الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متى تستدعي الطبيب لطفلك على الفور؟

متى تستدعي الطبيب لطفلك على الفور؟
1 مارس 2011 20:13
تتأخر الأم أحياناً في استدعاء الطبيب لفحص طفلها بسبب الحيرة الشديدة التي تقع فيها نتيجة لعدم معرفتها بالحالات والظروف التي يجب أن يستدعى فيها الطبيب، لأن حالة الطفل قد تسوء، وأحياناً أخرى تقع الأم في بحر من الخجل لأن حالة الطفل لم تكن مزعجة بالصورة التي تخيلتها، واستدعت من أجلها الطبيب. إن كثيراً من النصائح التي يوجهها الأطباء تحذر من أن العطس واحتقان الحلق المصحوب بارتفاع درجة الحرارة قد تكون دلالات على الإصابة بأي نوع من الأمراض، قد يكون المرض نزلة برد، وقد يكون حمى. ويتردد عدد كبير من الأمهات في رفع سماعة التليفون لاستدعاء الطبيب خوفاً من أن تظهر الواحدة منهن بمظهر الحمقاء التي تبالغ في القلق على طفلها. أبوظبي (الاتحاد) - الدكتورة إيمان عيادة، استشارية طب الأطفال، توضح وتجيب عن تساؤل الأمهات: متى نشعر بالقلق على صحة الطفل مما يستلزم استدعاء الطبيب على الفور؟ تقول: «الحقيقة أن معظم الأمهات ينتقلن من مرحلة المبالغة في القلق على صحة الطفل الأول، وإلى الإهمال الجسيم الذي يصل إلى حد الاستهتار بصحة الطفل الثالث أو الرابع، وهذا شيء طبيعي أن يحدث. فالحقيقة أن معظم الأمراض الخطيرة كالالتهاب الرئوي والتهاب الغشاء البريتوني والتهاب عظام الأذن الداخلية يكون غالباً مصحوباً بارتفاع شديد في درجة الحرارة، لكن جميع هذه الأعراض أيضاً يمكن أن تبدأ مع ارتفاع طفيف في درجة الحرارة. إن الحصبة الألمانية مثلاً هي من أمراض الطفولة المبكرة لا تحمل أي خطر على حياة الطفل، وتتميز بأنها تأتي مصحوبة بدرجة حرارة ثابتة عند 39 درجة لمدة أربعة أيام قبل ظهور الطفح، ومن المهم أن نعرف أن جسد الطفل في الأشهر الأولى من الرضاعة لا يملك القدرة الكاملة على مقاومة الميكروبات، ولذلك فإن درجة الحرارة ترتفع، وحتى في بعض الحالات المرضية التي يسهل انتقال العدوى فيها لا تتغير الصورة. إن أي تغيير في صحة الطفل بعد أن يبلغ عاماً أو عامين يعلن عنه الجسم بارتفاع درجة الحرارة عند بداية الإصابة بأي مرض من الأمراض سواء المرض البسيط أو المرض الخطير. وطبعاً يتعلم الآباء والأمهات هذه الحقائق من خلال الخبرة مع أمراض الأطفال. ومن القصص المعروفة أن طفلاً ما قد تظهر عليه علامات الصحة في الصباح ثم يصاب بفقد للشهية أثناء تناول الغداء وتقل حيويته بعد ذلك وتنقضي فترة ما بعد الظهر وترتفع درجة حرارته حتى تصل إلى درجة 40، وهنا تستدعي الأسرة الطبيب وقد تكون نتيجة الفحص مجرد احتقان بسيط في اللوزتين ولا تمر أربع وعشرون ساعة أو ثمانٍ وأربعون ساعة حتى تنخفض درجة الحرارة وتعود إلى الطفل صحته ولا يبقى من آثار المرض سوى بعض بقايا الزكام. إن نزلات الرشح الخفيفة واحتقان اللوزتين والانفلونزا تؤدي إلى ارتفاع حاد في درجة حرارة الطفل خصوصاً في عامه الأول أو الثاني. ولكن عندما يصير في سن الخامسة أو السادسة أو السابعة فإن الطفل لا ترتفع درجة حرارته من دون سبب قوي. وإنني أرجح الآن أن الإصابة قد تبدأ بالرشح وبارتفاع طفيف في درجة الحرارة، ولكن عندما يشتد هجوم ميكروب الحمى على جسد الطفل فإن المرض يدخل في مرحلة الخطورة. وفي بعض حالات لأمراض معينة كثيرة يمكن أن نقول إن ارتفاع درجة الحرارة في بداية المرض بسيط جداً وهو أهون بكثير من ارتفاع درجة الحرارة بعد مرور أيام قليلة من الإصابة بميكروب المرض. إن حرارة الجسم التي تعلن عن ارتفاعها بعد مضي أيام من بدء الإصابة تدلنا غالباً على أن المرض يتمكن من جسد الطفل وقد