الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بين المطرقة والسندان

7 مايو 2008 01:42
عبر هذه السطور أريد حقا أن اطرح موضوعا في غاية الأهمية والواقعية لأنه يرافقنا في حياتنا اليومية ويؤثر بشكل مباشر على نمط عيشنا ومستقبلنا· الأمر يخص بالتحديد قروض السكن التي تمنح إلى المواطن قصد مساعدته على بناء بيته الخاص وتحقيق استقلاليته عند الزواج· وكما نعلم فإن المسكن يعتبر من الأولويات والضروريات التي لا غنى عنها في حياة الإنسان، لذلك فقد عمدت الدولة إلى إسناد قروض خاصة بهذا الميدان لتحقيق العيش الكريم للمواطن· قد يتساءل البعض هنا ليقول: إذا كانت هناك قروض سكنية، فأين تكمن المشكلة يا ترى ؟ من المؤكد أن الكل سيتمتع بسكنه الخاص من دون مشاكل تذكر! المشكلة تتمركز أساسا في كون هذه القروض لم تعد كافية لبناء السكن نظرا للارتفاع الحاد في أسعار مواد البناء وتكلفته الإجمالية· ولمواجهة هذا العجز المادي، فقد عمد العديد من المواطنين إلى تأمين طرق ثانية لتحصيل المبالغ المطلوبة مثل السلف، المساعدات العائلية وما إلى ذلك· من بين هذه الطرق يمكن أن نسلط الضوء على المحافظ الاستثمارية التي انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، حيث يودع المواطن مبلغا معينا في هذه المحافظ مقابل حصوله على مبلغ نسبي شهريا· وقد شهدت هذه المحافظ الاستثمارية إقبالا كبيرا من طرف المواطن، غيرأنها لم تبق بمأمن من عمليات النصب والاحتيال حيث أن بعضا من أصحابها قد فروا بعد أن جمعوا مبالغ طائلة، بذلك فقد وقع المواطن المسكين بين المطرقة والسندان· نحن نستعطف ونرجو من الجهات المسؤولة أن تدرس طلبين أساسيين الأول إعادة النظر في قيمة القروض السكنية ومحاولة موازنتها مع تكلفة بناء المسكن حتى لا يضطر المواطن إلى البحث عن مصادر تمويلية أخرى للبناء، والثاني تشديد الرقابة على المحافظ الاستثمارية وما شابهها حتى لا تهدر حقوق الناس وأموالهم من دون وجه حق· ناصر سيف الكعبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©