يألف الكثيرون هذا المشهد في محطات المترو أو قطارات الأنفاق: صفٌ طويل من الأشخاص يقف في سكونٍ على درجات السلم الكهربائي مُنتظراً وصوله إلى مقصده. لكن بجانب هؤلاء، هناك من يعمل على صعود السلم بنفسه، رغبةً في توفير دقائق أو ثوانٍ معدودات من الوقت. تصرفٌ مثل هذا يبدو في أعين الخبراء مجازفةً لا مبرر لها في الواقع. إذ يقول هؤلاء إن الخيار الأفضل فيما يتعلق باستعمال السلم المتحرك، يتمثل في وقوف مستخدميه جنباً إلى جنب على درجاته، دون التفكير في ارتقائه بأنفسهم، مشيرين إلى أن ذلك أكثر فعالية وأمناً وكفاءة.
في الآونة الأخيرة، ثار جدلٌ في هذا الشأن بعدما قال المسؤول عن تشغيل قطارات المترو في العاصمة الفدرالية الأميركية واشنطن بول ويديفيلد إن الصعود على السلم الكهربائي وهو قيد التشغيل، قد يلحق به الضرر.
لكن عندما أكدت إحدى شركات تصنيع هذا النوع من السلالم أن ذلك لا أساس له من الصحة، عاد ويديفيلد ليوضح أنه كان يقصد أن الوقوف دون حركة على درجات السلم المتحرك يشكل خياراً أكثر أمناً في ضوء أنه سيقلص فرص سقوط أي شخصٍ من عليه. وهنا ردت الشركة المُصنّعة للسلالم الكهربائية قائلة إن نصيحتها الدائمة في هذا الشأن تتمثل في تجنب محاولات ارتقاء السلم على القدمين خلال تحركه.
وعلى الجانب الآخر من المحيط، شهدت العاصمة البريطانية لندن العام الماضي تجربةً في هذا الشأن، جرت في محطة "هولبورن" وهي إحدى أكثر محطات قطارات الأنفاق ازدحاماً في المدينة، إذ يرتادها أكثر من 56 مليون شخص سنوياً.
واستهدفت التجربة حمل رواد المحطة على تجنب ارتقاء السلم المتحرك على الأقدام، خلال فترة الذروة.
كما أجرت شركة استشارية بريطانية تجربةً في محطة "غرين بارك" بوسط لندن، خلصت من خلالها إلى أن ارتقاء السلم المتحرك على الأقدام يستغرق 26 ثانيةً، بينما لا تتجاوز مدة وصول المرء إلى نهايته إذا ظل ثابتاً على إحدى درجاته، 40 ثانية فحسب.
الأهم من ذلك، أن التجربة أظهرت كذلك &ndash كما تقول صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية &ndash أن التزام الركاب بالوقوف على درج السلم الكهربائي دون محاولة ارتقائه، أدت إلى تقليصٍ كبير في حدة تكدس الركاب بالمحطات، انتظاراً لفرصة الوصول إلى مثل هذه السلالم.
ومن خلال هذه التجارب، بات المسؤولون عن العديد من محطات قطارات الأنفاق والمترو يشككون في جدوى ترك الجانب الأيسر من درجات السلم الكهربائي خاوية لإفساح الفرصة أمام الراغبين في ارتقائه على أقدامهم. واعتبروا أن ذلك يشكل إهداراً لمساحة يمكن أن يشغلها عددٌ أكبر من مستخدمي السلم، ما يسرع وتيرة خروج الركاب من المحطات والحيلولة دون وقوفهم في صفوفٍ طويلة بداخلها.
عدد اليوم
