الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبوظبي تحتضن «جائزة نوبل الإنسانية» وتكرّم 10 مؤسسات خيرية

أبوظبي تحتضن «جائزة نوبل الإنسانية» وتكرّم 10 مؤسسات خيرية
11 ابريل 2010 21:21
ما أجمل أن تقضي نصف يوم مع مجموعة من الأطفال الذين تترجم لك عيونهم البريئة حباً كبيراً وعشقاً فريداً، يحسون بإحساسك، فإن كنت صادقاً معهم أحبوك، وإن كنت تمثل عليهم نبذوك، هم من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، تتفاوت إعاقاتهم وأعمارهم من طفل لآخر، عددهم 12 يتناسب وعدد الجوائز الإنسانية النبيلة، إذ كثيراً ما نسمع عن جوائز في الثقافة والأدب، الفن والطرب، لكن هذه الجائزة استوحيت فكرتها من تلك الجائزة التي منحت العام الماضي لمؤسسات خيرية في أميركا، وبهذه الخطوة تثبت الإمارات العربية المتحدة للعالم بأسره أنها دائماً سباقة في إبداع الجديد ونشر الخير العميم، فالاهتمام بالأعمال الخيرية والإنسانية كان نهج مؤسسها وبانيها «الوالد زايد» رحمة الله عليه، والذي يسير وفقه حكامها وقادتها على نهجه. هناك وفي قاعة كبيرة داخل حضانة «ليتل سمارتيز» بمدينة خليفة أ، بأبوظبي، وخلال ورشة العمل التي نظمتها مؤسسة «نهتم للمسؤولية الاجتماعية»، وبإسهام مؤسسة زايد العليا للأعمال الإنسانية، انكب أطفال ذوو احتياجات خاصة، ينتسبون إلى أربع جهات راعية هي: مركز النور لذوي الاحتياجات الخاصة من أبوظبي، أبل انترناشيونال سكول» من دبي، مركز أبوظبي لإعادة التأهيل التابع لمؤسسة زايد العليا، ومدرسة أبوظبي الكندية، انكبوا على وضع تصاميم ونقوش ستدمغ المكافىء المعدني للجائزة، ناهيك عن بعدها المعنوي الذي سيكون بالغ الصلة مع عزيمتهم الصادقة، الساعية بصبر وجهد لاجتياز المسافة التي تفصلهم عن الأسوياء. وقد أمضت جريدة «الاتحاد» نصف يوم مع أولئك الأطفال الرائعين من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهم منهمكون في رسم ما بدا لهم من أشكال ومناظر على الجوائز العالمية، فكان اللقاء الحميم، الذي مزج بين السذاجة والبراءة، لقاء نقي بنقاوة قلوبهم، وصافي بنضارة وجوههم. وكانت الفكرة هي الشابة جنين منصور، صاحبة ومؤسسة فكرة «جائزة نوبل الإنسانية»، التي يتشابه اسمها عرضاً مع مثيلتها العالمية الشهيرة، تقول إنَّ الفكرة راودتها منذ عام تقريباً، لكن الأصل والتأسيس كان أميركياً محضاً: «لقد جاءتني فكرة تأسيس جائزة هدفها تكريم تلك الجهات التي تساعد المجتمع، وتقدم له خدمات إنسانية، فهي مؤسسات غير ربحية وإنما اجتماعية محضة، ولكوني امرأة ذات شخصية إعلامية، قررت أن أؤسس هذه الجائزة لأسلط الضوء قليلاً على هذه الجهات التي تقدم أعمالاً إنسانية نبيلة» . أما عن النسخة العربية، فتقول جنين: «بما أنني أعيش بين كاليفورنيا والإمارات، فقد أحببت أن أجعل للجائزة نسخة عربية، متخذة من الإمارات العربية المتحدة مكتباً رئيسياً ودائماً لها في الشرق الأوسط، فدولة الإمارات مشهورة بمواقفها الإنسانية ومساعداتها في الشؤون الاجتماعية، سواء كانت محلية، عربية أو دولية». الجهات المكرمة تسعى «جائزة نوبل الإنسانية» الى تكريم تلك المؤسسات الخيرية