السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إيران تفرض «قبضة التعتيم» على الاحتجاجات

إيران تفرض «قبضة التعتيم» على الاحتجاجات
17 يونيو 2009 02:37
فرضت السلطات الإيرانية أمس قبضة التعتيم الإعلامي على التظاهرات المستمرة في يومها الرابع على التوالي احتجاجاً على نتائج الانتخابات الرئاسية التي أعلنت فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية، حيث عمدت الى إلغاء تصاريح جميع الصحفيين الأجانب ومنعتهم من مغادرة مكاتبهم. وشهد وسط طهران تظاهرة جديدة لأنصار المرشح الرئاسي مير حسين موسوي وأخرى مضادة للسلطة بعد ليلة من أعمال العنف تحدثت فيها مصادر عن سقوط 7 قتلى من انصار موسوي، وانتقال حركات الاحتجاج الى مشهد واصفهان وشيراز، واعتقال قوات الأمن شخصيتين إصلاحيتين بارزتين مقربتين من الرئيس الاسبق محمد خاتمي. فقد حظرت وزارة الثقافة على الصحفيين العاملين في وسائل اعلام أجنبية مغادرة مكاتبهم لتغطية الاحتجاجات غير القانونية في شوارع طهران، وقالت إنها ألغت أوراق الاعتماد الصحفية لكل وسائل الإعلام مع السماح للصحفيين بمواصلة عملهم داخل مكاتبهم فقط. وأوضحت في بيان «انه لا يسمح لأي صحفي تغطية أو تصوير أو التقاط صور في المدينة، كما لا يسمح المشاركة في التجمعات التي تجري بدون ترخيص من وزارة الداخلية او تغطيتها بدون تنسيق او موافقة او تصريح مباشر من مكتب الوزارة». جاء ذلك، في وقت شارك أنصار موسوي في تظاهرة حاشدة في طهران، تزامنت مع تنظيم تظاهرة رسمية مضادة تأييداً للرئيس نجاد. ونقل الموقع الالكتروني لقناة «برس تي في» ان مناصري موسوي تجمعوا واتجهوا شمالا الى تظاهرة كبيرة هادئة في ساحة وناك انضم اليها مجموعة اخرى من المتظاهرين سلكت طريقا موازية لجادة ولي العصر لتجنب الاصطدام بقوات الامن التي انتشر. وقالت مصادر ان المتظاهرين كانوا يسيرون بهدوء وهم يرفعون شارة النصر ويطلقون الهتافات. في وقت اكتفى التلفزيون الرسمي بنقل صور لآلاف الاشخاص من انصار نجاد خلال تظاهرهم لدعمه في وسط العاصمة. وقالت مصادر اخرى ان الآلاف من أنصار موسوي انطلقوا بمسيرة اخرى نحو مبنى التلفزيون الحكومي في جنوب طهران والذي احاطت به قوات الامن. وحمل انصار موسوي الذين كانوا يضعون على معاصمهم ورؤوسهم عصابات خضراء بلون حملته الانتخابية صوره واشاروا بعلامات النصر. وارسل بعض المتظاهرين رسائل الى آخرين للتجمع ثانية اليوم الاربعاء في احد ميادين طهران. وراقب عشرات من افراد قوات الامن برفقتهم قوات ميليشيا «الباسيج» المتظاهرين وهم يمرون بأحد الميادين الرئيسية. في وقت قالت وكالة «فرانس برس» ان شبكة الهاتف المحمول الحكومية انقطعت بعد الظهر في طهران. وكان موسوي دعا أنصاره للبقاء بعيدا عن الميدان لحماية أرواحهم ولتجنب الوقوع في فخ المواجهات المفتعلة مع قوات الأمن ومؤيدي نجاد. في وقت تجمع أنصار موسوي في مجموعات صغيرة ايضا شمال طهران مرتدين عصابات على معاصمهم تحمل ألوان حملته الانتخابية الخضراء وسط زحام مروري شديد. وقالت محطة «برس» الايرانية التلفزيونية في وقت سابق «ان سبعة اشخاص قتلوا وأصيب عدة اشخاص اخرين في نهاية التجمع الحاشد لانصار موسوي مساء امس الاول عندما حاول من وصفتهم بـ»قطاع طرق» مهاجمة موقع عسكري لـ»الباسيج» وسط طهران. وقالت «الاذاعة الرسمية» «ان سبعة اشخاص على الاقل قتلوا عندما هاجم عدد من مثيري الشغب وخربوا مباني حكومية في نهاية تظاهرة حظرتها السلطات باعتبارها تجمعا غير قانوني». واضافت «ان موقعا عسكريا تعرض لهجوم بنية نهب اسلحته، وللاسف قتل سبعة من المواطنين كما اصيب عدد اخر». