الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«البنتاجون» .. جديد الجيش الصيني

16 مايو 2016 22:07
يوم الجمعة الماضي، سلّمت وزارة الدفاع الأميركية تقريرها السنوي للكونجرس حول «التطورات الأمنية والعسكرية الخاصة بجمهورية الصين الشعبية». التقرير، الذي يقع في 156 صفحة، يقدم ملخصاً قيّماً للاتجاهات التي لاحظها الجيش الأميركي في الصين، ويستفيض في شرح ملاحظات سابقة قام بها العام الماضي، وتقوم الوثيقة على الملاحظة بشكل رئيسي حيث لا تتضمن سوى القليل من التنبؤات والتوصيات. وفي ما يلي بعض الخلاصات والاستنتاجات التي خرجتُ بها بعد قراءة التقرير قراءة متأنية. هذا العام، أولى التقرير اهتماماً كبيراً لعملية إعادة التنظيم التاريخية التي تجريها الصين على «جيش التحرير الشعبي» الصيني، فاعتباراً من أواخر العام الماضي، خضع الجيش الصيني لتغييرات تنظيمية كبيرة. وتبعاً لذلك، يسلط التقرير الضوء على تحول «جيش التحرير الشعبي» من مناطقه العسكرية السبع إلى خمسة «مسارح للعمليات»، وإنشاء قوات لجيش «التحرير الشعبي» (أجل، إنشاء جيش لجيش التحرير الشعبي)، وإعادة تسمية سلاح «المدفعية الثاني» التابع لجيش التحرير الشعبي بـ«القوة الصاروخية»، كما يلفت التقرير الانتباه إلى تقرير الدفاع الصيني 2015، الذي حدد دوراً أكبر للبحرية التابعة لجيش «التحرير الشعبي» في المجال البحري مقارنة مع التقارير السابقة. وعلى غرار تقرير 2015، يلفت تقرير هذه السنة الانتباه إلى بحر جنوب الصين، ويتضمن صوراً بالأقمار الصناعية وخرائط لجزر «سبراتلي» السبع التي طوّرتها الصين وحوّلتها إلى جزر اصطناعية، كما يشير التقرير إلى ما تسمى مقاربة «تقطيع السلامي» الصينية تجاه النزاعات الحدودية البحرية، مجادلًا بأن «الصين تستعمل تكتيكات إكراه لصون مصالحها بطرق مدروسة بعناية بحيث لا تتصاعد إلى حد التسبب في حرب»، كما يلفت «البنتاجون» إلى أن «الصين أظهرت استعداداً لتحمل مستويات مرتفعة من التوتر حفاظاً على مصالحها، وخاصة في بحري جنوب وشرق الصين»، وبخصوص بحر جنوب الصين، يشير التقرير إلى أن كل مهابط الطائرات الصينية هناك (جزيرة وودي إضافة إلى مهابط الطائرات الثلاثة في جزر سبراتلي)، تستطيع «استقبال أي طائرة في الأسطول الصيني». وفي ما يتعلق بتحديث بحرية جيش «التحرير الشعبي»، يلفت التقرير الانتباه بشكل خاص إلى قوة الغواصات التابعة لسلاح البحرية، مسلّطاً الضوء على ازدياد حجم الأسطول الصيني من الغواصات، وفي هذا الصدد، ضمّن «البنتاجون» تقريره تنبؤاً مثيراً للاهتمام بشكل خاص؛ حيث يتوقع أن تقوم الصين بأول دورية ردع نووي (غواصات نووية مزودة بصواريخ باليستية) في بحر هذا العام، ويشير أيضاً إلى أن ثمة نقاط ضعف مستمرة تعاني منها البحرية الصينية بخصوص القدرات الحربية المضادة للغواصات، (واللافت هنا أن التقرير تحاشى الإشارة إلى طائرة جاوكسين 6، وهي النسخة المحلية المتطورة المعادلة لـطائرة «بي 3 سي أوريون» التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن). وبخصوص جنوب آسيا ومنطقة المحيط الهندي، يقدم تقرير 2016 بعض الملاحظات المثيرة للاهتمام، فالعام الماضي، أكد «البنتاجون» لأول مرة أن الغواصات الصينية من فئتي «شانج» و«سونج» تقوم بعمليات في منطقة المحيط الهندي، وتقرير هذا العام يقدم بعض التحديثات المهمة؛ حيث يشير إلى استمرار أنشطة الغواصات الصينية واعتياد الصين المتزايد على الإبحار تحت سطح البحار في منطقة المحيط الهندي، ولئن كان التقرير يشير إلى أن «حجم الدعم اللوجيستي البحري الصيني الحالي في المحيط الهندي غير قادر على دعم وتحمل عمليات قتالية كبيرة في جنوب آسيا»، فإن البنتاجون يشيد بالمقابل بالقاعدة البحرية الصينية المقبلة في جيبوتي. تقرير هذه السنة تضمن جدولاً مفصلاً للصواريخ البالستية، وصواريخ «كروز» الصينية، وقد قام «سكوت لافوي» بتقديم أرقام وإحصائيات البنتاجون لعامي 2015 و2016 على شكل رسوم بيانية مفيدة ضمن الجدول نفسه، مُظهراً أن التقديرات الأميركية للصواريخ الباليستية الصينية العابرة للقارات – مثل «دي إف 4 ودي إف 5» و«دي إف 5 إيه»، و«دي إف 5 بي»، و«دي إف 31» و«دي إف 31 إيه»، و«دي إف 41 – تتزايد عاماً بعد عام، بينما بقيت ثابتة عموماً منذ 2010، كما يلفت التقرير إلى تقدم الصين المتواصل نحو «ثالوث نووي» حقيقي؛ ويعترف بتطوير الصين لقاذفات قنابل طويلة المدى «قادرة على القيام بردع استراتيجي»، ومن ذلك قاذفة قنابل شبح لا يرصدها الرادار (وهنا يشير البنتاجون إلى أن «القوة النووية الهندية تمثل دافعاً إضافياً وراء قوة الصين النووية»). وثمة أشياء أخرى كثيرة في التقرير لم أتطرق إليها هنا، مثل مناقشة التوازن العسكري على ضفتي مضيق تايوان الذي يدرك البنتاجون عن حق أنه يمثل أولى أولويات جيش «التحرير الشعبي»، وعلاوة على ذلك، يتناول التقرير صادرات الأسلحة الصينية والتحديث الصناعي. *محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©