السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سنابل القمح تتراقص على أنغام اللون الأخضر في «شعم» رأس الخيمة

سنابل القمح تتراقص على أنغام اللون الأخضر في «شعم» رأس الخيمة
6 مارس 2014 22:43
موزة خميس(دبي)- موسم زراعة القمح بإمارة رأس الخيمة، شهد ازدهاراً لم يحدث منذ ما يزيد على خمسة عشر عاماً، بسبب الأمطار التي ساهمت بكمياتها التي هطلت هذا العام، في نجاح زراعة القمح الذي يطلق عليه محلياً البر، وبقرب الجبال في منطقة شعم التابعة لإمارة رأس الخيمة، امتد اللون الأخضر وتراقصت سنابل القمح، لتزيد من فرحة سعيد الظهوري، حيث يعد استمرار زراعة القمح بمثابة تجديد حياة بالنسبة للمزارع، ويشكر المزارعون الله الذي أنعم عليهم بالعمر كي يشهدوا مواسم الزرع والحصاد، خاصة أنهم يصبحون في حالة توتر منذ موسم الزرع ووضع البذور، خشية أن تتأثر الغلة في كل موسم من طارئ ما، وبرغم أن القمح يزرع على مساحات قليلة، خاصة تلك التي أقامها الأجداد على قمم الجبال، إلا أنهم كانوا دائما ما يتجاوزن تلك الصعاب ويفرحون بالكميات القليلة منه. موسم خير يقول بومشعل الظهوري، إن هذا الموسم بفضل من الله موسم خير، حيث سيكفي القمح بعد الحصاد، لصنع الكثير من خبز السفاع، وبعض الأطباق الشعبية التي أشتهر بها أهل المنطقة، وسيتم تخزين جزء منها، كما سيحفظ جزء ليزرع في الموسم القادم، والإنسان له قصة قديمة مع زراعة القمح واحتفالات الحصاد، وهي قصة ترتبط بالغيث وهطول الأمطار. وقال: يعد الموسم بحد ذاته تراثاً عريقاً، خاصة أن أغلب من يزرع القمح هم في الأساس من أهل الجبل، الذين يقيمون فعاليات يتشاركون من خلالها في الحصاد، وفي وسائل الحفظ والتخزين وتهيئة الأرض للموسم القادم، بعد مراحل عدة من تقليب التربة، ومرحلة الهياس عند أهل الجبل هي مرحلة الحراثة، وعندما يصنعون الأطباق الشعبية من البر أو القمح، فإنهم يتبادلونه ويقسمون على بعضهم كجزء من تلك الاحتفالية. عهد الأجداد ويطلق على نظام الزراعة نظام الوعب أو الوعوب خلال السهول وسفوح الجبال، وهو يقول إنهم قد نجحوا أيضا في زراعة الشعير، من خلال ذلك النظام، منذ عهد الأجداد رغم شح المياه، وتصنع الوعوب مجاورة لأماكن تمر بالقرب منها السيول المائية الناتجة عن مياه الأمطار، وهناك خزانات طبيعية من الجبال ذاتها تحفظ لهم مياه الأمطار، وأيضا يترسب الطين، الذي يساعد في النمو الزراعي لغلة القمح أو حتى الشعير، عندما تستخدم تلك المياه للري، وعند موسم الحصاد يكون كل مزارع قد أعد العدة للتخزين الجيد، أو للبيع أو للإهداء ولإعداد الوجبات. وأوضح أن المطر أساس زراعة القمح، وإن لم تهطل الأمطار لا يستطيع الرجل أن يزرع، ويتم انتظار الأمطار، سواء في شهر نوفمبر أو ديسمبر حتى يناير، وعندها يتم وضع البذور وبعد مرور شهرين يمكن جني حبوب القمح، وتتم العملية من خلال ثلاث مراحل، وهي غرس البذور، ثم التنظيف من الحشائش، ثم مرحلة الجز، وهو قطع أغصان سنابل القمح. معدات أثرية ولفت إلى أن كل رجل من أهل الجبال يحتفظ بالقطع الأصلية من معدات الزراعة والحراثة، وهي معدات أثرية خاصة بالأسرة، وقد تم توارثها عبر الأجيال حتى اليوم، حيث يعمل سعيد الظهوري على البحث عن كل أداة لا يرغب فيها أهلها، للحفاظ عليها كي لا تندثر وتنسى، وفي القرية التراثية يحتفظ بالكثير من القطع الثمينة، وليتذكر من خلالها التعب والجهد الذي بذل لأجل الزراعة واستمرارها، وبقرب المكان لا تزال آثار المساكن الأصلية لسكان الجبال، شامخة في أعالي تلك الجبال المحيطة بهم أو في السفوح. وقال: رغم أن الجميع تتوافر لديهم الوظائف التي تمكنهم من الشراء من دون مشقة لزراعة، إلا أنهم لا يزالون بعد توافر كافة الخدمات والوظائف والتعليم، يحافظون على الزراعة وبالأخص القمح، لأنهم يجدون في ذلك سعادة بالغة، خاصة عندما يتشارك الرجال كأصدقاء أو من الأهل في تلك العملية، ولتبقى علاقتهم بالجبل إلى اليوم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©