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مديرية خدمات الطوارئ ان لديها معلومات بان ثمانية اشخاص قتلوا. وقال مكتب الطب الشرعي انه لم يسجل اية وفيات. فيما تحدثت مصادر عن اضطرابات وتظاهرات اخرى طاولت عددا من مدن المحافظات حيث قالت وكالة الانباء الطلابية انه «تم في شيراز اعتقال عدد من المخلين بالنظام العام وتدمير الممتلكات العامة والخاصة»، لكن لم يتم تحديد عدد الموقوفين. وادى الانتشار الكثيف لشرطة مكافحة الشغب وعناصر ميليشيا الباسيج الى ردع الناس عن النزول الى الشارع في مشهد. فيما نزل متظاهرون مؤيدون لموسوي الى الشارع في اصفهان واحرق بعضهم دراجات نارية للشرطة وآليات امام مبنى التلفزيون الرسمي. وقال شهود ان شرطة مكافحة الشغب استخدمت الغازات المسيلة للدموع والهراوات لتفريقهم. الى ذلك، قال التلفزيون الرسمي الإيراني أن قوات الامن اعتقلت «عناصر رئيسية في الاضطرابات ووجدت بحوزتها متفجرات وبنادق»، لكن لم يتم الاشارة الى عدد الأشخاص الذين اعتقلوا أو وقت اعتقالهم. فيما نقلت وكالة «فارس» شبه الرسمية عن مسؤول رفيع بالشرطة قوله «إن بعض الناس المعادين للثورة اعتقلوا وبحوزتهم مواد متفجرة وأسلحة». وقال وزير الاستخبارات غلام حسين محسني إجئي «إن الوزارة تلاحق فئتين من الناس الساعين لخلق حالة من عدم الاستقرار، إحداهما مدعومة من الخارج. وأضاف «أرادت فئة تحقيق هدفها من خلال التفجيرات والإرهاب، وفيما يتصل بهذا جرى اعتقال 50 شخصا وجرى اكتشاف أكثر من 20 عبوة ناسفة..كانوا مدعومين من الخارج.. اما الفئة الثانية فكانت تتألف من جماعات معادية للثورة اندست إلى المقر الانتخابي للمرشحين واعتقل نحو 26 من هذه العناصر». وقال مسؤول اصلاحي «ان السلطات الايرانية اعتقلت فجر امس شخصيتين اصلاحيتين بارزتين هما سعيد هاجاريان ومحمد علي ابطحي المساعدان المقربان من خاتمي في منزليهما. واوضح إصلاحي بارز إن الشرطة اعتقلت أكثر من مئة إصلاحي من بينهم شقيق خاتمي، لكن الشرطة نفت قيامها باعتقال شقيق خاتمي. كما اعتقل المحامي عبد الفتاح سلطاني العضو المؤسس في منظمة الدفاع عن حقوق الانسان التي تترأسها حائزة جائزة نوبل للسلام شيرين عبادي. وقال متحدث «نحن مجرد حركة للدفاع عن حقوق الانسان ولا ندعم اي مجموعة سياسية». وقال ناشط لرويترز ان حوالي 800 طالب نظموا اعتصاما داخل الجامعة احتجاجا على هجوم استهدف السكن الجامعي. ولم يحدد من الذي قام بالهجوم، لكن الطلبة قالوا «ان اعضاء من الباسيج والشرطة السرية قاموا به. ونقل موقع موسوي على الانترنت عنه قوله «هاجموا مسكن الطلبة وحطموا السيقان والرؤوس والأذرع بوحشية والقوا بعض الطلبة من النوافذ وقبضوا على عدد كبير من الاشخاص. وقال بيان آخر انه عندما حاول الطلبة نقل مصابين الى مستشفى الجامعة اغلقت الابواب وحرموا من المساعدة الطبية. فيما نفى مسؤولو الجامعة وقوع مثل هذا الهجوم. مجلس صيانة الدستور يستبعد إلغاء الانتخابات ويوافق على «فرز جزئي» طهران (وكالات) - استبعد مجلس صيانة الدستور في ايران امس إلغاء انتخابات الرئاسة، لكنه قال «إنه مستعد لإجراء إعادة فرز جزئية فقط للأصوات في حال تبين حصول مخالفات مثل شراء اصوات او استخدام بطاقات هوية مزورة». واعلن المجلس الذي يعد اعلى هيئة تشريعية والمؤلف من 12 شخصا «انه مستعد لإعادة فرز الاصوات في المراكز التي اعلن فوز الرئيس محمود احمدي نجاد فيها بفارق كبير إذا لزم الأمر». لكن المجلس رفض دعوات قيادات الإصلاحيين لإلغاء نتائج الانتخابات التي جرت يوم الجمعة الماضي وأثارت احتجاجات هي الاوسع منذ الثورة الايرانية عام 1979. وأعلن مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي أنه يؤيد إعادة فرز جزئية للأصوات اذا اقتضى الأمر، وقال «إذا استدعت دراسة المشاكل إعادة فرز للأصوات في بعض الصناديق، فيجب أن