الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الفتن والقلاقل وقود «الجيل الرابع من الحروب».. والعدو غامض

الفتن والقلاقل وقود «الجيل الرابع من الحروب».. والعدو غامض
17 مايو 2016 09:39
ناصر الجابري، ووام (أبوظبي) أكد المتحدثون في مؤتمر «الجيل الرابع من الحروب» الذي انطلق أمس في أبوظبي، أن «الجيل الرابع من الحروب»، جعل الصراعات الراهنة التي تشهدها بعض دول المنطقة أكثر تعقيداً من ذي قبل، لأن القائمين بهذه الحروب يكونون في بعض الأحيان أطرافاً غير منظورة، تسعى لإثارة الفوضى وعدم الاستقرار داخل الدول والمجتمعات. وأشاروا إلى أن هذه الحروب لا تستهدف تحطيم القدرات العسكرية فحسب، وإنما تعمل على نشر الفتن والقلاقل وزعزعة الاستقرار وإثارة الاقتتال الداخلي، مؤكدين ضرورة الاستعداد لهذه النوعية من الحروب جيداً من أجل مواجهة التحديات ومصادر التهديد المنبثقة منها، خاصة أنها تستهدف في الأساس تدمير النظام السياسي للدولة وزعزعة تماسكها الاجتماعي. وبرعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، شهد سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، جانباً من فعاليات مؤتمر «الجيل الرابع من الحروب» الذي ينظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في مقره بأبوظبي، وتتواصل فعالياته اليوم، وافتتحه الدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية. حضر افتتاح المؤتمر، معالي محمد بن أحمد البواردي وزير دولة لشؤون الدفاع، ومعالي سيف سلطان مبارك العرياني الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، وفضيلة علي بن السيد عبدالرحمن آل هاشم مستشار الشؤون القضائية والدينية في وزارة شؤون الرئاسة، وعدد من الخبراء والمتخصصين بالقضايا الأمنية والاستراتيجية والعسكرية. وأكد الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، في كلمته خلال الافتتاح، أن «الجيل الرابع من الحروب»، مفهوم يعبِّر عن الصراع الذي يتميز بعدم المركزية، من حيث تغيُّر أسس الحرب وعناصرها، ما يعني تجاوز المفهوم العسكري الضيق للحروب إلى المفهوم الواسع، حيث تُوظَّف «القوى الناعمة» في هذه الحروب إلى جانب الأدوات العسكرية «القوى الصُّلبة». وقال: «هناك الدولة التي تواجه ميليشيات عسكرية، ومجموعات إرهابية، وهناك وسائل الإعلام والقنوات التي تخدم التنظيمات والميليشيات بحيث تعمل هذه الوسائل على إنهاك الخصم وتدميره بشكل منهجي، وتعمل على تشتيت الرأي العام، حتى يتمكن الطرف المسيطر على الوسيلة الإعلامية من تحقيق أهدافه وتحطيم الخصم تماماً». وأوضح أن هذه الحروب لا تستهدف تحطيم القدرات العسكرية فحسب، وإنما تعمل على نشر الفتن والقلاقل وزعزعة الاستقرار وإثارة الاقتتال الداخلي أيضاً، وفي تعريف أوضح يمكن القول إنه جيل تسخير إرادات الآخرين في تنفيذ مخطَّطات العدو. وأكد أن الحاجة إلى دراسة مفهوم الجيل الرابع من الحروب تتعاظم بشكل كبير في ظل تغيُّر طبيعة الصراعات الدولية والإقليمية واحتدام التنافس الدولي والرغبة في الهيمنة على العالم وتضخُّم شبكة العلاقات الدولية، مع ظهور فاعلين جدد يتجاوز تأثيرهم الحدود الوطنية التقليدية، مستغلين تقدم وسائل الاتصال الحديثة والتكنولوجيا المتطورة. ولفت السويدي النظر إلى أن «الجيل الرابع من الحروب»، جعل