الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حكاية «مرتزق» أشعل النار بين «البارسا» و«الملكي»

حكاية «مرتزق» أشعل النار بين «البارسا» و«الملكي»
6 ابريل 2017 23:17
أنور إبراهيم (القاهرة) شهدت كرة القدم الأوروبية على مر تاريخها نماذج كثيرة لنجوم أثاروا غضب الجماهير وإدارات الأندية، ووجهت اليهم اتهامات عدم الولاء أو الانتماء، لمجرد تركهم الفرق التي يلعبون لها وانتقالهم إلى فرق أخرى منافسة في نفس البلد وأحياناً في نفس المدينة، وأيضاً في نفس بطولة الدوري التي كانوا يلعبون فيها قبل رحيلهم.. ورغم أن عالم الاحتراف الكروي يسمح لأي لاعب بأن يلعب أينما يشاء، ولم تعد فكرة الانتماء والولاء بمفهومها القديم هي الأساس في تحديد العلاقة بين النادي واللاعب، بل تطور هذا المفهوم وأصبحت تحدده أمور أخرى لها تأثير أكبر مثل الراتب السنوي والقيمة السوقية للاعب، وما إذا كان الفريق سينال شرف اللعب في دوري الأبطال الأوروبي «الشامبيونز ليج» وغيرها.. بل وأصبح الولاء والانتماء في أحيان كثيرة مرتبطاً عند معظم اللاعبين بمن يدفع أكثر، بدليل أن اللاعبين الذين لعبوا لأكثر من نادٍ على امتداد مسيرتهم الكروية يقدرون بالمئات. ولعل آخر الحالات التي أثارت غضب الجماهير على أحد نجومها هي حالة جماهير نابولي، التي لم تغفر للنجم الأرجنتيني الهداف جونزالو هيجواين رحيله إلى الفريق المنافس يوفنتوس، وأظهرت غضبها علانية، بل ووصل الأمر بها إلى وصفه بالخائن، ولم تتوقف عن مهاجمته واستقباله بـ «أوراق التواليت» عندما ذهب مؤخراً مع فريقه الجديد «اليوفي» إلى ملعب سان باولو معقل نابولي، بعد أن كان الملك المتوج على عرش القلوب في المدينة قبل رحيله. والتاريخ الكروي يسجل الكثير من من الحالات التي أثارت غضب الجماهير، ودفعتها إلى اتهام اللاعب بنكران الجميل، منها على سبيل المثال حالة النجم الدولي الإيطالي الشهير روبرتو باجيو والملقب بـ «الساحر» والذي كان لاعباً في صفوف فريق فيورنتينا، ثم انتقل إلى يوفينتوس عام 1988 مقابل 20 مليون دولار.. وقامت الدنيا ولم تقعد، وأصيبت جماهير الفيولا بالحزن الشديد وتحطمت الآمال والأحلام التي كانت تعلقها على هذا النجم الكبير، فانطلقت المظاهرات في الشوارع، وسادت حالات شغب وعنف أصيب خلالها عدد كبير من الجماهير، فلم تكن جماهير فيورنتينا تتصور أن يتركها هذا النجم الإيطالي الشهير، ويرحل إلى فريق منافس وخاصة اليوفي. وجسد النجم البرتغالي لويس فيجو حالة الكراهية المتبادلة والود المفقود بين جماهير برشلونة وريال مدريد، حيث كان فيجو يلعب في صفوف البارسا في نهاية الألفية الثانية وبداية الألفية الثالثة، ثم جاءه عرض جيد من النادي الملكي ووافق عليه، ولم يسلم مطلقاً من غضب جماهير «البلوجرانا» التي أطلقت عليه لقب «المرتزق البرتغالي».. وما من مباراة لعب فيها مع الريال على ملعب كامب نو إلا وكانت في استقباله الهتافات العدائية والزجاجات الفارغة !! فضلاً عن تلقيه للمئات من رسائل التهديد بالقتل. حتى لويس إنريكي، المدير الفني الحالي لفريق برشلونة، الذي كان لاعباً في ريال مدريد وانتقل إلى برشلونة عام 1996، لم يسلم من غضب جماهير المعسكرين المدريدي والكتالوني على السواء، ولكنه استطاع أن ينسي الجماهير ما فعله على وجه السرعة، عندما أسهم في حصول برشلونة على لقب الدوري الإسباني مرتين وهو لاعب. وتزداد صعوبة الأمر وترتفع صيحات الغضب عندما يكون الانتقال من نادٍ إلى آخر في نفس المدينة، أو قريباً من مدينة النادي الأول.. ولهذا كان انتقال الأرجنتيني كارلوس تيفيز من مانشستر يونايتد إلى مانشستر سيتي في 2009، سبباً في غضب جماهير اليونايتد وقتها، ويعتبر تيفيز أول لاعب ينتقل مباشرة بين كلا فريقي مدينة مانشستر منذ انتقال اللاعب تيري كول من اليونايتد للسيتي عام 1999. وكان انتقال الإنجليزي سول كامبل من أرسنال إلى جاره اللدود توتنهام، سبباً في انقلاب الجماهير والصحافة الإنجليزية نفسها عليه لأنه تجرأ وتخطى الحد الممنوع بين «المدفعجية» و«السبيرز»، إذ كانت العلاقة بين هذين الناديين لا تسمح بتبادل اللاعبين فيما بينهما. ومن النادر جداً أن ينتقل لاعب كان معبوداً للجماهير في فريق إلى الفريق الآخر المنافس، مثلما حدث مع البرتغالي لويس فيجو.. ولكن الإنجليزي مايكل أوين كرر نفس الشيء عندما انتقل من ليفربول إلى المنافس اللدود مانشستر يونايتد، ما أثار غضب جماهير «الآنفيلد» الشديد عليه.. حدث ذلك في عام 2009. ولم يسلم مايكل أوين من مضايقات جماهير «الريدز» لفترة طويلة. أما «الجولدن بوي» واين روني الذي بدأ مشواره الاحترافي مع فريق إيفرتون، فرغم رحيله إلى مانشستر يونايتد بعد بدايته المتألقة في إيفرتون وحصوله على لقب أفضل لاعب صاعد، فإن جماهير إنجلترا كلها وليس جماهير إيفرتون وحدها، تعاطفت معه ورحبت بانتقاله إلى «الشياطين الحمر» مانشستر يونايتد، وغفرت له، لأنه أصبح معبوداً للجماهير الإنجليزية بمختلف انتماءاتها، بعد تألقه مع المنتخب الإنجليزي، وفشلت «القلة المتعصبة» في ترسيخ كراهية الجماهير له.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©