السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خولة الحواي.. فنانة تجيد «لغة العيون»

خولة الحواي.. فنانة تجيد «لغة العيون»
19 يونيو 2009 00:04
خولة الحواي فنانة استطاعت أن توظف شغفها في تحسس مفردات الفن التشكيلي بأبعاده وصوره المتعددة النابع من الخيال والممزوج بعين الواقع، لتتسلل وبعمق إلى خفايا عالم الضوء فترسم بفرشاتها الرقمية ملامح الأعمال التي اقتنصتها ذاكرة كاميراتها، وتقدم لنا مفاهيم جمالية دقيقة تستنطق عبرها لغة العيون، فتحاور كل من تقع عيناه على أعتابها، لذلك جسدت خوله صوراً ولوحات ومشاهد كانت الطفولة هي بطلة أعمالها ومحورها الذي انطلقت من خلالها لرسم أبعاداً جمالية تحاكي براءة وعفوية الأطفال، وتقدم صورة متكاملة شكلاً ومضموناً. دخول بالمصادفة تقول خولة الحواي: طرقت بوابة عالم الضوء مصادفة في عام 2007 عندما وجدت نفسي بحاجة إلى استعارة كاميرا أخي من أجل إعداد تقرير مصور للجامعة، ففضولي ورغبتي في فك طلاسم هذه الآلة جعلاني أتعبث بها من حين إلى أخر، والتقط بها كل ما يحيط بي من جمال، عندها أدركت أنَّ هناك مسرباً أخر يجذبني إلى نهجه والسير فيه، هو فن من الفنون القريبة من الفن التشكيلي، إلا أنهَ نتائجه سرعان ما تراها بكبس زر، فيما الفن التشكيلي قد يحتاج إلى أيام لترى اللوحة بتفاصيلها ومفرداتها المتوازنة. وجدت نفسي مرغمة على تحسس جماليات فن التصوير الفوتوغرافي، وسبر أغواره، وتوجيه عين العدسة لترجمة الفكرة القابعة في ذاتي، وهي أراها تتدفق عبر مفاهيم الظل والضوء لتشكل لوحة غنية مختزنه الإحساس. لم أكن أعرف الكثير عن عالم التصوير والكاميرات الاحترافية، لذلك وبمجهود متواضع في البحث قررت شراء كاميرا. و بعد انتشار أعمالي خلال موقع فلكر، تواصل معي الأستاذ بدر العوضي الذي وجهني بالانضمام إلى جمعية الإمارات للتصوير الضوئي، وأعتبرها محطة البداية الحقيقة لي في عالم التصوير الضوئي. حيث تعرفت من خلال الورش والمحاضرات التي تقدمها الجمعية، وعبر إرشاد الأساتذة هناك، إلى الكثير من المفاهيم الضوئية التي كنت أجهلها، إضافة إلى عدد كبير من تقنيات وفنيات التصوير المختلفة. الإنسان أولاً تؤكد الحواي: الإنسان هو محور اهتمامي ، منذ أن تحسست بوادر الفن الذي بدأ ينمو في طيات نفسي. فبعد رسم الوجوه من وحي خيالي، أصبحت ألتقطها حقيقة، وأتعمق بالإيحاءات التي تحملها ملامح كل وجه تقابله عدستي. أؤمن بأن للتعابير الإنسانية قدرة هائلة على توصيل رسائل عديدة منتهجة صور عدة لإبرازها، وهي قد تكون جلية للآخرين، وقد يشوبه شيء من الغموض، وهذا الأخير هو ما أتلذذ بالتقاطه، وأصوب عدستي نحوه، فهي تعطي إحساساً مختلفاً عندما تصل إلى المتلقي، وقد تدفعه إلى فك رموزها ليتعرف عليها عن كثب. فالأمر يتوقف أولاً وأخيراً على فهم خطوط الصورة والمغزى الفني من ورائها، عندها سنتغلغل في طيات هذه النفس، ونكشف ما يساورها وما يجول فيها. وبشكل عام، غالباً ما تكون لقطات البور تريه قريبة للنفس البشرية، فهي مشاهد تحكي واقعاً نلمسه، من الإنسان وإليه، ربما تعبر عن لحظات عاشها، وبالتالي الإحساس بها يجعل الصورة تبقى قابعة في ذاكرته طويلاً. أحباب الله من بين الوجوه التي وقفت عندها عدسة الحواي تصور أبعادها الجمالية وتعابيرها الرقيقة الناعمة الممزوجة بالشقاوة، هي تلك الوجوه الطفولية التي تحمل ملامح البراءة، وهي تعلل سلوكها بالقول: من لا يحب أحباب الله الذين هم زينة هذه الدنيا؟! فمنذ أن