الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مغاربة يهربون من «الأزمة» إلى أسواق «الخردة»

مغاربة يهربون من «الأزمة» إلى أسواق «الخردة»
18 يونيو 2009 01:25
انتهى زمن الهدايا بالنسبة للصافي مراد وقضاء عطلته الصيفية في الراحة والاستجمام وسط أهله بخريبكة «وسط المغرب» في انتظار العودة إلى إيطاليا، فبعد أن فقد وظيفته هناك بسبب الأزمة العالمية وجد نفسه مضطرا للمتاجرة في سوق «الخردة» بخريبكة ليتمكن من إعالة نفسه وأسرته. وارتفع عدد المغاربة المغتربين أكثر من 3 ملايين من 643 ألفا في العام 1992، ويشكلون مصدراً مهماً للعملة الصعبة بالنسبة لبلدهم إلى جانب مداخيل السياحة وانخفضت تحويلاتهم إلى أكثر من 14 في المئة إلى 14,6 مليار درهم (1,80 مليار دولار) حتى نهاية ابريل الماضي حسب إحصائيات رسمية. ويقول مراد (26 عاماً) الذي توجه للعمل في إيطاليا منذ العام 1998 «في السابق كنا نأتي محملين بالهدايا لأهلنا وأصدقائنا نأتي فرحين لقضاء عطلة الصيف في الأعراس والحفلات». ويضيف ضاحكا «اليوم نعود محملين بالخردة لبيعها وتدبر أمرنا»، ويقول «انقلبت الأوضاع وفضل عدد من سكان خريبكة المهاجرين العودة إلى بلدهم من أجل العمل وكسب بعض المال هنا في انتظار انفراج الأزمة»، مشيراً إلى «عودة الآلاف من سكان خريبكة ممن كانوا يعملون في إيطاليا وإسبانيا». ومراد كعدد من مهاجري أبناء مدينة خريبكة وسط المغرب، وهي مدينة فلاحية باع فلاحوها أراضيهم الفلاحية بثمن بخس وهاجروا إلى الدول الأوروبية خاصة إيطاليا وإسبانيا كعمال. وساهم أبناء خريبكة والمناطق المجاورة في خلق حراك اقتصادي بالمدينة وتوسيع العمران بها بالرغم من عزلتها الجغرافية وبعدها عن محور مدن الدار البيضاء والرباط وطنجة المنتعشة اقتصادياً بالمقارنة مع باقي مناطق المغرب. ومع بداية الأزمة المالية العالمية فقد أغلب هؤلاء العمال المغاربة رخص عملهم المؤقتة وأغلبهم أصبح يفضل العودة إلى المغرب لاحتراف مهن بسيطة كالتجارة مع تفضيلهم الاحتفاظ بأوراق إقامتهم في ديار المهجر لعل وعسى «أن تنفرج الأزمة ونتمكن من العودة» كما يقول مهاجر آخر قدم نفسه باسم سعيد فقط. ويقول سعيد، الذي قضى سبع سنوات بإيطاليا وخمس سنوات بإسبانيا، «حتى الإسبان لا يجدون شغلا فما بالك بالمغاربة المهاجرين»، وأضاف وهو يشهر سلعته المتمثلة في قطاع غيار وأدوات ميكانيكية في «سوق الطليان» (سوق إيطاليا) بخريبكة «لا أزال أحتفظ بأوراق إقامتي هناك على أمل أن تتلاشى الأزمة وأعود وأشتغل من جديد بإسبانيا وإلا فبلدي أفضل لي». وفي «سوق الطليان» العشوائي يباع كل شيء من الملابس والأحذية إلى قطع الغيار وأواني المطبخ والتجهيزات المنزلية، وجل هذه السلع مستعمل وتعرض في فوضى شديدة وقد غطاها الغبار. ويقول عبدالصمد (53 عاماً) «هذه السوق كانت دائما موجودة، وكانت تنتعش بصفة خاصة في الصيف بعد عودة المهاجرين الذين يمدوننا بالسلع المستعملة لبيعها»، ويضيف « لكن وجدنا أنفسنا اليوم جنباً إلى جنب رفقة مهاجرينا الذين أصبحوا يزاحموننا في هذه التجارة». ويقول شخص قدم نفسه باسم مراد فقط «لا أريد أن أضيع الوقت في التسكع في شوارع خريبكة شبه الخالية في هذا القيظ.. أفضل أن أتاجر في انتظار أن اعود أو لا أعود». ويقول خليل جماح المدافع عن حقوق المهاجرين في المنطقة «بدأت انعكاسات عودة المغتربين جراء الأزمة المالية العالمية تلقي بظلالها على خريبكة إذ أصبحنا نعرف ارتفاعاً مشهوداً في عدد الجرائم في المدينة»، وأضاف لرويترز «في السابق كانت الجرائم تتخذ طابعا بسيطا. اليوم نلاحظ جرائم من نوع غريب كالسطو على السيارات باستعمال اسلحة بيضاء أو سرقة المنازل بطريقة منظمة». وأعلنت الحكومة المغربية في بداية يونيو الحالي عن مجموعة من التدابير لمساعدة المغاربة القاطنين ببلاد المهجر، وتتمثل هذه الإجراءات في «تدعيم تحويلات الجالية وإنعاش استثماراتها وإجراءات للمواكبة على المستوى الاجتماعي»، وقال محمد عامر الوزير المكلف بالجالية المغربية في الخارج لرويترز بشأن عودة المهاجرين إلى بلدهم بسبب الأزمة المالية «هذه العودة هي مؤقتة. يبدو أن عددا من المهاجرين فضلوا العودة لقضاء وقت الأزمة مع أسرهم في انتظار انقضاء الأزمة»
المصدر: خريبكة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©