الصراعات الراهنة التي تشهدها بعض دول المنطقة أكثر تعقيداً من ذي قبل، لأن القائمين بهذه الحروب يكونون في بعض الأحيان أطرافاً غير منظورة تسعى لإثارة الفوضى وعدم الاستقرار داخل الدول والمجتمعات، ولهذا كان من الضروريِّ تسليط الضوء في هذا المؤتمر على سمات هذه الحروب وأدواتها المختلفة، واستشراف آفاقها المستقبلية من أجل الاستعداد الجيد لمواجهتها بشكل فاعل وبنَّاء. وأكد السويدي، أن تنظيم المؤتمر يأتي من منطلَق حرص المركز على إيلاء أهمية قصوى للقضايا الاستراتيجية الكبرى التي ترتبط بأمن المنطقة والعالم واستقرارهما، خاصة في هذا الوقت الحسَّاس والمصيري الذي تمر فيه المنطقة العربية بجيل جديد من الحروب لم يأخذ بعد حقه من النقاش العلمي المستفيض، حيث أصبحت مسرحاً لهذا النوع من الحروب المدمِّرة، وهو «الجيل الرابع من الحروب». وأعرب، في ختام كلمته، عن أمله في أن تسهم نقاشات المؤتمر في بلورة منظور استراتيجي أكثر وضوحاً لهذا الجيل من الحروب، وأن يتمخض عن توصيات ومقترحات تسهمُ في فهم أفضل وأكثر عمقاً لمفهوم «الجيل الرابع من الحروب»، وبالتالي تساعد متخذي القرار على وضع السياسات والخطط المستقبليَّة المناسبة للتعامل معها. الطبيعة الغامضة وأشار معالي محمد بن أحمد البواردي وزير دولة لشؤون الدفاع، إلى أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في ظل ظروف تشهد فيها المنطقة حروباً وصراعات متعدِّدة، قادت إلى انهيار الدولة الوطنية، وتفكُّك مؤسساتها، كما يتزامن مع تصاعد خطر العمليات الإرهابية في معظم أنحاء العالم، وتحول الإرهاب ليكون الخطر الرئيس الذي يهدد الأمن والسلم العالميَّين. وتطرق البواردي في كلمته إلى سمات الجيل الرابع من الحروب، وأولاها الطبيعة الغامضة لهذه الحروب، وعدم وضوح أطرافها، وثانيها أن هذه الحروب لا تعترف بسيادة الدول، ولا تخضع لمبادئ القانون الدولي أو الإنساني، وثالثها أنها لا تحكمها أيُّ أخلاقيات، فهي ليست حرباً بين جيوش نظامية تخضع لاتفاقيات دولية ولقواعد القانون الدولي، وأخلاقياته، وإنما هي حروب تتم فيها مواجهة خصم يختلف أيديولوجياً وقيمياً وأخلاقياً. وأشار إلى أن ما يحدث في المنطقة من قبل المجموعات الإرهابية دليل على أننا دخلنا مرحلة جديدة من حروب الجيل الرابع، بعد أن أصبحت الجماعات الإرهابية تسيطر على مساحات من الأراضي، وتملك الكثير من الموارد، وتعمل على نقل عملياتها عبر الحدود. وشدَّد البواردي على ضرورة الاستعداد لهذه النوعية من الحروب جيداً من أجل مواجهة التحديات ومصادر التهديد المنبثقة منها، خاصة أنها تستهدف في الأساس تدمير النظام السياسي للدولة، وزعزعة تماسكها الاجتماعي. ودعا إلى ضرورة استخلاص الدروس والعِبَر من الماضي لمواجهة هذا الخطر، ومنع تهديد سيادة الدول، والمحافظة على وحدة أراضيها. وقال: «هذا يتطلَّب منا فهم الكيفية التي يجب أن تعمل بها القوات العسكرية الوطنية في ظل هذه المخاطر والتهديدات، كما يجب الاستعداد لحماية البيئة المعلوماتية، والعمل في الوقت نفسه على تطوير عقائدنا واستراتيجيتنا لمواجهة هذا الخطر، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمَّل مسؤولياته تجاه الدول التي تتعرض لهذه النوعية من الحروب، ويحول دون تعرُّضها للانهيار، وذلك بمنع تحكم المجموعات الإرهابية