تظهر بعض المضاعفات التي يصعب علاجها فيما بعد. وسواء كان ارتفاع الحرارة عالياً منذ البداية أم لا فإن هذا الأمر ينطبق على إصابات الرشح والتهابات اللوزتين. إن تكرار ارتفاع الحرارة وانخفاضها قد يدفعنا إلى التساؤل هل وصلت إصابة الرشح إلى الأذنين أم وصلت إلى الرئتين لتسبب الالتهاب الرئوي. وخصوصاً إذا بلغ السعال الحاد إلى درجة تخيف فعلاً، وقد نتساءل أيضاً هل تسللت الميكروبات المسببة لارتفاع درجة الحرارة إلى الجهاز البولي لتصيب حوض الكليتين بالالتهاب، أو تسللت هذه الميكروبات إلى الغدد الدرقية؟ إنني أقول بكل وضوح وصراحة إن الحرارة التي تتأرجح بين الارتفاع والانخفاض بعد الـ 24 ساعة الأولى من بداية المرض تستدعي أن نتصل فوراً بالطبيب. فقد تقول أي أم: «لماذا لا يكون هناك دليل واضح ينير الطريق أمام الأسرة، لتعرف متى يمكن أن تتصل بالطبيب أو لا تتصل به.. وخصوصاً أن هناك بعض أسر تسكن في مناطق بعيدة لا يتوافر فيها وجود الطبيب نفسه؟». ملاحظات مهمة تضيف الدكتورة عيادة:» إن هناك قليلاً من النصائح قد تقدم المساعدة للأم. في البداية، المظهر العام للطفل، وهل تبدو عليه دلائل المرض واضحة أم لا؟ وهل يقوى على مغادرة الفراش أم لا؟، والى أي مدى يكون التغيير في سلوكه بالنسبة لحالته الطبيعية عندما يكون سليماً، فلو أن الطفل ظهرت عليه علامات المرض وأجبرته على أن يرقد في السرير وكان منهكاً، فعلى الأم أن تحاول استدعاء الطبيب لفحصه أو تنقله هي إلى عيادة الطبيب. فالطفل الذي لا يأبه بارتفاع درجة الحرارة ويأكل ويلعب كطبيته لا يثير الانزعاج، إنما الذي يزعج هو أن يقهر المرض القوة الحيوية في الطفل. إن بعضاً من الأعراض التي تظهر أثناء الإصابة بالبرد تتطلب العناية الطبية الفورية. إن أكثر هذه الأعراض انتشاراً هي الآلام داخل الأذنين. هذه الآلام لا تعني أن الأذن ملتهبة التهاباً شديداً، وإن هذا الالتهاب سيؤدي إلى نتائج خطيرة. لأن معظم حالات التهابات الأذن يمكن أن يشفى الطفل منها تماماً، لكن التهابات الأذن التي تترك بلا علاج وتستمر مدة طويلة في بعض الأحيان قد تعطينا نتيجة، هي فقدان القدرة على السمع، بينما أي التهاب في الأذن يمكن علاجه بسرعة بالعقاقير والأدوية الحديثة والمتقدمة. لذلك ليس هناك أي سبب يجعلنا نهمل العلاج. وهناك عرض آخر من أعراض الإصابة بالمرض يتحتم علينا أن نواجهه بمنتهى السرعة وهو غلظة الصوت أو نوبات ضيق التنفس. إن غلظة الصوت قد تكون نتيجة لمجرد التهاب بسيط في الحنجرة ولا يؤدي هذا الالتهاب إلى مرض خطير، كما أن نوبات ضيق التنفس قد يعود غالباً إلى مجرد ألم مؤقت في الحنجرة، ومع ذلك فأنا أشدد التنبيه على الأمهات في أنه في حالة غلظة الصوت أو ضيق التنفس، يجب على الفور مراجعة الطبيب خصوصاً إذا كان الأمر مصحوباً بارتفاع في الحرارة لأن ذلك يدل على حالة من التهاب اللوزتين أو نزلة البرد التي تؤدي إلى نزلة شعبية خطيرة، أو إلى التهاب رئوي حاد، وقد نحتاج معها إلى علاج طويل». الحالات الخطرة تشير الدكتورة عيادة إلى أن معظم نزلات البرد هي التي تسبب الكثير من الأمراض التي تصيب الطفل، وتقول:» هناك مجموعة أخرى خطيرة أيضاً، هي نزلات المعدة والأمعاء التي تظهر في حالات القيء والإسهال، والتي يتعرض لها الطفل غالباً في عامه الأول والثاني، ولهذا فإن علينا أن نوجه عناية خاصة لعلاج هذه الأعراض في أول ظهورها. ومن الضروري أن نستدعي الطبيب فوراً إذا كان براز الطفل قد أصبح مائعاً جداً أو كان البراز مخاطياً أو مختلطاً بالدم أو إذا صحب ذلك قيء وارتفاع في الحرارة وفقدان تام للحيوية، لكن بعد العام الثاني من عمر الطفل فإن الإسهال