الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زعيمة انقلاب قرغيزيا

11 ابريل 2010 20:51
"روزا أوتونباييفا"، المرأة التي دفعت بها ثاني ثورة شعبية تحدث في قرغيزستان خلال خمس سنوات إلى موقع السلطة، هي وزيرة خارجية سابقة تلقت تعليمها في موسكو، وتتحدث الإنجليزية، ومن المتوقع أن تجد قبولا سريعا في روسيا والغرب على حد سواء. ويوم الخميس الماضي، عقدت "أوتونباييفا" التي عملت في السابق سفيرة لبلادها في لندن وواشنطن خلال التسعينيات، أول محادثات رسمية لها بصفتها رئيسة الحكومة المؤقتة، مع رئيس الوزراء الروسي بوتين الذي بدا وكأنه يضع ثقل موسكو ودعمها خلف التغيير الجديد في قرغيزستان. ففي تصريح للصحفيين، قال "ديمتري بسكوف"، المتحدث الرسمي باسم بوتين، إن "الشيء المهم أن المحادثات قد عقدت مع أوتونباييفا في إطار دورها الجديد كرئيسة لحكومة الثقة الوطنية... وقد أعلمتنا أنها تسيطر على الأوضاع في البلاد سيطرة تامة". ومن المرجح أن تحظى "أوتونباييفا" بمساندة من الولايات المتحدة أيضاً، خصوصا بعد أن وعدت بأن "مركز المرور الأميركي" في ماناس (الاسم الجديد لما كان يطلق عليه من قبل قاعدة ماناس الجوية)، والذي يعتبر محوراً لوجستيا مهماً للحرب التي تخوضها الولايات المتحدة في أفغانستان، سوف يظل مفتوحا. وتوصف" أوتونباييفا" من قبل المحللين بأنها سيدة صلبة، على الرغم من نبرتها الهادئة في الحديث، كما توصف بالاعتدال في آرائها السياسية. و"أوتونباييفا" المولودة عام 1950 في مدينة "أوش" جنوب البلاد، درست الفلسفة وتخرجت من جامعة "موسكو ستيت" عام 1972. وبعد تخرجها التحقت بالعمل بجهاز الحزب الشيوعي القرغيزي، ثم انتقلت بعد ذلك كمبعوثة خاصة للاتحاد السوفييتي السابق لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، ثم سفيرة في ماليزيا في ثمانينيات القرن الماضي. وأثناء حكم الرئيس الليبرالي في عصر ما بعد الاتحاد السوفييتي، "عسكر علييف"، عينت مرتين في منصب وزيرة الخارجية. وقد اختلفت "أوتونباييفا" مع "علييف" في عام 2004، بعد أن اتهمته بالفساد، وبمحاباة الأقارب وتقويض الديمقراطية النسبية في البلاد، والتي كانت قد دفعت بعض المراقبين الغربيين إلى وصف قرغيزستان ما بعد الاتحاد السوفييتي بأنها "سويسرا آسيا الوسطى". وعقب انفصالها أنشأت حزبها السياسي الخاص "أتا دزيرت" (وطن الآباء) وحاولت خوض السباق الانتخابي البرلماني عام 2005 غير أن المسؤولين التابعين لـ"علييف" عرقلوا إجراءات ترشحها. وكانت "أوتونباييفا" قد أدلت بتصريح للصحفيين قبل الثورة الشعبية التي عرفت بـ"ثورة التيوليب" والتي أطاحت بـ"علييف" من السلطة، في شهر مارس 2005، قالت فيه: "لن نسمح لأي شخص ببناء سلالة حاكمة في جمهورية متحضرة". لكن "أتونباييفا" المؤيدة المتحمسة لثورة التيوليب سرعان ما اختلفت مع الرئيس الجديد "كرمان بك باكييف" الذي اتهمته بأنه أكثر فسادا، ومحاباة لأقاربه من سلفه "أكييف". ويقول "إيديل بيسالوف"، الناشط الديمقراطي القرغيزي، وأحد قادة المجتمع المدني البارزين في ثورة التيوليب، والذي كان يعيش في منفاه بالسويد منذ عام 2007، إنه سيعود للعمل مع "أوتونباييفا" التي يؤمن أنها ديمقراطية أصيلة. وفي مقابلة عبر الهاتف، أجريت معه، قال بيسالوف إن روزا "شخصية مخلصة للغاية... وليس لديها سوى نافذة ضيقة للفرص خلال الشهور القليلة القادمة. وبعد أن تحدثت معها عدة مرات خلال الشهور القليلة الماضية، استطيع أن أشهد أنها تتبنى نهجاً في غاية الجدية تجاه مهمتها الخاصة بإدخال سلسلة من الإصلاحات والتغييرات التي سوف تؤدي إلى تغيير شكل الحياة في البلاد، وتجعل الحرية المدنية قوية وراسخة ولا يمكن نقضها". ومضى بيسالوف للقول: "لسوء الحظ نحن ندرك أن الأسابيع والشهور القادمة سوف تكون غاية في الفوضى... لكن روزا تأمل على أقل تقدير في توفير فضاء يوفر فرصاً متساوية لكافة القوى السياسية الراغبة في المشاركة في الانتخابات التي ستجرى في البلاد مستقبلا". فريد واير - موسكو ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©