الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

لآلئ تراثنا البحري تسطع في «طانطان الثقافي»

لآلئ تراثنا البحري تسطع في «طانطان الثقافي»
16 مايو 2016 22:12
أحمد السعداوي (طانطان، المغرب) يواصل أبناء الإمارات نجاحهم في تقديم لآلئ وفقرات التراث الإماراتي إلى جمهور موسم طانطان الثقافي بالمملكة المغربية للعام الثالث على التوالي، بعدما أثبتوا حضوراً ساطعاً في فعاليات حدث تراثي ضخم، ازداد عدد المترددين عليه إلى الآلاف يومياً، تطلعاً إلى معرفة ملامح التراث الإماراتي التي صارت معلماً رئيساً ضمن فعاليات الموسم الثقافي، عبر جناح متميز زاره أمس معالي الشيخ سلطان بن حمدان بن محمد آل نهيان، مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس اتحاد سباقات الهجن، يرافقه اللواء ركن طيار فارس المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، المشرفة على الفعاليات الإماراتية المشاركة في النسخة الثانية عشرة من موسم طانطان الثقافي المقرر أن تنتهي في الثامن عشر من مايو الجاري. الحياة البحرية تنوعت المشاركة الإماراتية في الكرنفال التراثي بين ركن الحياة البحرية، ومشغولات يدوية تقليدية، ومأكولات تقليدية إماراتية، وعروض فنية للموسيقى والأهازيج الإماراتية العريقة، تترقبها أعداد غفيرة من الجماهير عاماً بعد عام. ويقول الوالد محمد صابر المزروعي، إن ركن الحياة البحرية يعتبر من أبرز معروضات الجناح الإماراتي بما اشتمله من ثراء تراثي وحرف بحرية متنوعة، منها الغوص عن اللؤلؤ، وصناعة السفن والشباك وصيد وتجفيف الأسماك، مشيراً إلى أن صناعة السفن لها أهمية كبرى عند سكان الإمارات الأقدمين لاعتمادهم بشكل رئيس على البحر كمورد اقتصادي وغذائي على مدى أزمنة عديدة قبل ظهور النفط منتصف القرن الماضي، وصانع السفن يسمى «الجلاف»، وكانت مهنة لها قيمتها في المجتمع الإماراتي القديم ولا تزال، تعتمد على الخبرة المتراكمة والمتوارثة أباً عن جد، وغالباً ما يتم تصنيع السفن في الفترة بين شهري أكتوبر ومايو بحسب درجة الحرارة ومدى اعتدال الجو، ويتراوح فترة بناء السفينة بين بضعة أسابيع وما يصل إلى 9 أشهر. «العابرة» و«الماشوّة» ويرى المزروعي، موضحاً: «بدن السفينة الخارجي يصنع من خشب الساي الهندي، لأنه أقوى أنواع الأخشاب، والوحيد الذي لا يمتص ماء البحر ويعمر لثلاثين أو أربعين عاماً مع الصيانة، أما ضلوع السفينة من الداخل، فتتكون من أخشاب متنوعة عدة، ويتم ربط البدن بالضلوع بواسطة مسامير، أما صواري السفن فكانت الأخرى تصنع من الأخشاب، وكل سفينة غالباً بها صاريين، أمامي وخلفي، الأمامي أطول من الخلفي لأنه يحمّل عليه الشراع الكبير أو العود الذي يستخدم عندما تكون الرياح متوسطة، وحين تشتد يتم إنزال الصاري العود، ورفع الآخر لأنه في حال الريح القوية يصعب مقاومتها بالشراع الكبير، وربما ينكسر الصاري. والسفن الكبرى لا يتم استخدام المجاديف لإبحارها التي لن تطول المياه، ويستخدم لها طريقة أخرى تسمى «العابرة» أو «الماشوّة»، وهي عبارة عن سفينة صغيرة، يتم إنزالها حول السفينة، ويركب فيها أربع رجال وأربع مجاديف، ويقومون بقيادة