الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محال البضائع الرخيصة وجهة البسطاء والأثرياء

محال البضائع الرخيصة وجهة البسطاء والأثرياء
1 مارس 2011 20:11
تشهد محال البضائع الرخيصة إقبالاً لافتاً من قبل الزبائن على مدار ساعات عملها، فمنذ افتتاحها وحتى إقفال أبوابها تغصّ بمشترين من مختلف الجنسيات والفئات العمرية يقومون بتبضع ما يعرض من بضائع ذات نوعية جيدة وبأسعار معقولة ومخفّضة جدا، غير أن انخفاض الأسعار يغوي بشراء المزيد من هذه البضائع، وتحميل الميزانية ما لا تحتمله في كثير من الأحيان. فداء طه (أبوظبي)- غزت محال بيع البضائع المخفّضة مختلف إمارات الدولة، وقادت حملة التخفيضات هذه محال تجارية عرفت باسم مراكز “الدراهم” التي اتبعت سياسة بيع أنواع متعددة من البضائع بأسعار مخفضة جداً تصل إلى درهم ودرهمين وصولاً إلى عشرة دراهم، ما أدى إلى الإقبال عليها بشكل لافت للأنظار، حيث شهدت حركة بيع لم تكن متوقعة، نجم عنها تضارب آراء المحللين الاقتصاديين، ففي حين رأى بعضهم أن السلوك الاستهلاكي للأفراد والإقبال على المحال مرتبط بالناتج المحلي الإنتاجي والأداء الاقتصادي، قال آخرون إن شراء السلع الرخيصة أصبح ظاهرة طبيعية، بسبب ارتفاع الأسعار وثبات الدخل. بضاعة جيدة وتؤكد قوله نائلة عبد الرحيم، وهي زبونة دائمة لمثل هذا النوع من المحال، مؤكدة أن مراكز بيع الدراهم تقدم لفئة ذوي الدخل المحدود بضاعة جيدة ومقبولة كثيرا قياسا إلى أسعارها، لافتة إلى أنها تتبضع من هذه المحال على الدوام، حيث تجد فيها كلّ ما يلزم البيت من أدوات منزلية ومواد تنظيف وملابس نسائية ورجالية في الوقت نفسه، ما يغني عن ارتياد غيرها من المحال التجارية الموجودة في “المولات” والتي تبيع بضائع شبيهة، بعض الشيء، بأسعار مرتفعة جدا. تضيف نائلة: “لا أتمكن من التسوّق من “المولات” فالأسعار هنالك مرتفعة ومبالغ بها، إلا في بعض الحالات الاستثنائية، بينما تجد في محال “الدراهم” بضاعة جيدة وبأسعار ممتازة، تجعلني لا أشعر بالنقص أبدا كوني ارتدي ملابسي منها وألبسها لأولادي، ففي النهاية تدفعنا الموضة إلى تغيير هذه الملابس باستمرار وشراء الكثير منها”. طبقة البسطاء وتستهدف محال “الدراهم”، والتي تقدم بضائع صينية رخيصة، تستهدف في الأصل طبقة معينة من المجتمع، لكن زبائنها اليوم لا يقتصرون على البسطاء فقط بل بات يقصدها أشخاص من ذوي الطبقة المتوسطة وبعض الأثرياء أحيانا، وذلك لشراء بعض الأدوات المنزلية ومواد التنظيف، والتي أصبحت مرتفعة الثمن جدا في المحال التجارية الأخرى، بهدف خفض الإنفاق في المصاريف. تقول فاتن محروس: “لم أدخل هذه المحال من قبل، لكن صديقتي لفتت نظري إلى احتوائها على العديد من البضائع الجيدة التي تباع فيها بأسعار جيدة، والحقيقة إنه ليس كل البضائع فيها ذات جودة، ومع ذلك فقد فوجئت بوجود بعض السلع الجيدة وبأسعار رخيصة جدا، ما دفعني لارتياد هذه المحال وشراء ما يعجبني منها مثل الإكسسوارات والملابس على وجه الخصوص”. من جانبها تشير هناء جواد، إلى أن هذه المحال تعتبر متنفسا للعديد من العائلات لشراء ما تريده من بضائع بأسعار رخيصة، لا سيما في ظل الارتفاع المطرد في الأسعار في المحال التجارية الأخرى. تواصل بالقول إن التنزيلات في المحال التجارية الأخرى تعتبر وهمية وغير