الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المدارس الخاصة تخطت قدرتها الاستيعابية للعام الدراسي المقبل

المدارس الخاصة تخطت قدرتها الاستيعابية للعام الدراسي المقبل
7 مايو 2008 02:05
رفضت مدارس خاصة في دبي تسجيل طلاب جدد للعام الدراسي المقبل، نظراً لعدم وجود مقاعد دراسية فيها لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب المتقدمين والذين تشملهم ''قوائم انتظار'' هذه المدارس· واعتبر أولياء الأمور من مواطنين ومقيمين أن عدم قدرتهم على إيجاد مقاعد دراسية لأبنائهم في مدارس خاصة يشير إلى وجود فجوة بين العرض والطلب في قطاع التعليم الخاص· وطالبوا وزارة التربية والتعليم باتخاذ خطوات عملية تضمن مقاعد دراسية لأبنائهم خلال العام الدراسي المقبل· بدوره أكد رئيس مجلس المديرين مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي عبدالله الكرم أن الهيئة تهدف إلى تحقيق التوازن بين العرض والطلب في قطاع التعليم الخاص، وذلك من خلال اعتماد آليات مقننة لإصدار تراخيص المدارس الخاصة التي سيتم افتتاحها في دبي خلال الفترة المقبلة· وقال الكرم إن الهيئة تسعى، وفق الآليات المعتمدة من جانب إدارة التراخيص التابعة لمؤسسة التعليم المدرسي في دبي، إلى أخذ عدد من العناصر في الاعتبار قبل منح الترخيص لأية مدرسة خاصة· مشيراً الى أن موقع المدرسة وعلاقته بالبيئة المحيطة به سواء من حيث أعداد السكان ومستوى الدخل الشهري للأفراد وشبكة النقل، كلها عوامل أساسية في تقرير حاجة المنطقة لمدرسة خاصة· وشدد الكرم على أن الهيئة تركز حالياً على إيجاد التخطيط المناسب في عمليات توزيع المدارس الخاصة الجديدة في كافة مناطق دبي، بما يتوافق مع كون المدرسة محوراً لنشاطات اجتماعية مختلفة· ولفت إلى وجود قوائم انتظار فعلية في عدد من المدارس الخاصة في دبي· وقال إنه ''لا يمكن الجزم بوجود خلل بين العرض والطلب في ظل وجود أنواع كثيرة من المدارس الخاصة تطبق ما يزيد على 20 منهجاً دراسياً إضافة الى اعتماد رسوم دراسية متفاوتة تلبي احتياجات كافة شرائح المجتمع وتتوافق مع إمكانياتهم المادية''· وأشار الى أن افتتاح 5 مدارس خاصة جديدة في دبي مطلع العام الدراسي الحالي استوعبت 8000 طالب وطالبة، ساهم في سد الفجوة بين العرض والطلب بدرجة كبيرة· ولم تعد أزمة إيجاد مقعد شاغر تقتصر على المرحلة الدراسية الأولى بل تعدتها لتطال كافة المراحل الدراسية بسبب بقاء العائلات الوافدة في البلاد فترات طويلة· وفيما دعت إدارات المدارس خاصة في دبي أولياء الأمور للبحث عن مدارس بديلة تتوفر فيها مقاعد دراسية، لجأت مدارس أخرى إلى إنشاء فصول جديدة لاستيعاب طلبات تسجيل الطلاب للعام الدراسي المقبل· ووصلت نسبة الزيادة في معدلات التسجيل في مدرسة العالم الجديد الخاصة في دبي الى 30% منذ مطلع ابريل الفائت مقارنة مع العام الماضي ووصلت قوائم الانتظار الى 85 طالباً وطالبة، وفق ما أكدته مديرة المدرسة محاسن حمدان التي لفتت الى أن المدرسة تعكف حالياً على إنشاء 8 فصول جديدة لمواجهة إقبال أولياء الأمور· وأشارت الى أن إجمالي الطلاب المسجلين في المدرسة يبلغ 1500 طالب وطالبة وقالت ''لا يمكن زيادة أعداد الطلاب داخل الصف الواحد إذا كنا نسعى إلى تقديم خدمة أكاديمية جيدة''· واعتبرت أن وجود ما يتراوح بين 19 و25 طالباً في الفصل الواحد يعد ملائماً لحصول كافة الطلاب على الخدمات الأكاديمية وتحقيق معدلات تحصيل عالية· وأرجعت حمدان إقبال أولياء الأمور على التسجيل في المدارس الخاصة إلى رغبتهم في الحصول على خدمة أكاديمية شاملة تتيح أمام أبنائهم فرصة التواصل مع طلاب آخرين ينتمون إلى جنسيات مختلفة وحضارات متنوعة تنعكس على شخصية الطالب في المستقبل· والأمر لم يختلف كثيراً في مجموعة مدارس ''جميس'' الخاصة في دبي، والتي تدير 25 مدرسة خاصة في الدولة وتستقبل ما يزيد على 50 ألف طالب وطالبة سنوياً· وقالت مسؤولة الاتصال في ''جيمس'' مونيكا هارتر إن مدارس المجموعة تطبق مناهج مختلفة من بينها الأميركي والبريطاني والهندي، وأن هناك مدارس وصلت إلى الطاقة الاستيعابية القصوى منذ اليوم الأول لتسجيل الطلاب للعام الدراسي المقبل· وأوضحت أنه ومنذ فتح باب التسجيل أمام المدارس التابعة لها والتي تطبق المنهج الهندي