الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

محللون: الهجوم المرتقب على «طالبان» لن يكون سهلاً

17 يونيو 2009 02:50
يرى محللون أن الهجوم الساحق الذي ينوي الجيش الباكستاني شنه ضد حركة طالبان في المناطق القبلية أصعب بكثير من العملية التي ينفذها الجيش منذ شهر ونصف تقريبا في وادي سوات المجاور. ومنذ أيام، تنفذ مقاتلات ومروحيات ومدفعية الجيش قصفا مركزا على هذه المناطق القبلية، ولا سيما باجور ومهمند واوركزاي ووزيرستان الجنوبية المحاذية للحدود الأفغانية، والتي تؤكد واشنطن أن تنظيم القاعدة أعاد رص صفوفه فيها، مستفيدة من دعم طالبان الباكستانية بقيادة بيعة الله محسود. وتوعدت إسلام آباد الأحد الماضي بشن هجوم ساحق «في جميع الاتجاهات للقضاء على المقاتلين التابعين لمحسود، الذي رصدت الولايات المتحدة جائزة قدرها 5 ملايين دولار مقابل القبض عليه. ووزيرستان الجنوبية التي بدأ الجيش بقصفها قبل بضعة أيام هي معقل طالبان الباكستانية، وعلى الرغم من مساحتها الصغيرة نسبيا، إلا أن مقاتلي طالبان يفرضون سيطرتهم التامة عليها منذ حوالي 10 سنوات ويتمتعون فيها بتعاطف قسم كبير من أهالي قبيلة محسود وقد أقاموا تحصينات في جبالها المنيعة. ويعتبر رجال محسود مقاتلين أشداء نجحوا مرتين في صد الجيش وإرغامه على توقيع اتفاق لوقف لإطلاق النار معهم بعد هجومين، لم يدوما طويلا، شنهما عليهم في فبراير 2005 ويناير 2009. حتى أن الحكومة دفعت بموجب الاتفاق الثاني، تعويضات عن الخسائر التي لحقت بعشيرة محسود جراء الهجوم الذي شنه الجيش. وقد برهن محسود على قدرته على الضرب أينما يشاء بفضل خزان، لا ينضب من الانتحاريين. فرجل الدين المتشدد هذا مسؤول عن موجة العنف غير المسبوقة التي تعصف بباكستان منذ أقل من عامين وشملت حوالي 200 هجوم انتحاري وأسفرت عن حوالي 2000 قتيل. وفضلا عن الهجمات الانتقامية الدموية التي يحتمل أن تشنها قوات محسود ردا على هجوم الجيش، فإن هذا الهجوم يهدد بتشتيت الجهد العسكري وبتفاقم الأزمة الإنسانية. فالهجوم على وادي سوات أجبر حوالي 2,5 مليون مدني على النزوح والعيش في مخيمات تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، في حين تتزايد شهادات العيان وتقارير المنظمات غير الحكومية التي تؤكد مقتل الكثير من المدنيين في القصف العشوائي الذي ينفذه الجيش. وكتب الصحفي رحيم الله يوسف زائي أحد أبرز الخبراء بالمناطق القبلية، في صحيفة «ذي نيوز» أمس أن «الجيش، بقتاله على جبهات عدة، يبدو منذ الآن مشتتا ، وهذا الأمر يهدد بتزايد اعتماده على الضربات الجوية، مما سيؤدي حتما إلى ازدياد أعداد الضحايا المدنيين والنازحين». مؤكدا أنه «دون قوات على الأرض، ستكون لدى الطالبان دوما القدرة على العودة».
المصدر: إسلام أباد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©