يتم ذلك بحضور ممثلين عن المرشحين لكي يتأكد الجميع من النتائج». وقال عباس علي كادخودي المتحدث باسم المجلس «إنه مستعد لإعادة فرز صناديق الاقتراع المتنازع عليها من جانب بعض المرشحين في وجود ممثليهم». وأضاف وفق ما نقلت عنه «وكالة الانباء الايرانية» «انه من الممكن ان يكون هناك بعض التغييرات في المحصلة بعد إعادة الفرز». وقال المرشح الخاسر مهدي كروبي وهو حليف اصلاحي كبير للمرشح الرئاسي مير حسين موسوي الذي تقدم بالطعن بشأن نتائج الانتخابات» ان المطلوب اجراء انتخابات جديدة بدلا من اعادة فرز جزئي للاصوات». لكن مجلس صيانة الدستور رفض هذا الطلب وفق ما قال متحدث باسم للتلفزيون الايراني. واعلن فوز نجاد بولاية ثانية في الانتخابات بحصوله على 62.6% من الاصوات مقابل 34% لخصمه الرئيسي موسوي الذي قال إنه لا يشعر بتفاؤل إزاء قرار المجلس. يذكر أن المجلس عادة ما ينتهي من النظر في نتائج الانتخابات بعد عشرة أيام من ظهورها، استنادا إلى التقارير التي تصله من وزارة الداخلية ومفتشي المجلس. ونظرا لأن شكوى موسوي تتعلق بمعظم بطاقات الاقتراع، شكك مراقبون في قبول المجلس المقرب لطلبه بإعادة فرز موسعة للأصوات. الى ذلك، اعتبر خبراء ان الاسرة الدولية لا تملك الكثير من الوسائل للتدخل في هذا النزاع الداخلي في ايران، ويجدر بها الاكتفاء بدور المتفرج باستثناء بعض ردود الفعل الدبلوماسية. ورأى دوني بوشار من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية «ان حركة الاحتجاج العفوية على نتائج الانتخابات التي اعلنت فوز نجاد على موسوي كانت وليدة احباط نتيجة خسارة الانتخابات بسبب عمليات تلاعب على نطاق واسع بالاصوات على الارجح. لكنه اضاف «انها ليست مواجهة بين معارضة من خارج النظام والنظام»، لافتا الى ان موسوي هو بالمقام الاول محافظ من اركان النظام ولو انه اكثر براغماتية من سواه. واضاف «لا اعتقد ان النظام يشعر بأنه محاصر..ثمة اضطرابات شديدة، وهناك مخاطر بأن يتم قمعها بشكل وحشي، لكن لا أرى النظام مهددا نتيجة لذلك..الاحتجاج يتناول العملية الانتخابية وليس النظام بحد ذاته». ورأى تييري كوفيل من معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية «ان الحركة الاحتجاجية تعكس احساسا لدى غالبية الشعب بأنه تم التلاعب بأصواتها». والسؤال الحقيقي بنظر الخبير يقضي بمعرفة ما اذا كان الاصلاحيون والمحافظون المعتدلون سينجحون في توحيد صفوفهم لمنع نجاد من الاحتفاظ بكل السلطات. وقال دوني بوشار «ان المحرومين وسكان الارياف يتمثلون عبر نجاد الذي يحظى ايضا بدعم قوات الامن والجيش، كما ان غياب اي بدائل ذات مصداقية من خارج النظام سواء من مؤيدي نظام الشاه او مجاهدي خلق المعارضة يعزز موقعه». ورأت كلير سبينسر رئيسة قسم الشرق الاوسط في معهد «تشاتام هاوس» في لندن ان هذه التظاهرات قد تضعف موقع المرشد الاعلى للجمهورية علي خامنئي. وقالت «ان تأييده لنجاد كان واضحا بالطبع في الانتخابات السابقة عام 2005، لكن صناديق الاقتراع اكدت خياره آنذاك». وتابعت انه في غياب تأكيد واضح وذي صدقية من خلال صناديق الاقتراع فقد تقوم بعض الشكوك حول موقعه كحكم على مجمل الجمهورية وعلى العملية الثورية وقد يواجه انتقادات». ورأى بوشار «ان الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة لا يملكان سبل تحرك فعلية باستثناء التلويح الدبلوماسي»، مضيفا «ان اي تدخل من الخارج لا يمكن سوى ان يضعف المعارضين في ايران، اضافة الى ان روسيا او الصين ستتصدى لاي مبادرة في الامم المتحدة، في حين ان الدول العربية لن تقدم على اي شيء يمكن ان يؤدي الى تدهور في علاقاتها مع ايران».
المصدر: طهران
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©