الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكتاب يدفع اليمنيين إلى هجرة الفراغ وزيارة معارضه

الكتاب يدفع اليمنيين إلى هجرة الفراغ وزيارة معارضه
19 يونيو 2009 00:10
يحفل المشهد الثقافي في اليمن هذه الأيام بإقامة معارض عدة للكتاب لتشجيع القراءة والحفاظ على مكانة الكتب المؤلفة في شتى المعارف والعلوم. إضافة إلى إقامة فعاليات متنوعة ما بين مهرجانات وندوات ومعارض تشـــــكيل وتراث شـــــعبي وأزياء وأشــــغال يدوية وفوتوغرافيا ومخطوطات، ومسابقات وأنشطة أخرى بين الأماسـي والليالي الشعرية والقصصية، وحلقات النقــــــاش وتوقيع الإصدارات الجديدة وحفلات تكريمية وغيرها، بما فيها البرامج الثقافية للمراكز العربية والأجنبية في اليمن. كانت الأكثر تأثيراً في الفعاليات إقامة معارض للكتاب مخفضة الأسعار كالمعرض الذي نظمته مجموعة «الجيل الجديد» بصنعاء خلال الأسبوعين الأولين من يونيو الحالي. ألف عنوان جاء تدشين الدكتور فارس السقاف، رئيس الهيئة العامة للكتاب في اليمن لمعرض «التخفيضات الأول للكـــتاب» ضمن خيمة نصبت بميدان التحرير إيذاناً بتهجـــير اليمنيين من الفراغ إلى وقت القراءة والاستفادة، فمع سوء الأحوال المادية تم تخفيض الأسعار بشكل أتاح للكثيرين اقتناء الكتب التي طرحت كل من (وزارة الثقافة، وهيئة الكتاب، وأمانة العاصمة) أكثر من ألف عنوان من أمهات الكتب وجديد الإصدارات لمؤلفين من داخل اليمن وخارجه. يقول السقاف: «إن الكتاب الورقي لا يزال يتمتع بحضور وإقبال كبيرين في ظل المنافسة في عصر تقنية المعلومات، ما يؤكد أن المستقبل مفتوح أمام صناعة الكتاب والنشر في اليمن، وثمن هذه المبادرة من قبل القطاع الخاص عبر مجموعة الجيل، داعياً بقية الجهات إلى المساهمة بفاعلية في دعم الكتاب ونشر ثقافة القراءة والتطلع إلى المعرفة من خلال إقامة مثل هذه الأنشطة». فيما يقول عبد الله محسن- مدير قسم الكتب في المجموعة المنظمة: «إن المعرض يشجع على اقتناء الكتاب عبر تقديم تخفيضات تتراوح بين 30- 70% عن الأسعار الأصلية للكتب. وتتوزع مجالات العناوين في المعرض بين أدبية ودينية وتاريخية وعلمية، وسعينا إلى تقديمها بأسعار بين 50- 300 ريال. ويكتسب المعرض أهميته من خلال توفيره الكتاب للقارئ اليمني بأسعار مخفضة تتناسب وقدرته الشرائية، وتساهم في نشر ثقافة القراءة في المجتمع». تنوير المجتمع يشيد الزوار بالمعرض ومجموعات الكتب التي يوفرها وتلبي معظم الاحتياجات الثقافية، إذ يقول عبده صالح- مواطن يمني: «إن المعرض يوفر للقارئ الكتب بثمن مخفض كعامل تشجيعي يساهم في عودة الناس إلى القراءة، فالثقافة تكسب مهارات عالية، والأدب قراءة واطلاع، والعلم كتاب». فيما تقول سليمة- جامعية: «لكل شعب هويته، وهوية الشعوب في ثقافاتها، لذا فالهوية اليمنية هي إسلامية عربية.. ومثل هذا المعرض يدفع الناس للاطلاع على تاريخهم وثقافتهم، وكذلك ثقافات الشعوب المختلفة، فالكتاب هو الأساس وسيبقى». بينما قال فؤاد سريع- قارئ: «إن تخفيض أسعار الكتب