التظاهرات ضد الغلاء والتجار تجتاح مقديشو

تظاهر آلاف الصوماليين أمس لليوم الثاني احتجاجاً على ارتفاع اسعار المواد الغذائية، وأطلقت الشرطة الصومالية النار على المتظاهرين للحيلولة دون اقتحامهم متاجر في العاصمة مقديشو· وتواصلت المظاهرات الغاضبة في مقديشو عقب مقتل 5 صوماليين بنيران الشرطة امس الاول· وخطب الشيخ محمود عبدالله الزعيم الديني في الحشود قائلا ''ان ارتفاع الأسعار هي القضية الأساسية التي يواجهها العالم، ولا أحد يكترث بالمدنيين، والتجار يفتكون بنا حاليا اكثر من اعداء الصومال المسلحين''· واضاف ''لا يمكننا ان نتجاهل ما يجري''· واحتج المتظاهرون ايضا على التضخم الكبير وممارسات العديد من التجار الذين يفرضون التعامل بالدولار بدلا من الشيلين الصومالي· ويبلغ سعر الدولار الواحد حاليا 25 الف شيلين في مقابل 4000 عام 1991 تاريخ سقوط نظام الرئيس محمد سياد بري الذي عمت بعده الحرب الاهلية في البلاد· وحذرت الامم المتحدة من الانعكاسات الخطيرة لخفض قيمة الشيلين الصومالي بحوالى 100% خلال الاشهر الـ 15 الماضية ومن تضخم كبير· على صعيد آخر، اتهمت منظمة ''العفو الدولية'' كل الاطراف في صراع الصومال بارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان شملت عمليات اعدام واغتصاب وتعذيب، مضيفة أنه توجد تقارير ذكرت أن القوات الاثيوبية ذبحت مدنيين· وقالت منظمة العفو الدولية في تقرير يقع في 32 صفحة إن جميع سكان مقديشو يعانون من مشاهدة أو التعرض لمثل هذه الانتهاكات، بالاضافة الى الاختفاءات القسرية والضرب· وتخوض القوات الحكومية الصومالية والقوات الاثويبية معارك ضد المتمردين منذ بداية العام الماضي· غير أن منظمة العفو الدولية قالت إن المدى الحقيقي لأزمة حقوق الإنسان ''البشعة'' مازال مجهولا لأن وكالات المساعدات الدولية تتعرض لضغوط شديدة لعدم كشف الانتهاكات التي تشهدها ويلزم الصحفيون المحليون الصمت بسبب التهديدات التي توجه لهم· إلى ذلك، رفضت فرنسا إرسال جنود إلى الصومال بعد طلب تقدم به الرئيس الصومالي عبدالله يوسف أحمد وقررت في المقابل مضاعفة مساعدتها الغذائية لهذه البلاد الغارقة في الفوضى والحرب الأهلية· وقال الرئيس الصومالي إثر مباحثات مع وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ''لقد طلبنا من فرنسا مساعدتنا في البحر وايضا في البر لأن الوضع في الصومال يتطلب حقا تعاونا أمنيا''· وأضاف ''إن جيبوتي مجاورة لنا وفرنسا تساعد جيبوتي وهي موجودة هناك أصلا'' وبالتالي يمكن أن تساعد من خلال أكبر قاعدة فرنسية في الخارج في جيبوتي· ورد كوشتير بتأكيد أنه ''ليس من الوارد حاليا ارسال قوات الى الميدان'' في الصومال، مشيرا إلى أن فرنسا ساهمت في جهود ''التدريب العسكري'' و ''الدعم اللوجستي'' للقوات الأفريقية المنتشرة في الصومال لدعم القوات الحكومية