حقيقية بالمرة، إذ يتم من خلالها تصريف البضائع التي انتهت موضتها أو تكدست بسبب عدم الإقبال عليها، في حين أن محال الدراهم تقدم البضائع الجديدة على الدوام وبأسعار جديدة أيضا في كلّ مرة، ما يغوي الزبائن بالشراء، ويحقق أحلام الفقراء. إلى ذلك، قالت أم حسين، معلمة في إحدى المدارس الخاصة، إن انخفاض الأسعار في محال الدراهم ينعش رغبتها في التسوق، خاصة وأنه يأتي في فترة يحتاج فيه الأولاد إلى ملابس جديدة. صدمة الفاتورة لكن فرحة كثير من الزبائن بانخفاض الأسعار سرعان ما تتحول إلى صدمة بعد رؤية الفاتورة ودفع الحساب، حيث يكتشفون أنهم بالغوا في شراء العديد من البضائع، بعضها لا يلزمهم على الإطلاق. تقول سرى أحمد، التي كانت في زيارة للدولة، إنها كانت سعيدة جدا بالتعرف إلى محال الدراهم، والتي حفظت أسماءها عن ظهر قلب، التي يوجد لديها تخفيضات على الأسعار على مدار العام كما فهمت، فقد وفرت لها خيارات عديدة من البضائع الجيدة، والتي لا يوجد لها مثيل في بلدها الأصلي، ما دفعها لشراء الكثير من البضائع لها ولأفراد أسرتها كافة، وكذلك هدايا للأصدقاء والأقارب. تستطرد سرى: “لكن المعروض من البضائع وانخفاض الأسعار، قد أغراني بشراء الكثير من البضائع، وصرف ميزانيتي كلّها في هذه المحال، واكتشفت في النهاية أنه لم يتبق في جيبي سوى بعض الدراهم، وهي غير كافية لإيصالي إلى بيتي في حال لم يستقبلني زوجي إلى المطار!”. مظهر جميل وأكدت الطالبة سمية حسن، حاجتها هي الأخرى لوجود مثل هذه المحال التجارية التي تبيع بأسعار مخفضة جدا، والتي تمكنها من شراء المزيد من الملابس الأنيقة بأقل الأسعار لتبدو في مظهر جميل أمام صديقاتها. لافتة إلى أن العديد من صديقاتها يسألنها عن مكان شرائها لبعض البضائع والملابس التي ترتديها وأنهن لا يصدقنها حين تعترف لهن بأنها من المحل الفلاني، وهو محل لبيع البضائع الصينية، لدرجة أنها ترفض التصريح عن اسم المحل الذي اشترت منه بضاعتها في كثير من الأحيان. من جهة أخرى تقول مرام، وهي موظفة في إحدى الجهات الحكومية، إنها اتخذت من محال الدراهم وجهتها الدائمة للتسوق والتبضع، فهي توفر منتجات وبضاعة جيدة جدا وبأسعار معقولة ورخيصة، لافتة إلى أن البضائع نفسها تتوافر في محال أخرى لكن بأسعار مضاعفة، ما يعكس عدم صدقية كثير من المحال التجارية، التي تضيف على البضاعة ثمن إيجار المحل واسمه أيضا. وتضيف مرام، إن محال الدراهم أتاحت لها شراء الكثير من البضاعة القيمة وبأسعار تنافسية، لكن المشكلة تكمن في عدم تمكنها من السيطرة على نفسها أمام هذه المحال، وإنفاقها كامل ميزانيتها فيها، حتى أنها في كثير من الأحيان تقوم بشراء ما لا يلزم، بسبب انخفاض الأسعار. أسباب الإقبال يرى عمر عبد الله، مسؤول مبيعات في أحد محال الدراهم، إن غلاء الأسعار في المراكز التجارية بشكل عام، وارتفاع مستوى المعيشة، فضلاً عن الأزمة الاقتصادية العالمية قد دفع كثيراً من الأسر إلى خفض مصاريفها وإنفاقها، وتوجهها للمنتج الأقل سعراً، ولا يعني ذلك البحث عن الأرخص فقط بل المنتج الجيد والمنخفض السعر، ولا شك في أن بعض محال ذوي الدخل المحدود، ومراكز البيع بالدراهم، تقدّم بضاعة جيدة للزبائن وبأسعار مناسبة جداً، وإلا ما كانت وجدت كلّ هذا الإقبال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©