الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحجاب عصمة وليس قيداً على حرية النساء

الحجاب عصمة وليس قيداً على حرية النساء
19 يونيو 2009 00:10
جاء دفاع الرئيس الأميركي باراك أوباما عن الحجاب، خلال خطابه بجامعة القاهرة مؤخراً، بعد تاريخ طويل من الهجوم على هذا اللباس الإسلامي من جانب كثير من المغرضين، بل ظل الحجاب أحد المنافذ التي يتم من خلالها الهجوم على الإسلام في الداخل والخارج، فقد ادعى البعض أن الإسلام ظلم المرأة لأنه يقيدها بزي معين فلا يسمح لها أن تظهر شيئاً من جسدها وهو بهذا يلغي شخصيتها ويقيد حريتها ويعطي الرجل الحق في التسلط وفرض وصايته على المرأة. أعداء الإسلام الدكتورة عفاف النجار - الأستاذ بجامعة الأزهر- تفند هذه الادعاءات الباطلة، قائلة إن الحجاب وسيلة من وسائل تنظيم العلاقة بين الرجل والمرأة وهذا التنظيم ضروري لتعاون الجنسين على عمارة الأرض بالخير وكل منهما مأمور به ومكلف بالحفاظ عليه، ولذلك كان مفروضاً قبل الإسلام في الأديان السماوية وموجوداً في التشريعات الوضعية ولكن أعداء الإسلام زعموا أن الحجاب شأن إسلامي تفرد به الإسلام عن غيره من الديانات. وأضافت أن الإسلام كرم المرأة وجعلها عفيفة وصانها من أعين العابثين وطلب منها أن تصون جسدها وتحفظه من اللاهين، حيث إن تعرية الجسد لا تليق بالحرة بل هو عمل حيواني الهدف منه إثارة الغرائز والفتن ولا يمكن اعتبار العري حضارة وتقدما، فالمرأة جوهرة في نظر الإسلام يجب أن تصون نفسها في عفة وإجلال. نساء الجاهلية وقالت إن الحجاب الذي فرضه الإسلام على المرأة لم يعرفه العرب قبل الإسلام، بل لقد ذم الله تعالى تبرج نساء الجاهلية، فوجه نساء المسلمين إلى عدم التبرج حتى لا يتشبهن بنساء الجاهلية، يقول الله تعالى: «ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن» النور 31، فقد كان من ضمن عاداتهم الذميمة خروج النساء متبرجات كاشفات الوجوه والأعناق باديات الزينة، ففرض الله الحجاب على المرأة مع الإسلام ليرتقي بها ويصون كرامتها، ويمنع عنها الأذى، ويقول الحق سبحانه، «يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين» الأحزاب 59. وأوضحت أن الحجاب في الإسلام فرض أساسي ثابت بإجماع المسلمين ومن كافة مصادر التشريع الإسلامي وأحكامه ترتبط بكثير من العبادات والمؤثرة في صحتها وقبولها وبطلانها في الصلاة والحج والطواف والاعتكاف والسفر وغيرها من الفرائض والسنن، ولذلك فهو ليس مسؤولية المرأة وحدها وإنما هو واجب كل المجتمع الإسلامي، مشيرة إلى قول الرسول -«صلى الله عليه وسلم»- لأسماء بنت أبى بكر عندما دخلت عليه وعليها ثياب رقاق : يا أسماء إن المرأة إذا بلغت الحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وأشار إلى وجهه وكفيه. قمة الطهر وقالت: يحرص الإسلام على تربية المرأة حتى تكون ذات خلق ودين فالهدف من هذا التهذيب أن تصل المرأة إلى قمة الطهر والكمال قبل أن تصل إلى قمة الستر والاحتجاب، لأن الإسلام لا يريد جانبا دون الآخر وإنما يسعى إلى تكامل الشخصية وصلاحها الداخلي والخارجي، ويقول الله تعالى: ولباس التقوى ذلك خير الأعراف 26. وأكدت أن الإسلام وضع تشريعاً متكاملاً يرسي قواعد الأخلاق والمثل التي تحمي الإنسان وستر العورات حتى داخل البيوت عن غير المحارم الذين حددتهم آيات القرآن الكريم ومنهم الصبيان إذا بلغوا الحلم. حيث أمر الله بالعفاف وحرم الزنى وأقر الزواج وأباح إمكانية التعدد فكان لابد لكمال التشريع من الأمر بدرء ما يوصل إلى عكس ذلك كله فأمر بالحجاب وبغض البصر وبعدم الخلوة بين الرجل والمرأة. دعاة السفور وأشارت إلى أن السياق القرآني لآية الخمار يبين أن العلة هي العفاف وحفظ الفروج وليس في حجاب المرأة ما يمنعها من القيام بما يتعلق بها من الواجبات وما يسمح لها به من الأعمال، ولا يحول بينها وبين اكتساب المعارف والعلوم، بل إنها تستطيع أن تقوم بكل ذلك مع المحافظة على حجابها وتجنبها الاختلاط المشين. وتقول إن كل المقولات التي يرددها البعض حول أن الحجاب لا يتفق مع ظروف الحياة المعاصرة أو أنه يحرم المرأة من التمتع بمباهج الحياة وأنه يعوقها عن الإسهام في خدمة المجتمع وتطوره وأنه يحرمها من الحرية الشخصية وغيرها من مقولات دعاة السفور، مزاعم مرفوضة ولا يقرها الشرع والعقل. حد الاعتدال وتؤكد أن المرأة المسلمة تستطيع أن تمارس حياتها الطبيعية وتتعلم وتعمل دون أن يعوقها الحجاب أو يحد من سعيها وتحركها ولا يمكن أن يكون العري والتحرر المطلق والخروج على شرع الله هو السبيل الذي يمكن المرأة من القيام بدورها أو التمتع بمباهج الحياة والمشاركة في أعباء المجتمع، والحق تعالى يقول: «ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون « الجاثية 18. وأكدت أن الإسلام أمر بالحجاب تهذبا للغريزة وترويضا لها وما من شيء حرمه الله إلا جعل له بديلاً من الحلال فليست المنافذ كلها مسدودة على الغرائز، وإلا كان التشريع عبثاً، والطريق السليم لنشاط غريزة الجنس هو الزواج والحجاب الشرعي يوقف الغريزة عند حد الاعتدال لا يريد أن يميتها ويقضى عليها ولا يقويها بشكل يدعو إلى الخطر على الشخص وأسرته وعلى المجتمع.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©