحكومة الإلكترونية والمرتبة 17 من حيث الاستخدام، فيما جاءت الدنمارك في المركز الأول تلتها السويد وسويسرا· ويقيس المؤشر والذي يصدر للسنة السابعة على التوالي، اقتصاد كل بلد وفق ثلاثة مقومات، وهي البيئة الاقتصادية وإطار العمل السياسي والتنظيمي وجودة البنى التحتية المتوافرة، ويهتم بتصنيف بلدان العالم من حيث مستوى وتطوّر اقتصاد المعرفة فيها وقدرتها على إنتاج التكنولوجيا أو استيعابها وتكييفها بما يتلاءم والاحتياجات الوطنية، بهدف تحسين قدرتها التنافسية· وارتفع معدل الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات في الإمارات بنسبة 23% ليصل إلى 1,86 مليار درهم خلال العام الماضي، ومن المتوقع أن يحقق هذا الإنفاق نمواً بنسبة 15% خلال العام الجاري ، بحسب إحصائيات وزارة الاقتصاد· وقال البروفيسور سوميترا دوتا، عميد العلاقات الخارجية في مؤسسة إنسياد، وأحد معدي التقرير في مؤتمر صحفي أمس لاستعراض نتائجه: ان مبادرات الحكومة الإلكترونية في الإمارات واستثماراتها الإجمالية في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، شكلت الحافز الأساسي ليحتل اقتصادها مركز الصدارة بين اقتصادات نظيراتها من بلدان الشرق الأوسط· وفي ما يتعلق بالمنطقة بشكل عام، أحرزت بلدان الشرق الأوسط أعلى مستويات التقدم في الجهوزية الإلكترونية خلال السنوات السبع الماضية، حيث زاد عدد مستخدمي شبكة الإنترنت بأكثر من 600%، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف معدل الزيادة العالمي· وأضاف دوتا: ''لقد حقق الشرق الأوسط أكبر تقدم في القدرة التنافسية التكنولوجية، مدعوماً في ذلك بالنمو الاقتصادي السريع في دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى الرؤية التي تعتمدها بعض الدول الخليجية للتوصل إلى تنوّع تدريجي في مصادر الدخل، تمهيداً لتحقيق اقتصادات قائمة على أساس المعرفة''· وسجّلت معظم دول المنطقة تحسناً مهماً في الترتيب، حيث تقدّمت كل من قطر والكويت أربعة مراكز لتحتلا على التوالي المرتبتين 32 و·52 كذلك، قفزت البحرين ستة مراكز لتحتل المرتبة ،45 فيما دخلت المملكة العربية السعودية وعمان التصنيـــــف للمــــرة الأولى واحتلتا المرتبتين 48 و53 على التوالي· وأوضح دوتا ان التقرير العالمي لتكنولوجيا المعلومات بات اليوم ''المعيار الذهبي'' لتصنيف الجهوزية الإلكترونية والقدرة التنافسية التكنولوجية لاقتصادات العالم، لافتاً الى ان المختبر الإلكتروني لـ''انسياد''، وهو مبادرة لإدارة المعرفة والريادة الفكرية، ويركز على الاقتصاد الرقمي، ويلعب دوراً حيوياً في إنجاز هذا التقرير، كما أن إقامة هذا المختبر مؤخراً في أبوظبي تدعم انتشار المعرفة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المنطقة· كشف التقرير عن اتجاهات مشجّعة لمنطقة الشرق الأوسط في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتعزيز القدرة التنافسية، مع التقدم الملموس الذي تقوده الدول الخليجية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، في إطار سعيها بشكل متزايد للتشديد على دور هذا القطاع في التطور الوطني· وأشار التقرير إلى أن الإمارات العربية المتحدة حافظت على المركز 29 الذي احتلته العام الماضي، وهي تواصل ريادتها للدول الخليجية في الجهوزية الإلكترونية نظراً للدور الريادي الذي تلعبه حكومتها في تقدّم تكنولوجيا المعلومات، الأمر الذي أثبتته النتائج المميزة التي سجّلتها في مجال جهوزية الحكومة (المرتبة 10) والاستخدام (المرتبة 17) منذ سنة ·2000 ولفت التقرير إلى أن الخبراء والممارسين يرون في مبادرة دبي لإطلاق الحكومة الإلكترونية في العام 2000 ورعاية تطبيق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الإمارات، مثالاً للنجاح علماً بأنها جزء لا يتجزأ من رؤية دبي للعام 2010 الهادفة إلى تحقيق اقتصاد قائم على المعرفة في دبي من خلال تعزيز السياحة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والإعلام والتجارة والخدمات· كذلك، أطلقت الإمارات العديد من المبادرات المكثفة للإبداع التكنولوجي، ومنها مدينة دبي للإعلام التي بدأت في نوفمبر من العام ،2000 وبالقرب منها تقع مدينة دبي للإنترنت وقرية المعرفة· ويهدف إنشاء هذه المجمعات الثلاثة والتي بلغت الاستثمارات فيها مليارات الدولارات، إلى خلق تجمع للإبداع يشمل مؤسسات التعليم وحاضنات الإبداع ومكاتب الأعمال وأعمال الوسائط المتعددة (المالتميديا) وشركات الاتصالات ومطوّري البرامج المعلوماتية وأصحاب رأس المال في مكان واحد· وقال التقرير: ان مدينة دبي للإنترنت تشكل أول موقع للإبداع التكنولوجي في المنطقة، حيث يعتبرها صناع القرار في الإمارات محرّكاً اقتصادياً ليس للاقتصاد في دبي فحسب، بل للبلد بأكمله· وتضم مدينة دبي للإنترنت مئات الشركات ذات التكنولوجيا المتقدمة، كما تضم مدينة دبي للإعلام أكثر من 550 شركة إعلامية بما في ذلك عمالقة عالميين جنباً إلى جنب مع شركات إقليمية وأخرى مؤسسة حديثاً· ويعمل بهذه الشركات ما يزيد عن 7000 عامل في مجال المعرفة من مختلف أنحاء العالم· وقال التقرير: ان معظم بلدان المنطقة حققت تحسناً مهماً في تصنيفها، بالترتيب كل من قطر (المرتبة 32) والبحرين (المرتبة 45) والأردن (المرتبة 47)، والتي تقدّمت 4 و 6 و11 مرتبة على التوالي في عيّنة مطّردة· ويجري اليوم تكرار هذه المبادرة في كل من راجاستان في الهند (والتي أطلقت في نوفمبر 2005)، والأراضي الفلسطينية والبحرين ومؤخراً في مصر (أطلقت في مايو 2006)، بالإضافة إلى بلدان أخرى· وجاءت الكويت في (المرتبة 52) بعد ان صعدت أربع مراتب في عيّنة مطّردة مقارنة مع العام الماضي·