فيها». التآكل البطيء من جانبه، أشار معالي سيف سلطان مبارك العرياني، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، إلى أن الجيل الرابع من الحروب من الموضوعات بالغة الأهمية في الدراسات الاستراتيجية، وهو بحكم خصوصيته يثير من الأسئلة أكثر مما يقدم من الإجابات، وإذا كان الحديث عن جيل جديد من الحروب يعني انبثاق مميزات جديدة لها تتجاوز ما كانت عليه في الجيل السابق، فإن الجيل الرابع ينفرد من حيث هو صنف مختلف لا ينفي أشكال الأجيال السابقة بل يستوعبها كلها. وأضاف «إن هذا الجيل من الحروب يهدف إلى الدفع بالدولة نحو التآكل البطيء والانهيار الداخلي والتفتت، إلى الحد الذي يسمح بالسيطرة عليها، وفرض واقع جديد على نظامها الحاكم، مع تأزيمه وتشويه صورته». وأوضح أن هذه الحروب تعمل على تجنُّب السلبيات التي تخلِّفها عادة الحروب التقليدية، لاسيما مشاعر العداوة التي تنتاب شعب الدولة المغلوبة تجاه الدولة الغالبة، وللوصول إلى هذه الغاية، يتم استعمال جملة أدوات داخلية وخارجية، وتتم الاستعانة بوسائل الاتصال الحديثة، ويقع توظيف التطور التكنولوجي لتشديد الخناق على الدولة المستهدَفة وحرمانها أي مساعدات إقليمية أو دولية. وقال: «تبقى أهم تلك الأدوات ماثلة على مستوى تأجيج مشاعر الغضب وإثارة العمليات الإرهابية والنعرات الطائفية، لتشجيعها على رفع المطالب الانفصالية بمسوِّغ مزاعم تعرُّضها للاضطهاد والتمييز، وكذلك إثارة القضايا المثيرة للرأي العام بشكل منحاز وغير واقعي حول حقوق الأقليات والمرأة، ونمط أداء مؤسسات الدولة، والتشكيك في نيات الحكم». ولفت معالي سيف سلطان مبارك العرياني النظر إلى أن مراكز الفكر والجمعيات التي تعنى، كما تزعم، بإقامة الديمقراطية وحقوق الإنسان، تلعب دوراً مؤثراً في إثارة القلاقل الداخلية وقيادتها عبر مختلف الوسائل المتاحة كأدوات التواصل الاجتماعي لإثارة الشائعات، ونشر الدعوات المناهضة للحكم. وأضاف: «لا تتردَّد الدول الكبرى في توظيف مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات على الدولة المعنية، والتلويح بتطبيق البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يتيح استعمال القوة ضدها، وهي مساعٍ تستهدف العزل والاحتواء، إما بشكل انفرادي باستصدار قرار من دولة كبرى، وإما بالتنسيق مع حلفائها، وإما بشكل جماعي عن طريق العمل على اصطفاف الدول التابعة لها». وأوضح معاليه، أن التاريخ المعاصر يقدم نماذج للجيل الرابع من الحروب، حيث تتم إدارة الحرب عن بعد، ومن أهمها تفكُّك الاتحاد السوفييتي ويوغسلافيا وتشيكوسلوفاكيا، وفي الوقت الحالي نلمس تنامي احتمالات تقسيم دول أخرى، منها ما هو موجود في العالم العربي، وهي تلك التي مسَّتها موجات أحداث ما يُسمَّى «الربيع العربي». المؤتمر يترجم وعياً بطبيعة الصراعات أبوظبي (وام) قالت نشرة «أخبار الساعة» إن الجيل الرابع من الحروب أحد المفاهيم الحديثة الأكثر تعقيداً ليس لأنه يتجاوز المفهوم التقليدي للحروب التي كانت تأخذ صورة المواجهة العسكرية المباشرة بين دولتين أو مجموعة من الدول فقط، وإنما لأن هذا المفهوم لا يزال يثير جدلاً حول مضمونه وأدواته وأهدافه، فهناك الكثير من الدوائر العسكرية لا تعترف بهذا المفهوم، وتعده مجرد مقاربة قد تنجح وقد تفشل في تقديم إجابات وتفسيرات عقلانية عن