الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أميركا وأوروبا... خطوات للتضييق على القذافي

1 مارس 2011 21:02
كارين دييونج وجوبي واريك محللان سياسيان أميركيان أول من أمس الإثنين شددت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون الخناق على الحكومة الليبية المحاصرة بتحريكهم لقطع عسكرية على البحر الأبيض المتوسط لاحتمال التدخل، في الوقت الذي أُطلقت فيه حملة إنسانية لمساعدة اللاجئين والقوات المنتفضة ضد حكم القذافي التي نجحت في السيطرة على المناطق الشرقية للبلاد، لكن بريطانيا والاتحاد الأوروبي اللذين استشعرا الضغط الشعبي المطالب بالتحرك أعلنا عقوبات جديدة ضد الزعيم الليبي وعائلته، بالإضافة إلى حكومته التي مازال عدد من أركانها يقف إلى جانب النظام ويدعمه. وفي هذا الإطار أيضاً كانت الخزينة الأميركية قد أعلنت في وقت سابق أنها جمدت ما قيمته ثلاثين مليار دولار من الأصول الليبية في الولايات المتحدة بعدما أصدر أوباما قراراً رئيسياً يوم الجمعة الماضية؛ وميدانياً استمرت المواجهات بين المنتفضين وبين القوات الموالية للقذافي، ولم ينفع على ما يبدو استخدام القذافي للطيران لقصف مستودعات للأسلحة في إرهاب المواطنين الذين واصلوا احتجاجاتهم ضد النظام. وكان القذافي قد أكد في حوار أجرته مع إحدى المحطات التلفزيونية الأميركية أن شعبه يحبه ولا يتصور تركه لليبيا، بل إنه نفى تماماً وجود مظاهرات في العاصمة طرابلس، رغم أن شهود عيان وتقارير عديدة تؤكد تعرض المحتجين لإطلاق نار كثيف في الأيام الماضية أدى إلى سقوط العديد من القتلى وفي تعقيبها على ما جاء في حوار القذافي قالت "سوزان رايس" السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة في مؤتمر صحفي إن ما تفوه به القائد الليبي يشي بأنه "واهم" وبأنه "منفصل عن الواقع"، مشيرة إلى "عمليات القتل الجماعي الفاقعة التي تناقلتها الإعلام على نطاق واسع، واقترفتها قوات الأمن في حق الأبرياء". وفي جنيف ركز قادة الاتحاد الأوروبي والمسؤولون الأميركيون على ضرورة تقديم العون والمساعدة للمنتفضين في ليبيا، بالإضافة إلى مساعدة اللاجئين الذين توافدوا بالآلاف على الحدود الشرقية والغربية للبلاد. وأعلنت وزيرة الخارجية الأميركية، أن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية خصصت ما لا يقل عن عشرة ملايين دولار لمساعدة المواطنين الليبيين، فضلاً عن إرسال فريقين من الخبراء إلى البلاد لتقييم الوضع الإنساني وتنظيم عمليات إغاثة اللاجئين. لكن الإدارة الأميركية ورغم مطالبتها المتكررة بمحاسبة القذافي قانونياً ومتابعته أمام الهيئات القضائية المختصة، فإن كلينتون ألمحت أن بلادها ستكون مستعدة لقبول صفقة مع الزعيم الليبي يغادر بموجبها البلاد بشكل طوعي إلى بلد ثالث، وقد تطرقت إلى الموضوع خلال مؤتمر صفحي سألها فيه أحد المراسلين عن احتمال توجه القذافي إلى زيمبابوي للاحتماء بروبرت موجابي، فردت قائلة "في الوقت الذي أعجز فيه عن الكلام عندما أتصور القذافي وموجابي معاً، إلا أن ما يهمنا حالياً هو وقف العنف، وإذا كان ذلك سيتحقق بمغادرته البلاد فإن الأمر سيكون جيداً"، هذا ولم يتحدث أوباما علناً عن ليبيا منذ الأسبوع الماضي عندما حذر الزعيم الليبي بوقف العنف ضد شعبه، وفي الأسبوع الماضي أصدر البيت الأبيض بيانا يدعو فيه أوباما القذافي بالتنحي واحترام إرادة شعبه، إلا أن أوباما ترك الأمر على ما يبدو لكبار مساعديه في الإدارة لإيصال رسالة التنحي إلى القذافي والتأكيد عليها في المنابر الإعلامية، وقد أفاد أحد هؤلاء المساعدين الذي رفض الكشف عن اسمه أن أوباما يتابع باهتمام بالغ مع يجري في ليبيا حيث يتلقى ثلاثة تلخيصات في اليوم على آخر تطورات الأحداث. وبدلاً من التعليق عن الأحداث أولا بأول يقول مساعدو أوباما إنهم يفضلون "صياغة الرئيس لرؤية شاملة حول موجة التغيير التي تجتاح الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتداعيات ذلك على السياسة الأميركية". ورغم تواتر الأخبار عن احتمال فرض الاتحاد الأوروبي وإدارة أوباما لحظر جوي على ليبيا لمنع استخدام سلاح الطيران ضد المتظاهرين، نفى مسؤولون مطلعون حضروا الاجتماعات بين الأوروبيين ونظرائهم الأميركيين أن يكونوا قد ناقشوا موضوع الحظر في الوقت الحالي على الأقل، لأنه لحد الآن لم يثبت استخدام القذافي للطيران ضد المدنيين، وهو ما عبر عنه مساعد بارز لأوباما قائلاً "عدا قصف مستودعات السلاح في أطراف المدن لم يردنا ما يثبت استهداف المدنيين بالطيران"، مضيفاً "لكن التطورات على الأرض مزعجة بما يكفي لصياغة خطط استعجالية، لا سيما في ظل احتمال التصعيد في المرحلة المقبلة". ويبدو أن الولايات المتحدة والأوروبيين يعولون في الوقت الراهن على القيود المالية الصارمة والتضييق على السفر، بالإضافة إلى التلويح باحتمال التدخل لحماية حقوق الإنسان لإقناع المسؤولين الحكوميين والعسكريين الذين مازالوا ملتفين حول القذافي بتغيير موقفهم والاصطفاف مع الشعب، ولعل هذا الخوف الأميركي من تصعيد خطير في الوضع الأمني ما دفع المسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية إلى تحريك قطع من الأسطول الأميركي في مياه البحر الأبيض استعداداً لحالة الطوارئ التي يتعين فيها التدخل لوقف حمامات الدم. وقد علقت "البنتاجون" على ذلك بالقول: إن تحريك حاملتي طائرات كانتا في البحر الأحمر والخليج العربي نحو البحر المتوسط يأتي في إطار الاستعداد لكل الاحتمالات الممكنة، لا سيما المدمرة الأميركية التي اجتازت قناة السويس يوم الأحد الماضي واستقرت في جنوب غرب البحر المتوسط. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©