محمد صلاح (رأس الخيمة)
افتتح صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة أمس منشأة جديدة لتصنيع الزجاج المقاوم للرصاص بكلفة 100 مليون درهم، تتبع مجموعة ستريت، وذلك في المجمع التكنولوجي التابع لهيئة المنطقة الحرة في رأس الخيمة.
وأكد سموه أن افتتاح هذا المصنع يعد إنجازاً جديداً للقطاع الصناعي في الإمارات بشكل عام، وفي إمارة رأس الخيمة بشكل خاص، ورافداً للاقتصاد الوطني، ويؤكد قدرة الإمارة على جذب استثمارات وشركات تجارية كبيرة.
ويأتي افتتاح المصنع الجديد للزجاج المقاوم للرصاص ليضاف إلى أكبر منشأة في العالم لتصنيع السيارات المصفحة والتي افتتحت في شهر أبريل 2012 برأس الخيمة لإنتاج نماذج مختلفة من السيارات المصفحة للاستخدام التجاري والعسكري وشبه العسكري ولنقل الأموال وكذلك السيارات الفاخرة حسب الطلب. وتضم المنشأة مصنعاً لإنتاج الزجاج المقاوم للرصاص وزجاج الأمان، ومركزاً عالي المستوى للبحث والتطوير، ومستودعاً عالمياً لتوزيع قطع الغيار، إضافة إلى المركز الكندي للتدريب على حلول الأمن والسلامة.
وقال سموه إن وجود مثل هذه الصناعات يدعم اقتصاد الدولة من خلال جذب الاستثمارات العالمية، مشيراً إلى أن المنشأة الجديدة سوف توفر فرص عمل مهمة وتعزز التنمية الاقتصادية.
وقال جويرمان جوتوروف، رئيس مجلس إدارة مجموعة ستريت، إن افتتاح مصنع الزجاج المقاوم للرصاص يعد خطوة جديدة ضمن استراتيجية المجموعة للتوسع في استثماراتها في إمارة رأس الخيمة، وستتبعها خطوات أخرى في المستقبل القريب.
وقال إن المصنع الجديد يسهم في زيادة الطاقة الإنتاجية لمصنع السيارات المصفحة ليصل إلى 400 سيارة شهرياً في الأوقات العادية، ويمكن رفع الإنتاج ليصل إلى 500 سيارة عند الحاجة، سيتم إنتاجها وفقاً لأعلى المعايير على أيدي فريق مؤهل مؤلف من 105 عمال يشرف عليهم 22 فنياً ذوي خبرة عميقة.
وكشف لـ «الاتحاد» أن المجموعة أبرمت عدة عقود مع بعض الدول وشركات الأمن على هامش مشاركتها في فعاليات معرض آيدكس الحالي لتزويدها بالسيارات العسكرية المصفحة التي لها قدرة كبيرة على العمل في مختلف الظروف، مؤكداً أن المعرض أصبح أحد أهم منصات العرض العالمية ويحظى بإقبال كبير من رؤساء الدول وكبار المسؤولين والعسكريين وأن تواجد الشركة في المعرض ساهم بشكل كبير في التعريف بصناعاتها العسكرية المتميز.
وأضاف أن الإمارات أصبحت المركز الرئيسي للسيارات العسكرية والمصفحة، مشيراً إلى أن جميع السيارات التي تنتجها الشركة تصنع محلياً، لافتاً إلى أن الشركة لديها عدة عقود مع دول المنطقة التي تركز على شراء السيارات المصفحة وسيارات مكافحة الشغب وغيرها من القطع العسكرية الأخرى.
وقال جوتوروف إن حجم مبيعات الشركة العام الماضي تخطى 200 مليون دولار، ونتطلع لزيادة حجم المبيعات خاصة بعد انجاز المرحلة الثالثة من المشروع، لافتاً إلى أن ما يميز الشركة عن غيرها أنها توفر التدريب للعسكريين عبر المصانع التي تمتلكها حول العالم وعددها 12 مصنعاً إلى جانب 25 منفذ توزيع موزعة حول العالم، وكلها تقوم بعمليات التدريب أيضاً.
وبين أن تكلفة المرحلة الأولى من هذا المشروع التي افتتحت العام 2004 بلغت 100 مليون درهم، وجرى بعد ذلك تطوير المصانع بإضافة وحدات جديدة ومع انتهاء المرحلة الثانية فإن إجمالي الاستثمارات في المصنع وصل إلى 200 مليون درهم، ترتفع إلى 300 مليون درهم مع انجاز المرحلة الثالثة، والمتوقعة في العام 2017.
وأضاف أن المصنع يسهم في تقديم مجموعة واسعة من خيارات إنتاج السيارات المصفحة للاستخدامات المختلفة في المنطقة، كما يساعد في تلبية الطلبات الكبيرة إذ تتطلع المجموعة للتوسع في إنتاج مركبات شبه العسكرية، مثل تلك المخصصة لنقل موظفي الإغاثة ومواد الإغاثة إلى المناطق التي تشهد حروباً أو نزاعات عسكرية، بالإضافة لإنتاج مجموعة جديدة من السيارات العسكرية.
من جهته، اعتبر بيتر فورت، المدير التنفيذي للمنطقة الحرة برأس الخيمة، أن توسع مجموعة ستريت وإنشائها لمصنع الزجاج المقاوم للرصاص يعد أحدث وأنجح إنجاز تم تحقيقه في المنطقة الحرة برأس الخيمة خلال العقد الماضي، معرباً عن سعادته لتمكن المنطقة الحرة برأس الخيمة من تزويد عملائها بالدعم الشامل والخدمات ذات الجودة العالية التي تمكنهم من تحقيق المزيد من التطور والنجاح في أعمالهم التجارية.
وأوضح أن مجموعة ستريت ضاعفت حجم منشآتها بما في ذلك المخازن والأراضي، إلى ثلاثة أضعاف أو ما يقرب من 5 ملايين قدم مربع، منوهاً بالعدد المتزايد للشركات المصنعة للسيارات المدرعة وقطاعات صناعة الأمن ذات الصلة التي تتصدرها مجموعة ستريت في المنطقة الحرة برأس الخيمة، والتي من شأنها تعزيز سمعة رأس الخيمة وترسيخ موقعها كمركز إقليمي سريع النمو للصناعات التحويلية.
ويأتي افتتاح المصنع الجديد في المرحلة الثانية من التوسع الذي خططت له مجموعة ستريت ليضاف إلى مصنع السيارات المصفحة الذي افتتح في وقت سابق.
وقد تم تجهيز مصنع الزجاج المقاوم للرصاص بأحدث التقنيات والآلات الأوروبية اللازمة لتصنيع الزجاج ووفقاً لأعلى المعايير العالمية، خاصة أجهزة التحكم الرقمي بالحاسوب وعمليات القطع عبر أشعة الليزر، مع وجود خطوط الإنتاج الآلية وشبه الآلية التي تتوافق مع هذه التكنولوجيا.
حضر الافتتاح الشيخ خالد بن سعود بن صقر القاسمي والمهندس الشيخ سالم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني والشيخ محمد بن كايد القاسمي رئيس دائرة التنمية الاقتصادية والشيخ صقر بن محمد بن صقر القاسمي والشيخ محمد بن حميد القاسمي العضو المنتدب بهيئة المنطقة الحرة برأس الخيمة والشيخ ياسر بن أحمد القاسمي مدير عام شركة إسمنت الاتحاد وعدد من الشيوخ والمسؤولين ورجال الأعمال.
عدد اليوم