تغيير نمط الحروب وطبيعتها، فضلاً عن غموض الأهداف المرتبطة به، إذ إن هذه النوعية من الحروب لا تستهدف تحطيم القدرات العسكرية فقط، وإنما نشر الفتن والقلاقل وزعزعة الاستقرار، وإثارة الاقتتال الداخلي أيضاً. وأكدت النشرة التي تصدر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في افتتاحيتها، أن المؤتمر الذي بدأت أعماله في المركز، أمس، برعاية من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مركز الإمارات، تحت عنوان «الجيل الرابع من الحروب»، وتستمر أعماله حتى اليوم بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين بالقضايا الأمنية والاستراتيجية والعسكرية، يعكس وعياً كاملاً بأهمية موضوعه. وأضافت النشرة في افتتاحيتها بعنوان «الجيل الرابع من الحروب»، أن تنظيم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، هذا المؤتمر الحيوي، يأتي من منطلق إيمانه بأهمية إلقاء الضوء على القضايا الاستراتيجية كافة، ومن بينها الأدوات والأساليب الجديدة للصراعات والحروب، في إطار مفهوم الجيل الرابع من الحروب الذي يتجاوز المفهوم العسكري الضيق للحروب، إلى المفهوم الواسع، حيث تستخدم في هذه الحروب القوى الناعمة، إلى جانب القوى الصلبة. الجلسة الأولى: حروب «المستقبل» بدأت القرن «الماضي» أبوظبي (الاتحاد) ناقشت الجلسة الأولى من المؤتمر «استكشاف الوجه المتغير لحروب الجيل الرابع»، وشارك فيها كل من معالي علي محمد بن صبيح الكعبي رئيس الهيئة الاتحادية للجمارك، والدكتور توماس هامز الباحث في جامعة الدفاع الوطني، والدكتور رود ثورنتون أستاذ مشارك في جامعة كينجز كوليدج بلندن. وقال الكعبي: «حروب الجيل الأول هي الحروب التي استخدمت فيها الأسلحة البدائية، واستمرت قرابة ثلاثة آلاف عام، بينما بدأت حروب الجيل الثاني أثناء، وبعد الحرب العالمية الأولى واتسمت بالتشكيل الواضح، ووجود الصفوف الأمامية المحددة، واستخدام القوة النارية الشاملة المتمثلة في نيران المدفعية غير المباشرة، أما الجيل الثالث من الحروب فشهد دخول أسلحة الدمار الشامل، والمناورات المشتركة، واستعراض القوة، والحروب البرية المدرعة، والقوة الجوية المنفصلة». وأضاف أن الظهور الأول لحروب الجيل الرابع بدأ في الدراسات الأميركية خلال ثمانينيات القرن الماضي، وتتسم بمحورية الأفكار، والأيديولوجيات، والطبيعة المعقدة للحرب، والاعتماد الكبير على المؤثرات النفسية، والمعنوية، والإعلامية. وأوضح أن حروب الجيل الرابع عبارة عن خليط متعدد من أدوات الحرب التقليدية، وغير التقليدية، فهي عبارة عن حرب هجينة تشمل قوات عسكرية نظامية، وقوات غير نظامية، وقوات خاصة، وحربا إعلامية، وحربا للشبكات، وحربا اقتصادية، وإمكانية المفاجأة بأسلحة متطورة. وتابع معاليه: كما تشمل الحروب الإلكترونية، وعمل بعض الجهات على تقويض شبكات صنع القرار، والتقليل من ثقة المجتمع، واستخدام التمرد، والإرهاب، وحرب العصابات، والعمل على شن هجوم مباشر على معنويات، وثقافة العدو. وأشار معاليه إلى أن اللاعبين الجدد في حروب الجيل الرابع هم الجماعات الإرهابية والفكرية العنيفة، وجيوش المرتزقة، والجماعات الدينية العرقية والقومية، وشبكات الجريمة المنظمة، والدول التي تساند وتدعم الجماعات الإرهابية. وأكد معاليه أنه لا يجوز ربط الإرهاب بالإسلام، فهناك