السفينة حتى تخرج بعيداً عن الساحل إلى عمق المياه، ثم تسير بعد ذلك عن طريق الدفة، وبقوة دفع الهواء مع الشراع. أما أنواع السفن فهي، الجالبوت، الصمعة، البقارة، البوم والتي كانت تستخدم في الأسفار البعيدة، والبقلة والتي كانت تستخدم في نقل البضائع وتصل حمولتها إلى مائة طن. وكانت السفن تتنقل بحرية في مياه الخليج العربي، ولا يقلق النواخذة على السفينة من أي تكلفة لأنه لم يكن هناك وقود آنذاك تسير به السفن مثل أيامنا هذه، ما كان يشجع البحارة على المضي في رحلات بعيدة تبدأ من سواحل الكويت وحتى الهند والصومال، وغيرها من المناطق البعيدة بحثاً عن الرزق، سواء للتجارة أو صيد الأسماك أو الغوص للبحث عن اللؤلؤ، حيث كانوا يذهبون في بعض الرحلات ولا يمكنهم العودة إلا بعد 6 أشهر حين تغير الرياح اتجاهها، وتساعد على سير السفينة في اتجاه العودة، وهو ما يطلقون عليه «دار العَلَم»، أي أن اتجاه الرايات تغير إلى الناحية الأخرى، دلالة على تغير اتجاه الريح من أفريقيا إلى الخليج. «الليخ» و«القرقور» وينتقل الكلام إلى الوالد حثبور بن كداس الرميثي، موضحاً أن هناك «الكلفات» المصنوع من القطن على هيئة شرائح، ويوضع بين الألواح الخشبية ليمنع تسلل المياه إلى السفينة، وتوجد طرق متنوعة للصيد، ومنها الشباك أو «الليخ» بلهجة أهل الإمارات، أو الصيد بـ «القرقور»، وهو قفص يوضع في البحر، ويتم جمع ما به من سمك بعد حوالي 5 أيام، والقرقور له عمر افتراضي، وهو مصنوع من أسلاك حديدية أو من سعف النخيل. وفيما يتعلق بالغوص للبحث عن اللؤلؤ، يورد الرميثي أن سواحل أبوظبي مقارنة بقية سواحل الإمارات هي الأكثر ثراء بالجزر المأهولة وغير المأهولة، وبالتالي هناك عدد كبير من الهيرات التي يتجمع فيها اللؤلؤ، (الهيرات جمع هير، وهي مكان تجمع المحار في أعماق البحار)، مشيراً إلى أن هناك أماكن معينة يكثر فيها المحار، ولا يوجد به لؤلؤ أو «قماش» بلهجة أهل البحر، وأماكن أخرى بها كميات أقل من المحار، ولكنها تحتوي كميات أكبر من القماش، وهي أمور يعرفها الذين عاشوا في البحر عشرات السنين يتنقلون بين مياهه بحثاً عن الرزق، وينقلون خبراتهم للأبناء والأجيال الجديدة. وهناك مهنة فلق المحار التي نقوم من خلالها باستخراج اللؤلؤ بأحجامه المتنوعة، ولها أدواتها الخاصة بها. سلطان بن حمدان في جولة بالمهرجان قام معالي الشيخ سلطان بن حمدان بن محمد آل نهيان، مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس اتحاد الهجن، بجولة في الجناح الإماراتي يرافقه خلالها اللواء ركن طيار فارس المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، وطالع المعروضات الإماراتية التي عبرت عن الهوية الإماراتية خلال الحدث الثقافي والتراثي الكبير المقام في جنوب المملكة المغربية، ويعكس أصالة العلاقات بين الشعبين، التي أرسى دعائمها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وجلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله، اللذين حرصا على تميز العلاقات بين الدولتين منذ عشرات السنين. كما افتتح معاليه خلال الزيارة المضمار الجديد لسباق الإبل، والذي أقامته