السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مفتي مقدونيا: نقدر الدعم الكبير من الإمارات لإنشاء كلية للدراسات الإسلامية

مفتي مقدونيا: نقدر الدعم الكبير من الإمارات لإنشاء كلية للدراسات الإسلامية
19 يونيو 2009 00:12
الشيخ سليمان أفندي رجبي مفتى مقدونيا ورئيس الاتحاد الإسلامي من أبرز العلماء في منطقة البلقان، يقوم بجهود متميزة في خدمة الدعوة الإسلامية والحفاظ على الهوية لمسلمي مقدونيا، وصدر له أكثر من 20 كتاباً باللغة الألبانية - تنطلق من المفهوم الصحيح للفكر الإسلامي المعتدل الذي ينبع من عقيدة المسلمين. يرى فضيلة مفتى مقدونيا أنه لا يمكن حصر الفكر الإسلامي في مجموعة من العقائد والعبادات والفقه. وأشار في حواره مع «الاتحاد» إلى أن المفهوم الضيق للدين لا يتناسب مع تعاليم الإسلام الصحيح الذي يدعو إلى تكامل نظامه دينياً ودنيوياً. تحدث عن أحوال المسلمين في مقدونيا اليوم، موضحاً أن الإسلام في مقدونيا أصيل وقديم فقد دخل هذه المنطقة قبل الفتوحات العثمانية لمنطقة البلقان ووصل حتى أوروبا الشرقية عن طريق التجار العرب عبر مدينة البندقية في إيطاليا، ولكن الانتشار الجماعي للإسلام كان في عهد الدولة العثمانية، ولذلك نعتبر أنفسنا مواطنين أصليين في مقدونيا، والإسلام دين أصيل هنا فهو لم يأت من الخارج وإنما يمتد في جذور الدولة. وتبلغ نسبة المسلمين في جمهورية مقدونيا التي استقلت عن الاتحاد اليوغوسلافي عام 1991 أكثر من 40 في المئة من عدد السكان البالغ مليوني نسمة. وأشار إلى أن الحكم الشيوعي السابق استمر حوالي نصف قرن وطبيعته كانت مختلفة عن النظام الشيوعي الذي كان يطبق في ألبانيا أو بلغاريا حيث كانت هناك ممارسات عنصرية تصل إلى حد تغيير أسماء المسلمين وإهدار حقوقهم، ولكن في مقدونيا كان النظام السابق اشتراكيا له صبغة شيوعية ولكنه كان نظاما معتدلا جدا في تعامله مع الطوائف الدينية حيث كان يصدر القوانين التي تسمح للطوائف الدينية بالعمل وخصوصاً الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية. ويضيف: نحن كمسلمين استفدنا من هذا الوضع كثيرا فقد تحركنا على كافة المستويات واستطعنا أن نؤكد حقوقنا التي تمكنا من الحفاظ على الهوية الإسلامية سواء في إنشاء الكتاتيب أو المدارس الخاصة أو إنشاء المساجد والمراكز الإسلامية. وضعية مختلفة وقال إن وضعيتنا اليوم تختلف عن وضعية الجاليات الإسلامية الأخرى الموجودة في أوروبا لأن هذه الجاليات لا تعتبر في نظر القانون الأوروبي من أبناء البلاد الأصليين وإنما جاؤوا من أجل العمل أو التجارة واستقروا وفتحوا بعض المراكز الإسلامية. أما في مقدونيا فإن المسلمين يشكلون أحد أهم الروافد الأصيلة في الدولة. ومقدونيا كانت جزءا من يوغوسلافيا السابقة ولكن بعد تفككها أصبحت دولة مستقلة ذات سيادة وهى دولة صغيرة ولكنها تحاول أن تكون ديمقراطية وهي تضم ديانات وطوائف مختلفة والعديد من العناصر العرقية. وأوضح أن الدستور المقدوني يعترف بوجود خمس طوائف دينية رئيسية وهي الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية ومنظمة الاتحاد الإسلامي والبروتستانتية والطائفة الدينية اليهودية رغم أن عددهم رمزي وقليل جدا. وأكبر طائفتين هما الكنيسة الأرثوذكسية والاتحاد الإسلامي ونحن على قدم المساواة من الناحية الدستورية والقانونية. • هل يوجد أعضاء مسلمون بالحكومة المقدونية؟ •• في أعقاب تفكك يوغوسلافيا أصبحت مقدونيا دولة مستقلة ذات سيادة ومن الناحية الدستورية. لا يمكن تشكيل حكومة شرعية تمثل كل أبناء الشعب المقدوني من غير تمثيل المسلمين وهذا الوضع ينص عليه الدستور والقانون ولذلك فالحكومة بها عدد من الوزراء المسلمين وحسب نص الدستور عندما يكون رئيس الحكومة أرثوذوكسياً مقدونياً يكون نائبه مسلماً البانياً ورئيس البرلمان إذا كان هو الأرثوذوكسي يكون نائبه البانيا مسلماً ويوجد عدد من الوزراء المسلمين وعندما يكون الوزير مسلما البانيا يكون نائبه أرثوذوكسيا مقدونيا وبالعكس ويوجد عدد من النواب المسلمين في البرلمان المقدوني حوالي 33 نائبا من 120 عضوا. الوقف الإسلامي • ما هو المذهب السائد في مقدونيا؟ •• من الناحية التاريخية المذهب الفقهي الذي كان له السبق في الدخول إلى مقدونيا هو المذهب الحنفي وقد اعتمد كمذهب رسمي للمسلمين في مقدونيا في كافة الأمور والمستجدات الشرعية التي تهم مسلمي مقدونيا ونحن نأخذ به في المعاملات حتى الآن ولا نتبع أي دولة في المذهب أو المرجعية الفقهية وهناك بعض التيارات التي تأخذ بالمذاهب الإسلامية الأخرى ولا توجد مشكلة في ذلك. • ما أبرز التحديات التي تواجه المجتمع المقدوني؟ •• المشكلة الأساسية التي تواجهنا ولا نستطيع حلها حتى هذه اللحظة، تتعلق بإعادة أملاك الوقف الإسلامي الذي صادرته الحكومة السابقة الشيوعية ونحن نعمل بكل قوة لاستعادته والحكومة شكلت لجنة خاصة لبحث هذه المشكلة وهذه اللجنة مهمتها إعادة الأملاك إلى الطوائف الدينية في الدولة، ونتوقع حل المشكلة تماما في الأشهر القادمة. كما نعانى نقص الإمكانيات التي تساعدنا على مواصلة تنفيذ مخططاتنا الدعوية والتعليمية وخاصة النقص الشديد في المكتبات الإسلامية التي توفر الكتب التراثية والثقافة الإسلامية ولدينا عدد كبير من الدعاة وجميعهم تخرجوا في جامعات العالم الإسلامي وهذا ساعدنا عندما تمكنا من إدخال مادة الدين في المدارس الحكومية حيث استطعنا توفير احتياجاتها من المدرسين المؤهلين وتفوقنا في هذا على الكنيسة الأرثوذكسية التي واجهت مشكلة عدم وجود كوادر دينية. ولكن في الفترة الأخيرة أصبح نقص التمويل مشكلة كبيرة تهدد بتوقف أنشطتنا وخاصة تسيير عمل المؤسسات الإسلامية القائمة التي تزيد من تحسين وضع المسلمين من الناحية الاجتماعية والاقتصادية أو في مجال التوسع في إنشاء الكتاتيب أو المدارس الإسلامية نظراً لأننا نعتمد على جهودنا الذاتية وهى محدودة. كلية الدراسات الإسلامية • وماذا عن تأهيل الدعاة والأئمة في مقدونيا؟ •• عندما استقلت جمهورية مقدونيا عن الاتحاد اليوغوسلافي لم يكن لدينا كمسلمين أي كليات للدراسات الإسلامية، ولذلك تبنى الاتحاد الإسلامي الفكرة وفى بداية التأسيس واجهتنا مشكلة نقص الإمكانيات المادية ولهذا لجأنا إلى دول إسلامية عديدة وذهبت إلى دولة الإمارات العربية المتحدة والتقيت صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة وكانت استجابته لنا مشهودة فقد مول مشروع الكلية بما يصل إلى أكثر من 90 في المئة من تكاليف إنشائها وبعد ذلك اشتركت في التمويل دولة الكويت وعدد من المنظمات غير الحكومية في العالم الإسلامي وأوروبا ولدينا علاقات طيبة مع الإمارات ومازال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي يدعمنا ونحن نعتبر كلية الدراسات الإسلامية في مقدونيا وقفا خاصا لسموه. تحصين الهوية الإسلامية في مقدونيا يؤكد الشيخ سليمان أفندي رجبي مفتى مقدونيا ورئيس الاتحاد الإسلامي أن التركيز ينصب حاليا على تقوية المناعة الذاتية لدى الفرد المسلم وتحصين الهوية الإسلامية وترسيخها وتأكيد قيم التعايش والتعاون والتآلف والانفتاح والابتعاد عن الانغلاق أو الانعزال عن المجتمع ولهذا نبذل جهودا كبيرة لتطوير عمل المراكز والمساجد الإسلامية لمواكبة التغيرات المعاصرة وإعداد جيل الأطفال والناشئة من المسلمين على مستوى التعليم المدرسي والجامعي من خلال تكثيف نشاطات التوعية الإسلامية المتوازنة وتعليم وتثقيف المرأة المسلمة ومساعدتها لإثبات وجودها ودورها في المجتمع، والتوسع في إنشاء الكتاتيب والمدارس الإسلامية. واضاف: لدينا حاليا ثلاث مدارس للفتيات ومدرستان للبنين ونعمل على تشجيع الالتحاق بكلية الدراسات الإسلامية التي تمنح شهادات معادلة مع جميع الكليات في الدولة.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©