منظمات تسترت بغطاء الدين الإسلامي، وتدّعي التديّن للوصول إلى غايات سياسية معينة، وممارساتها تنافي قيم الإسلام الحنيف الذي يدعو إلى الإحسان، والرحمة، والتعايش. من جانبه، قال الدكتور توماس هامز «أشارت مقالة الوجه المتغير للحرب التي نشرت في أواخر الثمانينيات إلى فكرة الإرهاب الذي تحركه فكرة، والمتمكن تكنولوجيا، كإحدى النسخ الممكنة لحروب الجيل الرابع، وساهم اعتماد وزارة الدفاع الأميركية على مفهوم حرب الشبكة المركزية إلى تعزيز حروب الجيل الرابع، فمفهوم حروب الشبكة المركزية يتمحور حول أن التكنولوجيا العالية، والأسلحة الشبكية يمكن أن تطيح خيارات أي خصم». من جهته، عرض الدكتور رود ثورنتون موضوع التقنيات والإجراءات والتكتيكات التي من شأنها إحداث تأثير استراتيجي، مشيراً إلى أن هذه التقنيات لها تأثير كبير على مواجهة حروب الجيل الرابع عبر رفع درجات التنسيق المطلوب. وأكد ثورنتون أن تنظيم داعش الإرهابي رفقة التنظيمات الإرهابية المختلفة سعى إلى شن نسخته الخاصة من حروب الجيل الرابع، ولذلك على الدول كافة أن تعي أن محاربة الإرهاب جزء منها في محاربة ما يؤدي إلى هذا النوع من الحروب. مداخلات قال الدكتور فوزي حسن، خلال الجلسة: «نحتاج إلى استراتيجية موحدة تضمن التكيف مع المتغيرات في الحروب عبر وجود جوانب اجتماعية تعزز من الثقافة العامة حول الآثار المترتبة لاستخدام الخاطئ لوسائل التقنيات الحديثة، كما يجب التنبه إلى سبل التحصين الوقائي الفكرية من الوقوع في خطر الأفكار الهدامة». من جهته، أشار الدكتور حسن الصبيحي أستاذ الإعلام في جامعة الإمارات إلى أن الإرهاب بدأ بسبب جماعات الإسلام السياسي التي نوّعت في أساليبها للتغرير بالشباب، مؤكدا أهمية التنبه إلى مصادر تمويلهم، ومن يساندهم للتغلب على الأخطار الناجمة عن دعوتهم للعنف، والحروب. الجلسات تتواصل اليوم أبوظبي (الاتحاد) تتواصل اليوم جلسات المؤتمر بمقر مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، ويلقي اللواء أركان حرب محمد عبدالعزيز محمد موسى مدير مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة بجمهورية مصر العربية الكلمة الرئيسة. ويشارك اللواء الركن بحري طيار سهيل شاهين المرر، ورياض قهوجي المدير العام التنفيذي لمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري، ومحمد الحمادي المدير التنفيذي للتحرير والنشر في «أبوظبي للإعلام» رئيس تحرير صحيفة الاتحاد، في جلسة تتناول التهديدات المحتملة لحروب الجيل الرابع. ويترأس الدكتور فيصل عبيد العيان نائب الرئيس التنفيذي لأكاديمية ربدان الجلسة النقاشية الثانية اليوم، والتي تتناول مسارات الجيل الرابع للحروب ومستقبلها، بمشاركة الدكتور جون بالارد عميد كلية الدفاع الوطني، والدكتور كاليف سيب محاضر أول في كلية الدراسات العليا للبحرية الأميركية. ويختتم المؤتمر بكلمة من الدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، تتناول خلاصة المواضيع المطروحة في المؤتمر، والتوصيات المقترحة. الجلسة الثانية: المواجهة ليست مستحيلة.. والانتماء سلاح فعال ناصر الجابري (أبوظبي) ناقشت الجلسة الثانية من المؤتمر «الاعتبارات الاستراتيجية لحروب الجيل الرابع»، وترأسها اللواء الركن أحمد علي حميد آل علي قائد كلية القيادة والأركان المشتركة، وشارك