الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عائشة الشنا تنتصر للمستضعفات

عائشة الشنا تنتصر للمستضعفات
6 ابريل 2017 19:23
سكينة اصنيب (الرباط) خاضت الحقوقية المغربية عائشة الشنا معارك نضالية في مجال حقوق المرأة من خلال جمعيتها «التضامن النسائي»، التي أنشأتها منذ ربع قرن، واستطاعت بتجربتها الغنية وإمكاناتها البسيطة الانتصار للنساء المستضعفات واللاتي يعانين الفقر والجهل ويواجهن ظروفاً حياتية صعبة بسبب غياب المحيط العائلي أو التخلي عنهن، وأصبحت رائدة في الحركة النسائية الحديثة في المغرب، ونالت جوائز من دول ومنظمات عالمية كجائزة «أوباس» الأميركية وجائزة حقوق الإنسان الفرنسية. وولدت عائشة بالدار البيضاء عام 1941 وكانت مولعة منذ صغرها بالعمل التطوعي حيث التحقت خلال فترة المراهقة بجمعية حماية الطفولة والعصبة المغربية لمحاربة داء السل، وازداد شغفها بهذا المجال بعد تخرجها في كلية التمريض، وعملت مرشدة صحية واجتماعية كما عملت مع برنامج التخطيط العائلي، وانخرطت في الاتحاد الوطني لنساء المغرب. وفي عام 1985 أسست «جمعية التضامن النسوي» بمدينة الدار البيضاء، ووجهت اهتمامها صوب النساء المتخلى عنهن أو اللاتي يعشن ظروفاً صعبة لإعالة أطفالهن، ثمرة علاقات غير مشروعة، أو نتيجة الاعتداء عليهن. وساعدت الجمعية، التي أسستها الشنا، الأمهات على حماية أطفالهن من التشرد، عبر تمكينهن من مورد للعيش، وتأمين التأهيل والتعليم لهن في مجالات الخياطة والطبخ والنسيج والتجارة، وفتحت مراكز استقبال الأطفال أثناء عمل أمهاتهن بإشراف مربيات، ومراكز استماع بإشراف من مساعدات اجتماعيات لحل مشاكل النساء ومصاحبتهن في تسجيل أطفالهن وحفظ حقهن في الدراسة والعلاج. وتمكنت الشنا من تحويل اهتمام المجتمع المغربي نحو هذه الفئة الاجتماعية الهشة، وأدت الإصلاحات الاجتماعية التي ضغطت الشنا بالتعاون مع الفاعلين في المجتمع لإقرارها، إلى توفير مزيد من الحقوق لفئة كانت إلى وقتٍ قريب لا تتمتع بأي حق. وعن سبب اهتمامها بالنساء اللاتي أنجبن من دون زواج، تقول الشنا إنها لا توافق على هذا ولا تدعمه، بل تحاول تصحيح الأخطاء، وحماية الأطفال الذين يولدون من علاقات غير شرعية من التشرد ما يكفي المجتمع شرهم، ويجعلهم أفرادا منتجين، لاسيما أنه لا ذنب لهم فيها اقترفه ذووهم من أخطاء، محذرة أن تجاهلهم قد يحولهم إلى شخصيات مضادة للمجتمع. وانتزعت الشنا اعترافاً بجهودها في إنقاذ المتخلى عنهم من الضياع بعد سنوات من التشكيك في نواياها وتهديدها بالاغتيال، حيث منحها العاهل المغربي الملك محمد السادس وساماً ومساعدة مالية، وفازت بجائزة «أوباس» الأميركية وقيمتها مليون دولار كأول امرأة عربية تفوز بهذه الجائزة التي تمنح للأفراد على إنجازاتهم المتميزة في حل المشاكل الاجتماعية. وتقول إنها فخورة بإنقاذ آلاف الفتيات من الضياع، وتأمين حياة كريمة لهن ولأطفالهن، موضحة أنه بدل حياة الشارع أصبح بإمكانهم أن يدرسوا في حين تعمل أمهاتهم مستفيدات من التأهيل والدعم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©