وفق توجيهات وزارة الثقافة، وتعاون ومساهمة القطاع الخاص وكل الفعاليات التي أقيمت وتقام، ساهمت في إنجاح المعرض، فلقد لجأت إلى قراءة الكتاب حتى أمتع نفسي بالثقافة الدينية والسيرة النبوية في المقدمة، إضافة إلى التعرف إلى سيرة الصحابة والشخصيات الإسلامية والتاريخية». خير جليس يشكل المعرض الأول للكتاب مخفض الأسعار، نواة لمعارض قادمة، فهو يشجع على القراءة وقتل الفراغ والاستمرار مع الكتاب كصديق ومعلم -بحسب الدكتور عبد الله عمر- وأضاف: «إن المعرض بادرة طيبة تستحق الاستمرار والاهتمام من قبل الجهات المعنية القائمة على تنظيمه، دفعت بمختلف فئات المجــتمع أن يعتبروا الكتاب صديقا لهم». أما زهرة محمد مدرسة ثانوي، تقول: «نجح المعرض في استقطاب الكسالى من الناس والذين هم بلا عمل، ودعي الناس من البيوت لكي تأتي إليه الأسرة بكامل أفرادها لأن كل منهم سيلقى طلبه، الطفل والمرأة والرجل. فنجاح المعرض يقاس بتفاعل الآدباء والكتاب والمثقفين ومختلف المكونات الاجتماعية الفاعلة؛ مع هذه التظاهرة الثقافية التي قربت المسافات بين الكتاب والدارسين والباحثين والمثقفين والقراء الفقراء والميسورين والمهتمين بالكتاب، وساهمت في توسيع دائرة نشر المعرفة وتكريس ثقافة انتشار الكتاب وتوفير سبل الحصول على الكتاب بسهولة ويسر حتى إن العديد من القراء وجد ضالته من الكتب». من جهته قال أيمن محمود علي- طالب: «حقق المعرض هدفه في إيصال الكتاب بمختلف مواضيعه إلى عدد كبير من المواطنين، وقد اتسعت الطاقة القرائية في اليمن بشكل لافت سواءً من خلال اتساع الكليات الجامعية (الحكومية والخاصة) المشتملة على مختلف التخصصات أو من خلال ازدياد عدد المدارس والمعاهد الفنية التخصصية. ولهذا فإن المعرض يهدف إلى مساعدة عشرات الآلاف من الطلاب والأكاديميين والباحثين، بتوفير المراجع لهم عبر الاقتناء الفردي، أو عبر اقتناء المؤسسات المعنية لهذه المراجع بما يرفد مكتبات المؤسسات بكل ما هو جديد والتشجيع على إنشاء مكتبات جديدة. في حين اكتفى أحد باعة الكتب (من فريق الإشراف على البيع) بالقول منشداً: «أعز مكان في الدنى سرج سابح .... وخير جليس في الأنام كتاب». (كادر) إضاءات زار المعرض خلال فعالياته أكثر من 300 ألف زائر بين شخصيات مثقفة وأكاديمية وطلاب مدارس من جميع المراحل، إضافة إلى رجال الدولة والمؤسسات والهيئات والقطاع المدني والعسكري. وينظم المعرض في ميدان فسيح وسط العاصمة وداخل مخيمات مترامية الأطراف ليشكل بذلك تظاهرة ثقافية واجتماعية كبيرة، حيث ضم المعرض جناحاً للكتب الدينية، خاصة «السيرة النبوية» وكتب أخرى تصدرتها كتب طه حسين، وكان من الأجنحة الأكثر تميزاً أجنحة الصم وذوي الاحتياجات الخاصة ومراكز الأسر المنتجة، التي بادرت إدارة المهرجان بتخصيصها لهم.. فيما برزت في المعرض المجلدات الكاملة من بينها «تفسير القرآن» للطبري، و»تاج العروس» ومؤلفات العقاد وأديب اليمن الكبير عبد العزيز المقالح.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©