وأنا أرى تلك المشاهد تساءلت: كم مجزرة مشابهة وقعت في سوريا قبل هذه ولم تكن كاميرات التصوير فيها حاضرة، وكم من أطفال ماتوا جوعاً وحرقاً في سوريا ولَم يعرف عنهم العالم! فبين مطرقة نظام لا يعرف الرحمة، وسندان إرهابيين لا يعرفون إلا الموت لغة وفعلاً، وقع هذا الشعب الذي كان كل حلمه أن يعيش مستقبلاً أفضل في بلد يستفيد من خيراته، ويكون للأجيال القادمة فيه أمل في الحياة.
         ما الهدف من استخدام غاز «السارين» ضد المدنيين والأطفال غير السعي إلى إيقاع أكبر عدد من الضحايا وإحداث أكبر ضرر ممكن، وما يدل على وحشية من نفذ هذه المجزرة هو أنه لم يكتف بذلك، بل سعى لمهاجمة المستشفيات والمسعفين، وهذا ما يتكرر بعد كل مجزرة، والنظام السوري يتحمل مسؤولية هذه المجزرة، وإذا لم يكن هو من ارتكبها كما يدعي وتدعي روسيا، فالمسؤولية تقع عليه لأنه يفترض أنه الذي يحمي شعبه ومواطنيه!
         بحسب مفوض الأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح، فإن هجوم خان شيخون في إدلب هو الأكبر من نوعه في سوريا، وأعطانا المفوض هذه المعلومة دون أن يعطي الحل لمنع هجوم أكبر قد يحدث في المستقبل، فالكل يدلي بدلوه، بين محلل أو مُدين حتى رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أدلى بدلوه، وندد بالمجزرة، وكأنه نسي ما اقترفت يداه! الكل يتكلم عن سوريا، لكن السوريين يموتون! فحتى متى يستمر هذا الحال؟ ومتى يستفيق ضمير العالم حتى لا نرى تلك المشاهد من جديد؟