الإمارات تعزيزاً لثقافة الإبل وتشجيعاً لعشاق هذا الموروث العربي الأصيل على المشاركة في سباقاته ضمن مضمار يعتمد أفضل المقاييس العالمية، وشهد عدداً من الأشواط في المضمار، الذي يعتبر جزءًا من العديد من فعاليات متنوعة تنظمها الإمارات خلال موسم طانطان الثقافي، ومنها منافسات المحالب ومزاينات الإبل التي يشارك فيها قطاع كبير من المهتمين بعالم الإبل منذ اليوم الأول لانطلاق فعاليات الحدث الثقافي الكبير، الذي صارت المشاركة الإماراتية من أهم عوامل نجاحه عاماً بعد عام. مبارك الدرمكي.. شعلة من العطاء شعلة من النشاط والحركة والعطاء، أقل ما يوصف به مبارك الدرمكي، عضو الوفد الإماراتي المشارك في فعاليات موسم طانطان الثقافي، وهذا ما يشهد به الجميع للدور الهائل الذي يقوم به في تنظيم وإعداد وتيسير عمل أعضاء الوفد الإماراتي منذ المشاركة الأولى عام 2014 وحتى الآن، ويقول الدرمكي إن هذا واجب عليه كأحد أبناء الإمارات بأن يسهم مع إخوانه في رفع اسم الدولة عالياً في كافة المحافل العالمية بما يتناسب مع المكانة الكبيرة التي صارت تحتلها الإمارات في كل مكان، وهو ما نشعره من حب الجماهير الذين يلاقونا دوماً بالحب والترحاب حين يعلمون أننا جئنا من دار زايد، حسبما قال الدرمكي. ويورد، أن المهام التي يتولاها تتنوع بين استقبال أعضاء الوفد منذ وصولهم إلى مطار أبوظبي، وتسلم جوازات السفر الخاصة بهم وإنهاء كافة تلك المعاملات ثم إعادة توزيعها عليهم مرة أخرى، والاطمئنان على أن كل أمورهم صارت بخير بعد أن يستقلوا الطائرة، ويقوم بنفس الشيء حين الوصول إلى مطار طانطان، ثم الفندق والعمل على توزيع أعضاء الوفد في الغرف بما يضمن راحة الجميع. أما دوره في الجناح الإماراتي، داخل ساحة موسم طانطان، فيتمثل في المساهمة في استقبال الضيوف والجمهور وتنظيم مختلف الأقسام بما يذلل أي عقبات أمام العارضين من أبناء الإمارات وتخرج مشاركتهم بالحرف والأشكال التراثية المختلفة في أبهى شكل، خاصة وأن لجنة إدارة البرامج والفعاليات الثقافية والتراثية بأبوظبي التي تشرف على الوفد الإماراتي، لم تقصر في توجيه كل سبل الدعم، حتى نجحنا في وضع بصمة إماراتية قوية ضمن فعاليات الحدث الثقافي منذ مشاركتنا للمرة الأولى قبل ثلاث سنوات. «الطواش» يشير حثبور الرميثي، قائلاً: أما «الطواش» فهو تاجر اللؤلؤ الذي يشتريه من النواخذة بعد عودة السفن ويقوم بتجميعه وتصديره مرة أخرى إلى الدول الأخرى التي تستخدم اللؤلؤ في صناعة أغلى أنواع الأحجار الكريمة اعتماداً على اللؤلؤ الطبيعي المستخرج من مياه الخليج العربي، ومنها سواحل الإمارات. واللؤلؤ، له ألوان متنوعة منها الأبيض الوردي، الأسود وهو شديد الندرة وغالي الثمن، والوردي، والأخضر وهو أقل الأنواع ثمناً وقبولا لدى محبي اللؤلؤ. وهناك طاسات متنوعة بها ثقوب يقوم من خلالها الطواش بفرز اللؤلؤ، أما وزنه لابد أن يتم في مكان بعيد عن تيارات الهواء لأن الميزان يكون شديد الحساسية، ويستخدم فيه الطواش مثاقيل وموازين خاصة باللؤلؤ تساعده في حساب حقوق البحارة والنواخذة المادية بدقة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©