كنت طفلة وأنا أهوى جمع صور الأطفال من مختلف بقاع العالم، وأحفظها بين دفتي البوم صغير. أقلب صفحاته التي تنقلني عبر وجوه عدة لأجد نفسي وأنا طفلة في كل صورة تمر أمام ناظري، هكذا وجدت عدستي تبحث عن وجوه الأطفال الذين أرى في عفويتهم ما ندر وجوده في صور الكبار، فالطفل غالباً ما يجد صعوبة في التعبير عما بداخله من خلال الحروف، لكن عندما تلتقط له صورة عفوية ترى ما لا يمكن رؤيته عند تصوير أي فئة عمرية أخرى. فتعابيرهم العفوية لها قدرة على جعل المشاهد يشعر برغبة في تأمل العمل لمدة أطول حتى يكتشف أحاسيس لا يمكنهم البوح بها. الطبيعة أيضاً هناك تضيف الحواي قائلة: إنَّ عشقي لتصوير الوجوه لم يمنعني إطلاقاً من تصويب عدستي نحو الطبيعة الساحرة بتفاصيلها الدقيقة، ومفرداتها التي تشدك رغماً عنك إلى تأمل روعتها والبحث في طياتها عن لوحات وصور تنطق بعظمة الخالق عز وجل، وهي لقطات غالباً ما تضيف روح للجمادات أو الأشكال الصامتة، وتشعر المتلقي بأنَّ هذا الجماد عبارة عن شخص يبث أحاسيسه، ويحاورك عبر زوايا الصورة. كثيرة هي الأعمال التي تربطني بها علاقة وألفة خاصة، ولكن تظل أجمل صورة بالنسبة لي هي التي نجحت من خلالها وبعمق في إيصال الفكرة أو الرسالة عبر أيقوناتها إلى المتلقي. تشكيل ضوئي من جانب آخر، نجد أن التشكيل اللوني البديع التي تطلقه عدسة الحواي حكاية خاصة، حكاية مرتبطة بخلفيتها الفنية التي تركت بصمة واضحة في عالم الضوء، نظراً لكونها تنتمي لمدرسة الفن التشكيلي، مما ترك أثرا إيجابياً على طبيعة الأعمال التي تقوم بإخراجها. فهي تعتبر أعمالها الفوتوغرافية لوحات تشكيلية مستمدة من الواقع بأبعاده ومفرداته الحية. وحول أهمية استخدام برامج المعالجة الفنية لإبراز جمالية العمل، تؤكد خولة أن استخدام هذه البرامج تخلق إضافات واقعية وتعزز الكادر الأصلي في العمل، كتعزيز الإضاءة في زوايا معينة من الصورة و تقليلها في الأخرى، أو تعديل الحرارة اللونية. وهناك فئة أخرى تستخدم هذه البرامج لخلق لوحات منفردة في فكرتها و دمج أكثر من صورة لتكوين ما يسمى بـ»الدجتال آرت» أو الفن الرقمي. وفي مقابل ذلك نجد الكثير من المصورين قد يسيئون استخدام مثل هذه البرامج و بدلا من تعديل الصورة يقومون بتشويهها بالمعالجة الشديدة والمبالغة فيها. نصائح تقدم الحواي بعض النصائح لهواة هذا الفن بأن يتم تحديد النقطة أو الموضوع الذي يرغب أن يصور أبعادها الجمالية بزواياها المختلفة، ثم معرفة أساسيات استخدام الكاميرا، أما بالنسبة إلى الذين يطمحون إلى الوصول لمستويات أعلى فيجدر بهم تعلم فن إخراج الصورة، وأساسيات الأعمال الفنية، سواء عبر الاطلاع على أعمال فوتوغرافية أو فنية تشكيلية، فهي ستحدد مدى ما يملكه المرء من حس فني هو أساس إبداع الفنان الذي ينطلق عبره بثبات وقوة في رسم خطوطا جمالية متميزة. وتضيف قائلة: يجب أن يتحلى المصور بمعاني الصبر والإقدام ومواصلة العمل بصورة مستمر مع عدم الخنوع لعقبة الفشل التي قد تعترض طريقة والاطلاع على أعمال الفنانين المحليين منهم والعالميين، وكثيراً ما أشدد على وجود صفة الجرأة في الفنان كي يستطيع أن يقتنص اللقطة التي تداهمه على حين غرة بالسرعة والشكل المطلوب دون الالتفات إلى نظرات المحيطين به. إذ كثيراً ما ضاعت ونقضت مشاهد رائعة من ذاكرة كاميراتي نظراً لكوني لم أكن أملك الجرأة الكافية للوقوف بالكاميرا أمام الناس والتقاطها.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©