الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«حبحب» تعاني من النسيان.. والأهالي يطالبون بمساكن جديدة وتعبيد الطريق

«حبحب» تعاني من النسيان.. والأهالي يطالبون بمساكن جديدة وتعبيد الطريق
11 ابريل 2010 01:33
على بعد 95 كيلو مترا الى شمال غرب مدينة الفجيرة تقبع منطقة حبحب التي تعاني اليوم من النسيان، وهي المنطقة التي اشتهرت بالمياه العذبة والأرض الخصبة وكانت مقصدا للناس منذ القدم. وكان مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه قد زارها مع بدايات قيام الدولة. كما عرفت حبحب بإنتاجها من العسل والأعشاب وعلى الرغم من أنها تقع ضمن منطقة منبسطة سهلة إلا أنها تعاني من نقص في المرافق والخدمات ومبانيها الأثرية القديمة تتداعى، كما يقول الاهالي الذين هم بحاجة ماسة إلى مساكن جديدة وتعبيد الطريق الترابي الذي يربط المنطقة بالشارع الرئيسي، كما أنها تعاني من آثار الكسارات ومصانع الاسمنت التي تحيط بها. ويشير الأهالي الى أن معالم الطبيعة الجميلة التي كانت تتفرد بها هذه المنطقة التي يبلغ عدد سكانها 1000 نسمة اختفت بسبب أنشطة الكسارات. “الاتحاد” زارت “حبحب” والتقت عددا من مواطنيها وتعرفت على أهم احتياجاتهم وتطلعاتهم للمستقبل، يقول مرهش بن سالم بن مرهش الشرقي والذي رافقنا خلال جولتنا في المنطقة إن “حبحب” تعد من أقدم المناطق المأهولة في الدولة، وهي ملتقى للناس بسبب موقعها الاستراتيجي على طريق القوافل حيث كان الناس يتوقفون عند شريعة “حبحب” للتزود بالمياه، وهذه “الشريعة” التي تتجمع عندها المياه المتدفقة من العيون والأفلاج كانت تشتهر بها حبحب منذ القدم، وهي كذلك مشهورة بإنتاج أجود أنواع العسل وبالأخص عسل السمر الذي يتغذى على الزهر والأعشاب الجبلية التي تشتهر بها حبحب. شواهد تاريخية حول القلاع والحصون والمباني القديمة في المنطقة يقول مرهش إنها تؤكد العمق التاريخي لحبحب حيث توجد قلعة حبحب المشهورة، والتي تطل من أعالي المرتفع الجبلي المطل على المنطقة بالإضافة إلى مربعة حبحب ومسجد حبحب القديم ويعود تاريخ بنائهما إلى أكثر من 300 سنة، وهما بحاجة ماسة اليوم إلى عمليات ترميم وصيانة لإعادة رونق التاريخ لهذه المباني وصونها من الانهيار، لا سيما أن مسجد حبحب القديم الذي تداعت أركان مهمة من أجزائه قد سجل والمنطقة بشكل عام بأحرف من نور الزيارة التاريخية التي قام بها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله في عام 1972م مع بداية قيام الدولة، برفقة الشيخ محمد بن حمد الشرقي حاكم الفجيرة السابق رحمه الله. ولا تزال ذكرى هذه الزيارة محفورة في قلوب وذاكرة ونفوس ابناء المنطقة حيث تتذكر حبحب الاحتفالات ومظاهر الفرح التي تمت خلال تلك الأيام ابتهاجا بقدوم زايد رحمه الله، حيث صلى بالمسجد القديم وجلس تحت غافة حبحب المشهورة وهذه الزيارة تؤكد نهج زايد رحمه الله لتفقد أحوال المواطنين في كل منطقة وقرية. والى جانب ذلك تشتهر حبحب بمزارعها ونخيلها وأفلاجها وعيونها العذبة التي لا تزال تعمل حتى اليوم حيث يتم ري المزارع بواسطة هذه الأفلاج. وعلى الرغم من انحسار كمية المياه بسبب تراجع الأمطار إلا أن هذه الأفلاج والعيون لا زالت تعمل، وهناك ما بين 50 إلى 60 مزرعة تضم أكثر من 25 ألف نخلة في حبحب وأجود نخيلها اللولو والخلاص وخد الفرس والخنيزي والبرحي بالإضافة إلى شهرتها بزراعة “الهمبا” البلدي والليمون كما اشتهرت جبال حبحب بأنها من أشهر المناطق في إنتاج الأعشاب الطبية ومن أشهرها القضقاض والخناصير والحرمل والظفر و.. الخ كما تشتهر حبحب منذ القدم بإنتاج أجود أنواع العسل وذلك لكثرة مراعي الأزهار التي يتغذى عليها العسل. مساكن بحاجة إلى إحلال من ناحيته قال سعيد اليماحي إن معظم مساكن “حبحب” قديمة، وتم بناؤها قبل 