الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الذاكرة وحدها «ملفات» معطلة

1 مارس 2011 20:13
أبوظبي (الاتحاد) - الذاكرة أحد المصادر الأساسية للأحاسيس، وهي تنبع من الماضي، ويمكن للمرء أن يستخدمها في الحاضر ويجب أن نعلم أنّ الإدراك والتذكّر والتخيّل تعمل معاً، فقد يفتح العقل ملفاً من الذاكرة فيدرك ما بداخله سواء أكان الفرد واعياً أم غير واع. وقد يشعر المرء بالضيق أو بالغضب ولا يعرف لذلك سبباً ويحدث هذا لأنّ هناك بعض الملفّات العقلية المخزن بداخلها مشاعر وأحاسيس سلبية تم فتحها واستدعاؤها من الذاكرة. لذا ننصح دائماً بتنظيف الماضي، وتغيير الإدراك الذي حدث فيه وتحويله إلى تجربة وخبرات وقدرات ومهارات. ومن ثم عندما يفكر فيها المخ وتفتح الذاكرة يصبح الماضي إيجابياً ومفيداً. .. خبير التنمية البشرية الدكتور إبراهيم الفقي، يوضح مفهوم الذاكرة، ويقول:» لولا الماضي لما كان الحاضر، فبالماضي اكتسبت تلك المعلومات والأفكار والأحاسيس وأقدمت بها على حاضرك. الماضي يعلّمك. فإن تصرّفت بالطريقة السلبية السابقة فلن تتعلم شيئاً وبهذا تتقدم في السن ولا ترتقي في العلم والمعرفة. لكنّك كلّما تعلّمت من ماضيك بما فيه من تجارب وخبرات أصبحت أقدر على التعامل مع الحياة وأسعد في حياتك. فبمجرد أن يفكّر الإنسان في أمرٍ ما ينتقل المخ إلى الذاكرة ويدرك ذلك الأمر. فهو ينتقل إلى الذاكرة عبر التخيّل. فالإدراك والتذكّر والتخيّل تعمل معاً. وهذه هي المصادر الأساسية التي تنبع منها الأحاسيس سواء أكانت إيجابية أم سلبية. فالإنسان يشعر بالضيق لأنّ المخّ عند تخيّل حدثٍ ما فإنه يفتح ملفّاته العقلية ويدركها، ثم يصل إلى المرحلة الثالثة فيفتح الذاكرة ويضيف إليها أحاسيس سلبية جديدة. وإذا حدث خلاف بينك وبين شخص ما أو حدث موقف سلبي ففتحت الملفات العقلية ولم تغلقها (أي إن الحالة لم تنته بصلح أو تفاهم) كأن يحدث خلاف بينك وبين أحد أقاربك ثم تمتد القطيعة بينكما ولا تتصالحان، ثمّ تقابلتما في الفترة المنقضية بين القطيعة واللقاء يحدث ما يسمى بالفراغ العاطفيّ. وعندما ينفصل اثنان يشتاق كل منهما للآخر ويحدث الفراغ العاطفيّ، ويصبح أحدهما مستعداً للتنازل، وتكمن خطورة التنازل فيما يستتبعه من ندم، لأنّه يكون حينها غير متزن، كلُّ همّه أن يكون مع الآخر في وفاق. ويكمل الدكتور الفقي:» إذا اختلفت مع أخيك أو أختك ثم تصالحتما دون أن تناقشا ما حدث، ولم تتعلّما منه فبمجرّد أن يحدث خلافا مرةً أخرى يقوم المخ بتفجير التجربة السابقة مع الحالية، فيثور الشخص ثورةً عارمة. ومن هنا يجب أن يكون ثمة نقاش وتعلّم من تجارب الماضي السلبية حتّى لا تخزّن في المخ بصورتها السلبية ويبنى عليها المستقبل. ويسمّي علماء النفس التجارب التي تمضي دون نقاش أو تعلّم بـِالأعمال المعلّقة، كأن يختلف الزوجان على أمر ثم يتصالحان دون أن يحلّلا الموقف ويستفيدا منه (وهناك 12 أمراً أساسياً يختلف الناس فيها) فتتفتّح الاختلافات ولا تغلق ملفّاتها وتتراكم الأحاسيس، فتثور المشكلات في كل مرة بصورة أقوى من التي قبلها. فلا يمكن أن تدرك دون أن تفتح الذاكرة ملفاً، ولا يتمّ ذلك دون تخيّل. لا يمكن أن تدرك أمراً سيحدث في المستقبل دون أن تفتح ملفاً من الذاكرة لكي تتعرف على معلومة ما ثم تتخيّلها في المستقبل، ولا يمكن أن تتخيّل ما سيحدث في المستقبل دون أن يكون لك أهداف. فمثلاً: إذا كنت تطمح إلى أن تكون مديراً عاماً فلا شك في أنّ في ذاكرتك تصوّراً لمعنى كونك مديراً عاماً، فإن لم يكن هناك معنى فلا توجد ذاكرة، وبالتالي لا يوجد إدراك. وحتّى تتم هاتان العمليتان لا بدّ من التخيّل، لتتحرّك عبر الحاضر إلى الماضي والمستقبل، فالإنسان يتخيّل أموراً كثيرة لم تقع بعد ويولّد ذلك التخيّل القلق إذا كانت أموراً غير سارة، فهو يعرفُ معنىً حتّى للأمور التي لم تحدث بعد. فإذا قفز الإنسان بخياله إلى المستقبل وتخيّل أنّ حدثاً غير سار سيقع فشعر بالقلق فإنّ المخ يفتح الملفات العقلية في الذاكرة ويستخرج منها الأحاسيس المصاحبة للقلق فيشعر بالضيق والحزن وتتراكم هذه الأحاسيس السلبية في الذاكرة، وربما لا يقع ما يخشاه ويحاذره.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©