الخفيف لمدة 24 سعة لا يكون خطيراً، ومع ذلك يجب أن نستشير الطبيب إذا كان هناك شيء من الآلام في البطن في حالة الإسهال أو أي عرض من الأعراض المذكورة من قبل. ومن المؤكد أن هناك مجموعات كثيرة من الأمراض تؤثر في أعضاء الجسم المختلفة وهذه المجموعات المختلفة، معقدة بصورة يصعب علينا أن نناقشها ببساطة، كما أن هناك بعض المظاهر التي قد تبدو مألوفة في أي مرض من الأمراض. قد يتشابه مرض خطير مع مرض آخر غير خطير، ولكن هناك دائماً إحساس الأم الداخلي بالخطر، وهي تكتسب هذا الإحساس من خلال تربيتها لأكثر من طفل. فعندما يشكو الطفل من ألم في البطن ويرغب في التقيؤ فإن ذلك قد يدل على أن هناك عدوى لنوع من المرض لا نعرفه بالتحديد إلا بعد الفحص الطبي. إن المغص من الأعراض الشائعة بين الأطفال الذين يواجهون مشاكل في التغذية وغير ذلك من الأسباب التي تدفعنا للقلق على الطفل، فقد نظن أن المغص هو التهاب في الزائدة الدودية، لكن التهاب الزائدة الدودية هو حالة نادرة بلا أدنى شك. فإذا أدى الالتهاب في الزائدة الدودية إلى أي مغص في البطن فإن النتيجة ستكون وجود مرض ما ليس هو الزائدة الدودية. وحتى نتأكد من أنه التهاب حاد في الزائدة الدودية فإننا يجب أن نفحص الطفل فحصاً جيداً خصوصاً إذا كانت شكوى الطفل من المغص تظهر بصورة لم نرها من قبل في هذا الطفل نفسه. وإذا ظلت الآلام لمدة ساعة أو أكثر فإننا يجب أن نهتم غاية الاهتمام بصحة هذا الطفل. أما الآلام التي لا تستمر سوى دقائق وتزول بعد ذلك فهي لا تدل بالتأكيد على التهاب الزائدة الدودية». الكدمات والجروح تكمل الدكتورة عيادة: «أما عن الجروح التي تصيب الأطفال فهي غالباً ما تكون مجرد خدوش بسيطة أو كدمات لا ضرر منها وتشعر الأم من خلال تجاربها بأنها لا تدعو إلى القلق وعندما ينسلخ الجلد أو يجرح الطفل جرحاً بسيطاً فعلينا أن نغسل الجرح بالماء والصابون. وذلك هو أول إسعاف يمكننا أن نفعله، أما إذا كان الجرح كبيراً وخطيراً في الوجه حيث يمكن أن يترك آثاراً أو كان الجرح عميقاً فإن علينا أن نستعين بالطبيب ليجري عملية خياطة الجرح ويحقن الطفل بالمصل المضاد لمرض التيتانوس». إصابات تلازم معظم الأطفال كثير من الأطفال يقعون على الأرض أو من مكان مرتفع، من على السلم مثلاً، وقد تلتوي قدم الطفل أو يده تحت ثقل جسده. وقد يسبب ذلك الألم المستمر أو العجز عن استعمال اليد المصابة أو المشي على القدم المصابة وقد يحدث بعض الورم. في مثل هذه الحال يجب أن نستدعي الطبيب. وقد يحتاج إلى الفحص بالأشعة حتى نتأكد من عدم حدوث أي كسر بالعظام. ويجب أيضاً أن نستشير الطبيب عندما تحدث أي إصابة للرأس، خصوصا إذا صحبت هذه الإصابة غيبوبة قصيرة ورغبة في النوم وغثيان وصداع وشحوب يزداد باستمرار على ملامح الوجه. إنها قد تكون إصابة بارتجاج في المخ. ومن الأهمية إبعاد الأشياء التي يسهل ابتلاعها عن يد الطفل الصغير، ذلك أننا نقع أحياناً في الاشتباه في أن الطفل قد يكون ابتلع مادة نظن أنها سامة، وهناك عشرات من هذه المواد في كل بيت، لذلك فإذا ابتلع الطفل أي شيء فمن الأحسن أن نطلب الطبيب بعد أن نحاول أن نجبر الطفل على القيء بأن نضع الأصبع في فم الطفل ونحرك الأصبع حركة دائرية في مؤخرة الحلق، وإن لم نستطع الاتصال فوراً بالطبيب فهناك أساليب عديدة لعلاج هذا الموقف. ويجب أن نحتفظ دائماً برقم تليفون أقرب مركز إسعاف قريباً منا ونحتفظ أيضاً برقم تليفون في أي مستشفى قريب منا حتى يمكن أن ننقل الطفل بسرعة إلى هناك إذا حدثت حالة من هذه الحالات. البيت يقع في قرية ويبعد كثيراً عن المستشفى».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©