مصطفى عبد العظيم (دبي)
شكل «إعلان دبي» للأمن الإلكتروني في قطاع الطيران الذي تبنته المنظمة الدولية للطيران المدني «ايكاو» تحولاً تاريخياً في جهود تعزيز الأمن الإلكتروني في صناعة الطيران المدني العالمية، حسب مسؤولين وخبراء طيران.
وأكد هؤلاء لـ «الاتحاد» أن «إعلان دبي» الذي يعد أول التزام دولي رسمي على تعاون الحكومات والتزامها ضمان شبكة نقل جوي آمنة في جميع أنحاء العالم، يؤسس لاستراتيجية متكاملة للأمن الإلكتروني في قطاع الطيران المدني، تدمج الحلول والخبرات العالمية الجاهزة مع واقع الاحتياجات الفعلية.
وأجمع مشاركون في قمة الايكاو للأمن الإلكتروني في قطاع الطيران والتي بدأت أعمالها في دبي أمس، على نجاح القمة في صياغة أول منظومة دولية نحو اتباع نهج أكثر تعاونا في مجال التنسيق العالمي للاستجابة لتهديدات الأمن الإلكتروني.
وشهدت القمة التي استضافتها دولة الإمارات ممثلة في الهيئة العامة للطيران المدني، خلال الفترة من 4 وحتى 6 أبريل الجاري، «إعلان دبي» بشأن الأمن الإلكتروني في الطيران المدني والتي تهدف إلى تحسين التعاون في مجال الأمن الإلكتروني في الطيران المدني ونقطة انطلاق للحلول المستقبلية للتحديات.
ونص «إعلان دبي» على ست نقاط، تضمنت على تقليل الخطر الذي تشكله التهديدات، لتعزيز القدرة على التصدي لمثل هذه التهديدات في مجال الطيران المدني، والتأكد من تأسيس الإطار التشريعي بشكل مناسب. وأكد الإعلان أيضاً على التعاون وتبادل المعلومات بين الدول والشركاء الآخرين وتأكيد التزام الجميع على تطوير نظام قوي، فعال ومستدام للطيران المدني.
واعتبر معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني أن قمة ومعرض منظمة الطيران المدني الدولي للأمن الإلكتروني والاجتماع والاتفاق على التعاون الدولي، نقطة محورية وأساسية، ودليل على أن قطاع الطيران يتربع في الصدارة ويحافظ على التزامه لضمان شبكة نقل آمنة في جميع أنحاء العالم تحمل أكثر من 2.6 مليار مسافر سنوياً و48 مليون طن من البضائع.
من جانبه اعتبر الدكتور بينارد أليو، رئيس مجلس منظمة الطيران المدني الدولي، قمة الأمن الإلكتروني في الطيران المدني و«إعلان دبي» خطوة مهمة نحو اتباع نهج أكثر تعاوناً في مجال التنسيق العالمي للاستجابة لهذه التهديدات».
وأضاف أليو «لا يمكن التقليل من أهمية التنسيق العالمي إزاء الاستجابة الفعالة لتهديدات الأمن الإلكتروني التي تواجه قطاع النقل الجوي، فمن الضروري جدا الاستجابة لتلك التأثيرات السلبية من خلال توفير التدريب والقدرات اللازمة للمستجيبين الأوائل لحالات الطوارئ في قطاع الطيران - الطيارين ومراقبي الحركة الجوية – التي تمكنهم من إدراك وقوع الهجمات الإلكترونية والتدخل الفعال في حال فشل الأنظمة.
إلى ذلك، وصف سيف محمد السويدي، مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني «إعلان دبي» بالتاريخي كونه يؤسس لمرحلة جديدة من الالتزام والتعاون الدولي في مكافحة التهديدات الأمنية الإلكترونية.
وقال السويدي:« ضمان التعاون بين الجهات الحكومية والشركاء الدوليين في قطاع الطيران والعديد من الجهات المعنية في مكافحة تهديدات الأمن الإلكتروني أمر بالغ الأهمية»، مضيفاً: «إن يوم إصدار إعلان دبي خلال قمة الأمن الإلكتروني، هو يوم نفخر فيه بقطاع الطيران وقدرته على زيادة مستوى التعاون بين الدول عبر الحدود».
من جانبه، كشف فيل جونز، الرئيس التنفيذي للعمليات في الأمن السيبراني في إيرباص: عن تعاون الشركة مع شركة «سيتا» التي تطور مجموعة من خدمات ومنتجات الأمن السيبراني لمساعدة شركات الطيران على تحديد التهديدات السيبرانية واكتشافها والتصدي لها مع حماية أصول الشركات من أي تهديدات».
وأضاف جونز خلال مشاركته في القمة:«نهدف من خلال تعاوننا مع “سيتا” إلى تكييف حلول الأمن السيبراني المبتكرة لدينا مع هذه الخدمات الجديدة التي تشهد نمواً ملحوظاً، وتجمع الحلول الأساسية لدينا خدمات الرصد في الوقت الحقيقي للتطبيقات والاتصالات المخصصة لخدمات النقل الجوي والاستجابة للحوادث».
وبدوره أكد عادل رضا، النائب التنفيذي لرئيس طيران الإمارات والرئيس التنفيذي للعمليات، التزام طيران الإمارات مواصلة العمل مع الهيئة العامة للطيران المدني والإيكاو بشأن ضمان سلامة وأمن الطيران العالمي، ومنوهاً بجهود الهيئة العامة للطيران المدني والايكاو في مواجهة التحديات التي تواجه أمن الطيران.»
من جهته قال سليمان البسام رئيس تقنية المعلومات في الهيئة العامة للطيران المدني السعودية، إن إلى وقت قريب كان في إمكان المؤسسات الاعتماد على الحلول الجاهزة لمواجهة مخاطر تهديدات الأمن الرقمي، ولكن مع اختلاف المعادلة كان لابد من استراتيجية متكاملة للأمن الرقمي تدمج الحلول والخبرات العالمية الجاهزة مع واقع الاحتياجات على الأرض، مشيراً إلى إننا إذا لم نبتكر في مواجهتنا للتهديدات الرقمية، فلن يكون في إمكاننا مواجهة مخترقي الأنظمة وأساليبهم التي لا يترددون في تطويرها كل لحظة.
وأوضح أن الهيئة العامة للطيران المدني السعودية قامت بتطوير مركز عمليات الأمن ومنظومة أمن المعلومات لمواجهة المخاطر المتغيرة، حيث أوجدنا شبكة من الشركاء الدوليين من أبرز الجهات المعنية بالإنذار المبكر لأي هجمات إلكترونية، فضلاً عن تطوير منظومة داخل هيئة الطيران والمطارات تتيح رصد وتحييد أي مخاطر قبل حصولها.
عدد اليوم