التي تساعد المجتمع، وتوفر له كل الدعم فيما يخص الفئات التي تعاني من أمراض أو مشاكل خلقية كفئة ذوي الاحتياجات الخاصة. وستكرم الجائزة في دورتها الأولى في الإمارات والشرق الأوسط، 10 مؤسسات خيرية تتميز بالمعايير الجيدة في مستوى الخدمة الاجتماعية المقدمة، إضافة إلى تكريم جهتين ستكونان مفاجأة الحفل. وسيقام حفل توزيع الجوائز في أبوظبي في 24 من الشهر الجاري، بحضور عدد كبير من المشاهير والنجوم. وفي هذا الشأن تقول جنين: «إن الهدف الأساسي من الجائزة هو التوعية بهذه الجمعيات، وإبراز دورها والإسهام في زيادة العمل الإنساني وتعزيز ثقافة التبرع». وأوضحت جنين أنه تم البحث عن الكثير من المؤسسات الخيرية التي تعمل في المنطقة، وتم اكتشاف الكثير من الجمعيات غير المعروفة، ومن هذه المؤسسات «مؤسسة دبي للتوحد، ودبي كيرز، وغلف فور غود»، إضافة إلى جمعيات عالمية، منها «أمنية، وجمعية أصدقاء مرضى السرطان، ولايف فور ريليف التي تعنى بالكوارث الطبيعية»، إضافة إلى «نهتم» و«مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية». معايير الاختيار عن المعايير المتخذة في اختيار الجهات المكرمة، يخبرنا إبراهيم سعد حمدان الهدار، رئيس مؤسسة «نهتم للإعلان الاجتماعي» قائلاً: «تتمحور المعايير في أن تكون المؤسسات غير ربحية، وموافقاً عليها من قبل الحكومة، إضافة الى النظر في البرامج التي تقام والمتطوعين، والشفافية في استخدام التبرعات من أموال وما شابه». من جانبها، تخبرنا ايزابيل لوبون بونوسامي، نائب الرئيس لدى مؤسسة «نهتم للمسؤولية الاجتماعية»: «لقد قمنا بالاتصال بالمؤسسات والمراكز التي تعنى بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وكلنا ثقة بالترشيحات التي يقدمها أولئك المسؤولون في اختيار الأطفال الذين شاركونا في رسم ونقش صور خاصة بهم، ومن إبداعهم على سطح أو بالأحرى واجهة الجائزة» وأكدت جنين منصور، «أن التحضير للجائزة تخلله الكثير من الزيارات للمؤسسات، وكانت المؤسسات متعاونة، فقدمت لنا الأفلام المصورة وبعض الجولات، الأمر الذي ساعدنا في التعرف إلى عمل هذه المؤسسات». واعتبرت جنين أن الهدف الأساسي من الحدث نفسه، هو «التوعية ببعض الأعمال الخيرية التي تقدمها هذه المؤسسات، وبالتالي كيفية عملها، لتعزيز ثقافة العمل الخيري والتبرع». أشهر المطربين أكدت جنين أن حفل التكريم الذي سيقام في 24 أبريل المقبل بقصر الإمارات، سيشهد مشاركة مجموعة من الأسماء اللامعة في العالم العربي والغربي، ولفتت إلى أنه تمت دعوة الكثير من الفنانين، ومن الذين أكدوا حضورهم، راغب علامة، وحسين الجسمي، وكارول سماحة ونانسي عجرم، وإلهام شاهين ومصطفى شعبان، وسامي يوسف وإيهاب توفيق ورضا العبدالله. وقد نوهت جنين، أن الأطفال وأهاليهم، وحتى الحضور، يفضلون الاستمتاع بأغانيهم المفضلة ومشاهدة أشهر المطربين الذين سيشاركون وسيحضرون خصيصاً لهم، ولفتت إلى أن الحفل سيتخلله كذلك أفلام وتقارير توعوية بالمؤسسات التي ستُكرّم، حيث سيُعرض تقرير عن عمل كل مؤسسة والأسباب التي أدت إلى نجاحها. أنتونيو بانديراس عن تصميم شكل الجائزة الأصلي، تخــبرنا ماديس