غريد الشيخ: تقدير العمل يساوي النجاح فيه

تضع الأديبة غريد الشيخ اللمسات الاخيرة على معجمها الجديد «معجم النخبة» والذي لا تتعدى صفحاته الثلاثة آلاف لتقدمها الى الباحث في الوطن العربي بطريقة فيها الكثير من اليسر والسهولة خاصة ونحن في زمن الايقاعات السريعة حياتياً. هذا الى جانب طباعتها ونشرها للعديد من الكتب لمؤلفين لبنانيين وعرب كونها تملك داراً يحمل اسم معجمها. ونتيجة لجهودها الفكرية المتواصلة واضافاتها الثرية الى المكتبة العربية بمؤلفات معجمية وادبية وتربوية ولغوية تم تكريمها مؤخراً في المملكة العربية السعودية من قبل اثنينية عبد المقصود خوجة بصفتها المرأة العربية الاولى الداخلة في صناعة المعاجم. وفي هذا الحوار تفاصيل أوفى مع الاديبة غريد الشيخ: منذ مدة وانت تعملين على انجاز معجم جديد، فأين اصبح هذا العمل؟ نعم «معجم النخبة» وهو معجم لغوي يشمل كل مفردات اللغة العربية بالاضافة الى المصطلحات القانونية والفقهية والعلمية، لان هناك الكثير منها قد دخلت معجمنا اليومي وهي في الاصل غريبة عن لغتنا، فوجدنا ان نضعها ضمنه مع اللفظ الاجنبي بجانبها لتسهيل استخراجها. ماذا عن المفردات العربية غير المستخدمة اليوم؟ في البدء قررنا حذف الكلمات التي يسمّونها بائدة او مهجورة ولكن بعد مرور زمن، وجدنا انه ليس في اللغة العربية مفردات بائدة طالما هناك القرءان الكريم والذي يجب ان نقرأه ونفهمه، وكذلك الامر بالنسبة الى الشعر العربي علماً اني ما قصدت بعملي هذا التخلّي عن المعاجم القديمة ولكن الكثيرين لا يملكونها (15 ـ 40 مجلداً)، ولا يستطيعون الحصول عليها، لذلك نقدم «معجم النخبة» الذي لا تتعدى صفحاته الثلاثة آلاف صفحة والحاوي اكبر عدد من كلمات اللغة العربية. كونك المرأة الاولى الداخلة في صناعة المعاجم، ما الفارق في الموضوع وهل هي حكر على الرجال؟ ليس من عملٍ حكر على الرجال دون النساء، او النساء دون الرجال، ولكن كل عمل يقوم به انسان ما، رجل او امرأة، بحاجة الى قدرات عقلية وفكرية معينة، وطالما ان هذا الانسان يمتلك المعرفة يستطيع ان يقوم بالعمل، اليس في التاريخ نساء تفوقن على الرجال في مجالات كثيرة؟! المهم في عمل المعاجم المعرفة اللغوية واتقان العمل والصبر اولاً واخيراً. ما هو الهدف المطلوب تحقيقه في المعجم العصري؟ يجب ان يقدم المعلومات للباحث والطالب بطريقة سهلة، وقد اتبعنا في ترتيب المعجم الطريقة الحديثة وهي حسب نطق الكلمة وليس جذرها، وهذا برأيي اسهل. وماذا عن الحفاظ على المخطوطات التراثية؟ هناك عدد كبير من المخطوطات العربية موجودة في المكتبات العامة والخاصة، ولكن بعد النكبات التي تعرض لها الوطن العربي على مر العصور، لا بد من اخراجها الى النور بعد تحقيقها تحقيقاً علمياً جيداً ونشرها. وهل سيُعنى مشروعك الجديد البنك العربي للمخطوطات بهذا الجانب؟ ان فكرة جمع اكبر عدد من المخطوطات في مكان واحد، وجعلها مُتاحة للباحثين بسهولة ويسر هي فكرة قديمة كانت تراودني وقد توصلت الى اتفاق مع المركز العربي للثقافة والاعلام في السعودية لاقامة هذا البنك في بيروت وبدعم من وزارة الثقافة في المملكة بشخص الوزير عبدالعزيز خوجة الذي رحب بالفكرة التي سيتم اطلاقها مشروعاً بأقرب وقت ممكن. ألا يحتاج هذا المشروع الضخم والفريد من نوعه الى دعم كبير؟ نعم بحاجة الى دعم كل من يهتم بتراث هذه الامة، ويخاف عليه من الضياع، ونحن نأمل ان يقدّم اصحاب المكتبات الخاصة صوراً عن مخطوطاتهم، كما نأمل التعاون مع المكتبات العامة في كل الدول العربية