السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: التطرف يبدأ من إهمال «العربية»

العلماء: التطرف يبدأ من إهمال «العربية»
27 فبراير 2015 00:27
حسام محمد (القاهرة) المتابع لحال اللغة العربية سيحزن بلا شك على ما وصلت إليه له لغة القرآن، وزيارة إلى أي من المجمعات التجارية في أي دولة عربية، تكشف لنا عن أن معظم لافتات المحال في مكتوبة بلغة أجنبية، وزيارة مماثلة لأي من الشوارع التجارية الكبرى ستكشف أن الحال لا يختلف كثيراً، فمعظم أسماء المحال مكتوبة بحروفها الأجنبية‏‏، وكأن لغتنا الجميلة تعجز عن تسمية محل أو أن هذه المحال موجودة في دولة أجنبية لا تتحدث العربية‏. تعصب لغوي تقول الدكتورة وجيهة مكاوي أستاذ اللغة العربية بجامعة قناة السويس: لغتنا تعاني في ظل الإهمال العمدي لتعلمها، والدليل أنك لو سألت أي أب عن المدرسة التي يريدها لابنه أو ابنته، ستفاجأ أن معظم الآباء يتمنون إلحاق أبنائهم بالمدارس الأجنبية، وهذا الأمر يؤكد أن اللغة العربية أصبحت غير مقبولة من بعض أبنائها، متصورين أنهم بذلك حشروا أنفسهم في زمرة العالم المتحضر ولابد أن ندرك أن عدم الحفاظ على اللغة خيانة مقصودة لتراث الأمة وحضارتها، والحق أن الوقت قد حان لإحداث تغييرات جوهرية في مناهج التعليم للغة العربية. ألفاظ دخيلة وتضيف مكاوي أن واجب كل عربي ومسلم أن يلتزم باللغة العربية في كلامه خلال تعاملاته اليومية، لأن لغتنا أساس الدين الإسلامي والحضارة الإسلامية، ومن يلتزم بها، فإنما يعبر عن انتمائه، فكل شعوب العالم تعتز بلغتها وتتمسك بها وتتعصب لها، فهناك في كل دول العالم الغربي قوانين تجرم إهانة اللغة القومية لكل بلد، ولذلك فنحن نطالب الأمة العربية بالمحافظة على لغتها من أي ألفاظ أجنبية دخيلة. خطر الفضائيات من جانبه، يقول الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: اللغة العربية تعرضت لإهمال شديد أدى لتعرضها للتشويه، ويكفي أن نشير إلى التشويه المتعمد من جانب الفضائيات للغة العربية، ويكفي أن هناك فضائيات تعمل اليوم على بث برامجها بالعامية . وتابع: إهمال اللغة العربية جعل الشباب لا يجيدونها، وبالتالي لا يقدمون على قراءة الكتب الدينية الصحيحة التي تقدم لهم التفسير الصحيح للمفاهيم والمصطلحات الدينية ليتأثروا بهؤلاء الذين يروجون لهم المعلومات المغلوطة عن الدين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة وأن هؤلاء المتطرفين الذين يسوقون معلومات مغلوطة ويحرصون على استخدام اللغة التي يفهمها الشباب واستخدام لغات غير عربية أو لهجات عامية لا علاقة لها باللغة العربية من قريب أو بعيد، لذلك فإن إهمال الشباب والنشء للغة العربية هو بداية سيطرة الأمية الدينية عليهم وبالتالي خضوعهم لكل من يسوق أمامهم معلومات دينية خاطئة وعلى رأسها الجماعات المتطرفة والإرهابية. ويستطرد الدكتور هاشم: أضف إلى ذلك السلوك الغريب لهيئاتنا وشركاتنا الموجودة على الأراضي العربية التي نفاجأ بها ومعها البنوك وبعضها وطني للأسف الشديد تستخدم أي لغة إلا اللغة العربية في مخاطباتها الرسمية، وحتى على المستوى المجتمعي نجد بعض من أجاد لغة غير العربية يحرص على خلط حديثه كله ما بين اللغة العامية وتلك اللغة لا لشيء إلا للتفاخر والتباهي. لغة التشريعات الإنسانية رفض الدكتور حسن الشافعي رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة، مقولة أن اللغة العربية في خطر قائلاً: اللغة العربية بخير وستظل بوصفها لغة القرآن الكريم التي اختارها الله تعالى ليصدر تشريعاته للإنسانية كلها، ولكن هذا لا يعني أن اللغة لا تتعرض لأخطار بالغة ومن أهم تلك الأخطار، الخطر الخارجي ويتمثل في العولمة والقصور في حركة الترجمة، أما الخطر الداخلي فيتمثل في تقصير أهلها وهو ما أدى إلى غزو اللغات الأخرى للعربية في عقر دارها نتيجة ضعف تعليم العربية أو سوء تقديمها. مجامع اللغة وعن كيفية استرجاع الهيبة للغة القرآن، يقول: نحن من جانبنا ومعنا كل مجامع اللغة العربية في الوطن العربي نعمل على صيانة لغة القرآن والحفاظ عليها ولكن يتبقى الدور الأهم وهو دور حكومات الدول العربية والإسلامية فهي مطالبة بمواقف حازمة وقرارات وتشريعات ملزمة على أعلى المستويات لحماية اللغة العربية .
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©