حداد، مســؤولة العلاقات العامة لدى all 4 media: «ان الممثل الأميركي المشهور، أنتونيو بانديراس، هو من صمم شكل الجائزة بأميركا، وقد أحضرت الجائزة، ليتم تصميم 12 نسخة على نفس التصميم، ولكن برسومات من إبداع 12 طفلاً من ذوي الاحتياجات الخاصة، لذلك ستكون كل جائزة وحيدة ولا مثيل لها، حيث يقوم الأطفال بالرسم على قوالب الشمع لتصب بعدها في قوالب البرونز». يحسون بك! المدرِّسة هدى، أو كما يلقبها الجميع، أبلة هدى، أم مثالية، ومربية في مركز النور بأبوظبي، تتعامل مع أولئك الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بكل حب واحترام، تجلس هناك الى جانبهم، فتنصحهم وترشدهم، توجههم وتنظر في مطالبهم. وعن مشاركتها في هذه الجائزة الإنسانية النبيلة، تقول: «نحن من مركز النور بأبوظبي لذوي الاحتياجات الخاصة، وقد كانت لنا أكبر نسبة من الإسهام، حيث شاركنا بثمانية أطفال بأعمار وإعاقات متفاوتة». وعن تجربتها وطريقة تعاملها مع هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة، تقول أبلة هدى: «إن الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، يحسون أكثر مما تتصورين، حيث إنهم إذا لم يشعروا بأنك تحبينهم فسيرفضون التعامل معك، والعكس صحيح، وحتى أنهم يشعرون بنفسية من يحبونه، فمثلًا منذ فترة قريبة، كانت لدي حالة وفاة بعائلتي، وحزنت كثيراً، وعندما ذهبت الى المركز أحسست بحنانهم ودفئهم، فكانوا لي الصدر الحب وبمثابة الأم الحنون، حيث ألحوا علي بالسؤال، إلى أن علموا ما أصابني»! أطفال مبدعون أسماء، طفلة عمرها 12 ربيعاً، يمنية الجنسية، تنطق وتتكلم في حال ما إذا خاطبتها باستخدام الإشارات، طفلة صغيرة موهوبة، رسمت صورة جميلة على قالب الشمع، وحينما سألتها باستخدام إشارات اليدين، أجابتني:»لقد رسمت وروداً جميلة، وشمساً ساطعة، وهذا المنزل هو بيتنا الذي أقطن به، تحيط به الأزهار». أما عبد الرحمن ذو ال14 عاماً، فقد نقش رسومات جميلة، تمثل أشكالاً مختلفة لحيوانات، كالكلب، القط ،والعصفور. وهناك، جلست دينا، الشابة ذات 22 ربيعاً، شابة جميلة متحجبة، تعاني من إعاقة في السمع، دخلت المركز وهي طفلة صغيرة، لكن مهاراتها تطورت فهي تستطيع أن تقرأ حركة الشفاه لتفهم ما تقوله لها، وحينما سألتها ماذا رسمت؟ أجابتني، مستخدمة الإشارات الحركية، بأنها رسمت خريطة فلسطين بلدها، وقد استوحت الفكرة من العقد الذي تضعه على رقبتها، فهي تريد أن تبعث برسالتها الى مختلف أرجاء العالم عن طريق هذه الجائزة الإنسانية النبيلة. ‏رسالة من جانبها ارتأت أبلة هدى أن تمرر رسالة عبر صفحات جريدة «الاتحاد» لكافة قرائها، قائلة: «إن تعاون أفراد المجتمع على اختلاف شرائحهم العمرية، يساعد ويسهم بشكل كبير في الاندماج مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، فهم أطفال مبدعون ويتمتعون بمواهب كثيرة، وأتمنى من الأهالي الذين لديهم أطفال من هذه الفئة، أن يحسنوا التعامل معهم ويكونوا صبورين، خاصة مع صغار السن منهم، قليل من الصبر وكثير من الحب، نكون قد أوفيناهم حقهم، إذ هم جزء لا يتجزأ منا».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©