تم رصد حالة من الإقبال المتزايد عليها، إلى جانب أكاديمية دبي الأميركية التي يوجد فيها طلاب تقدموا للتسجيل وما زالوا على قوائم الانتظار· وأكدت هارتر أن المجموعة تحاول توفير مقاعد دراسية لهؤلاء الطلاب داخل المدارس التي تنتمي إليها وقالت إنه في حال عدم إمكانية تحقيق ذلك فسوف توفر المجموعة كافة البدائل أمام أولياء الأمور وتزودهم بالمعلومات التي تتناسب مع احتياجاتهم من المدارس التي يريدون تسجيل أبنائهم فيها· وفي مدرسة ''المواكب'' التي تصل طاقتها الاستيعابية إلى 5 آلاف و500 طالب وطالبة في مختلف المراحل الدراسية، لجأت المدرسة إلى فتح باب التسجيل أمام الطلاب القدامى، ثم البدء في تسجيل الطلاب الذين تربطهم صلة قرابة من الدرجة الأولى مع طلاب ملتحقين فعلياً في المدرسة، للانتقال لاحقاً الى فتح المجال أمام طلبات تحويل الطلاب من المدارس الأخرى· بدورها أوضحت مديرة مكتب الإشراف والرقابة على المدارس الخاصة في وزارة التربية والتعليم الدكتورة مريم آل علي أن المناطق التعليمية ملتزمة بمتابعة عمليات تسجيل الطلاب الحاليين أو الجدد في المدارس الخاصة للعام الدراسي المقبل، وذلك تماشياً مع سياسة الوزارة الساعية الى اللامركزية· وأشارت الى أن أولياء أمور طلاب آسيويين راجعوا الوزارة خلال الفترة الماضية بعد أن رفضت مدارس خاصة تعتمد المنهج الهندي، تسجيل أبنائهم في ظل اكتمال الطاقة الاستيعابية للمدرسة· وذكرت آل علي أن الوزارة سوف تتلقى إحصائيات متكاملة من المناطق التعليمية حول معدلات التسجيل في المدارس الخاصة للعام الدراسي المقبل بعد انتهاء الفترة المحددة للتسجيل، وذلك بهدف تحقيق توازن بين العرض والطلب· وفيما وضع المسؤولون في الدولة ملف التربية والتعليم على رأس لائحة أولوياتهم، الا أن النمو السكاني المتزايد في كل من دبي وأبوظبي أدى الى زيادة أزمة الإقبال على التسجيل في المدارس الخاصة· وأشارت آل علي إلى أن الوزارة تعكف حالياً على تنفيذ مشروع أرشفة البيانات والمعلومات والإحصائيات ذات الصلة بقطاع التعليم الخاص، والذي سيوفر قاعدة بيانات شاملة لإعداد تقرير سنوي عن واقع قطاع التعليم الخاص خلال الأشهر المقبلة· وأكدت آل علي على ضرورة أن تتضمن اللائحة الجديدة للتعليم الخاص والتي أوشكت الوزارة على الانتهاء منها، بنوداً خاصة تضمن وجود توازن بين الرسوم الدراسية وبين ما تقدمه المدارس الخاصة من خدمات تعليمية للطلاب· وأرجعت إقبال أولياء الأمور على التسجيل في المدارس الخاصة إلى كونه يركز على تدريس مهارات اللغة الإنجليزية، وتعدد المناهج الدراسية التي تتيح العديد من الاختيارات· ولفتت إلى أن أولياء الأمور المواطنين قاموا بتسجيل أبنائهم في مدارس خاصة تطبق المنهج الهندي، لاعتقادهم بأنها تنمي مهارات اللغة الإنجليزية لديهم، إلى جانب تركيزها على المواد العلمية التي تؤهل أبنائهم للالتحاق بكليات الطب والهندسة· من جهة أخرى، كشفت هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي عن افتتاح 5 مدارس خاصة جديدة مطلع العام الدراسي المقبل· وشددت على أن جهاز الرقابة المدرسية في دبي سيقوم بتوفير معلومات شاملة عن مستوى التعليم في دبي، مما سيساعد في إعداد خطط التطوير للمدارس والسياسات المعمول بها· وسيتولى الجهاز مراقبة جميع المدارس في دبي خلال السنة الدراسية المقبلة ومقارنتها بالمعايير والمؤشرات المحددة من جانبه والتي سيستعين بها المفتشون في تقييم جودة التعليم في المدارس· وأكدت الهيئة أنها لن تعمد الى إغلاق المدارس الخاصة المخالفة وستمنحها مهلة زمنية لتعديل أوضاعها والالتزام بالمعايير الأكاديمية المعتمدة· وتجدر الإشارة إلى أن إجمالي المدارس الخاصة في الدولة يبلغ 478 مدرسة تضم 68 الفاً و375 طالباً وطالبة من أبناء المواطنين، و350 الفاً و784 طالباً من المقيمين، يتلقون الخدمات التعليمية داخل 18 الفاً و200 صف دراسي وعلى أيدي 27 الفاً و585 معلماً وإدارياً· وفي مقارنة بين أحدث إحصائيات وزارة التربية بإحصائية رسمية عن العام الدراسي 2000-،2001 فإن قطاع التعليم الخاص الذي كان يضم في ذلك الوقت 439 مدرسة وما يزيد عن 250 الف طالب وطالبة شهد تنامياً بنسبة 51% في الأعوام الثمانية الفائتة·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©