30 سنة، وهي بحاجة إلى إحلال. وقال إنه يقيم مع أسرة كبيرة تضم 15 فردا في بيت واحد، ويتكبد أعمال الصيانة التي تكلفه ما لا يقل عن 50 ألف درهم سنويا، واعمال الصيانة تلك تضيف أعباء كبيرة على الأسر في هذه المنطقة التي تحتاج إلى مساكن جديدة تلبي احتياجات المواطنين الحالية والمستقبلية كما يقول راشد بن محمد بن عبدالله الحمودي. مضيفا إن هناك أسرا تقيم في بيوت ضيقة وقديمة وهي بأمس الحاجة إلى مساكن جديدة تساعدهم على الاستقرار. كما يطالب الأهالي بضرورة الاهتمام بالطريق الذي لا يزيد طوله على الكيلومترين بتعبيد الشارع للحد من آثار الغبار والأتربة المتطايرة من جراء حركة ذهاب وإياب السيارات. الكسارات ومصانع الإسمنت وتعاني منطقة حبحب من الآثار الناتجة عن مصانع الاسمنت والكسارات التي تحيط بالمنطقة كما يقول مرهش بن سالم. وقال ان هناك ما بين 6 إلى 7 كسارات ولا تبعد مصانع الاسمنت سوى كيلومتر ونصف الكيلو عن منطقة حبحب السكنية، ويضيف أن هذه المصانع والكسارات أثرت على صحة الأفراد وبالأخص الأطفال كما أن أعمال التفجير وحركة الشاحنات المستمرة ألحقت تصدعات في المنازل. وقال إن أهالي حبحب يطالبون الجهات المعنية وفي مقدمتها وزارة البيئة والمياه وبلدية الفجيرة بضرورة وقف استنزاف المياه الذي تمارسه بعض شركات الكسارات. بعد أن لاحظوا في الآونة الأخيرة قيام بعض الكسارات في المنطقة القريبة من حبحب باستغلال الآبار بشكل عشوائي وهدر المياه بالوادي في ظل غياب الإشراف على هذه الآبار حيث تهدر كميات من هذه المياه العذبة في رش طرق الشاحنات. وهذه العشوائية في استخدام المياه استوقفت أبناء المنطقة وهم يتساءلون عن خطورة هذا الوضع، ويقولون إن الدولة تنفق مليارات الدراهم لأجل توفير مصادر إضافية وبديلة للمياه وتأتي هذه الكسارات وبكل سهولة لتستنزف المياه الجوفية وتستغلها بشكل عشوائي لأغراضها الخاصة. مطالبين الجهات المعنية بضرورة التصدي لهذا العبث والمحافظة على الموارد الطبيعية التي لا تتعلق بشخص أو منطقة بل هي مخزون استراتيجي مهم. ودعوا للتعامل مع هذه الكسارات بحزم وعدم السماح لها بحفر المزيد من الآبار فالمنطقة تعاني في الأساس من شح المياه. وقالوا إن استمرار استنزاف المياه بهذه الطريقة قد يساعد على نضوب المخزون الجوفي. ويلاحظ الزائر أن وادي المقلدي وهو الوادي الرئيسي الذي يغذي منطقة حبحب بالمياه العذبة أثناء سقوط الأمطار مليء بالمخلفات، قال إنها من مخلفات يتم رميها من قبل الشاحنات وهي تمثل بالإضافة إلى تشويه المناطق الخلابة تدمير البيئة وتلوث المناطق التي كانت تعرف بجمالها ونقائها. وجزء من هذه المخلفات إطارات قديمة للسيارات وبقايا زيوت حولت غالبية الاشجار في وادي المقلدي إلى بقع سوداء. ويتساءل مواطنو حبحب عن دور البلدية في متابعة هذه المخالفات التي ترتكبها الكسارات في ظل سعي الدولة إلى الاهتمام بالبيئة وسلامة المناطق التي تتمتع بطبيعة خلابة ومناظر بغاية الروعة والجمال وهو ما تتصف به المناطق الجبلية ومنها حبحب. وطالب الأهالي بضرورة تشديد الرقابة على الكسارات ومصانع الاسمنت للحد من آثار التلوث وأن تكون هناك نقاط مراقبة دائمة تهتم بنظافة وسلامة البيئة في المناطق التي تتواجد فيها الكسارات وعدم السماح لهذه الكسارات بالعبث بهذه المناطق واستغلالها أبشع استغلال وأن يتم مراعاة خصوصية هذه المناطق وما تتميز به من طبيعة خلابة تكون مقصدا للزوار والسياح. ومما تجدر الاشارة اليه ان المنطقة شهدت تحسنا في خدمات الماء والكهرباء منذ أن تم إدخالها مع بداية قيام الدولة ولا يعاني الأهالي من انقطاع في التيار الكهربائي خلال السنوات القليلة الماضية إلا من أعطال بسيطة يتم علاجها في الحال.
المصدر: حبحب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©