الجوهرة والمعايير

لعل معظمنا يتفق على أنه لا توجد جائزة لاختيار نجوم الموسم تخلو من الجدل والاختلاف حول هوية المرشحين لها في البداية وحول هوية الفائز في النهاية· هذه طبيعة الجوائز في كل مكان وزمان وليس في الرياضة فقط ولعل المتابعين لجوائز الاوسكار هذه السنة يلمسون حجم الجدل الكبير الذي رافق الاختيارات واتهام لجنة التحكيم بأنها لا تحسن الاختيار وتقفز فوق الكثير من الأعمال دون أن تمنحها الفرصة وذلك بسبب ضبابية المعايير· حملة النقد الشديدة للأوسكار هذه السنة دفعت المنظمين لإطلاق الوعود بتعديل المعايير وتوسيع لجنة الاختيار بداية من الدورة القادمة وذلك من أجل منح جميع الأعمال المرشحة فرصة متساوية من المتابعة· وبالتأكيد أنه مهما تم تطوير المعايير سواء في جوائز الاوسكار أو في جوائز اللاعبين فإن الجدل سيظل موجودا لأنه طبع إنساني أصيل خاصة ان لكل منا منظوره الذي يقيس به الأشياء· لكن في بعض الحالات لا يقتصر الموضوع على الجدل وهناك أمثلة من الصعب تجاوزها في عملية الاختيار وعدم منحها الفرصة في الدخول في سباق المنافسة نظرا لأن حالة بروزها واضحة· وهنا أتحدث عن جائزة الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم وهي الجائزة التي فرضت نفسها على الساحة باعتبارها الأهم والأكبر لاختيار نجوم الموسم الرياضي في الامارات· لا أدري إذا كان الوقت قد فات على ما أريد أن أطالب به أم أن هناك مجالا للتعديل في قائمة اختيار أفضل لاعب مواطن على وجه التحديد لأنها في تقديري تجاوزت اسما لا يمكن غض النظر عنه في دوري هذا الموسم· أقصد محمد إبراهيم والذي يعيش حالة من الإبداع المتواصل من جولة إلى أخرى وعندما تنظر إلى عطاء محمد إبراهيم منذ وصول المدرب لوكا تندهش من عدم وجود اسمه ضمن قائمة الأسماء التي تنافس على جائزة أفضل لاعب مواطن· معظم معايير الاختيار تنطبق على محمد إبراهيم الذي يقدم أداء ممتعا ويساهم بشكل مباشر في معظم انتصارات النصر وحالة التألق التي يعيشها لفتت أنظار مدرب المنتخب ميتسو والذي لم يتردد في ضمه في آخر قائمة لكن سوء الطالع والإصابة حرماه من المشاركة في مباراة سوريا· لا أبالغ في القول إن ما يقدمه محمد إبراهيم منذ فترة يفوق ما تقدمه بعض الأسماء في قائمة المرشحين بمراحل، والفن الجميل الذي يقدمه يستحق عليه الأوسكار··!