فيها اللواء طيار أركان حرب هشام الحلبي مستشار في أكاديمية ناصر العسكرية بجمهورية مصر العربية، وأسامة هيكل وزير الإعلام المصري الأسبق، وعضو مجلس النواب المصري. وأكد المحاضرون أهمية التوعية العلمية، والمستمرة للمجتمع بأهداف، وأساليب حروب الجيل الرابع، وتعزيز الولاء، والانتماء لمواطني الدول المستهدفة عبر إشراكهم في عمليات التنمية المستدامة، والتركيز على مواجهة الفكر المتطرف في أبعاده المختلفة، وترسيخ الثقافة اللازمة لمكافحته. وقال اللواء الركن أحمد آل علي: «على الرغم من خطورة حروب الجيل الرابع إلا أن مواجهتها ليست مستحيلة، ومواطنو الدول المستهدفة هم المكون الداخلي الذي سينفذ بنفسه الجزء الأكبر من هذه المواجهة، لذلك يجب أن نكون واعيين بالأخطار المحدقة لسمات هذا الصراع، وخصائصه، وأساليب المواجهة». وأضاف «إن الأسلوب الأمثل للمواجهة يتمثل في وضع استراتيجية متكاملة تتمثل في الرصد الدقيق للأشكال الجديدة للحروب، والاستخدام المحكم لقوى الدول، والتحليل العلمي للأحداث، والقراءة السليمة لها من خلال مؤسسات قوية متخصصة تشكل صمام الأمان للأمن القومي في مواجهة النوع الآخر من الحروب». من جهته، أشار اللواء هشام الحلبي، إلى أن الهدف الاستراتيجي العام لخطة مواجهة الجيل الرابع من الحروب يكمن بمنع حدوثها في الدول، وتقليل تأثيرها في حال وجودها، تمهيداً للتغلب عليها ضمن أطر محددة تشمل وضع أهداف واقعية يمكن تنفيذها، والمرونة العالية في التخطيط والتنفيذ، والعمل الاستباقي في كل مجالات الاستراتيجية، وتنفيد الاستراتيجيات في وقت واحد، إضافة إلى تحديد مدى الزمن للتنفيذ طبقاً لظروف وإمكانات الدول. وأشار الحلبي إلى أن ركائز الحلول في مواجهة حروب الجيل الرابع يجب أن يشمل الفهم الجيد لطبيعة حروب الجيل الرابع، وسرعة تحليل المتغيرات السياسية، ووجود قوات مسلحة محترفة قادرة على مواجهة أنواع التهديدات المختلف، وتعزيز التعاون العسكري بين دول المنطقة، واقترح الحلبي أن يتم تنفيذ سياسات مقترحة بين الدول تعمل على التنسيق لإقامة إطار أمني إقليمي، وتفعيل مجلس السلم والأمن العربي، ومنع المنظمات الدولية من الاستغلال السلبي للمواقف الداخلية ، كما أوصى بتحديد نقاط الضعف في القطاعات المدنية، وضمان كفالة الحريات في الدول، ومكافحة التطرف، وتفعيل دور مراكز إدارة الأزمات في المستويات المختلفة. من جهته قال أسامة هيكل «تهدف حروب الجيل الرابع من الحروب إلى هز ثقة المجتمع في قدراته عبر نشر الفوضى، والتطور التكنولوجي ساهم في تكوين بيئة مؤثرة على الشعوب، مما جعل الدول، والمنظمات التي تسعى لتخريب السلم العام إلى أن تستخدم التطور التقني الهائل، واستغلاله في الوصول إلى شريحة الشباب». وزير مصري سابق لـ «الاتحاد»: الصبر «مفتاح النصر» أبوظبي (الاتحاد) ثمن أسامة هيكل وزير الإعلام الأسبق بجمهورية مصر العربية، جهود الإمارات المستمرة لضمان الاستقرار العربي، وعملها على توحيد الجهود العربية، عبر التواجد الفعال في المحافل الإقليمية، واستضافتها للمؤتمرات والندوات التي تعالج أهم القضايا التي نعيشها في المنطقة، مؤكداً أن السياسة الحكيمة لدولة الإمارات تمثل نموذجاً ناجحاً في العالم العربي. وقال لـ «الاتحاد»: يجب التحلي بالصبر للتغلب في حروب الجيل الرابع، ووضع خطط منهجية بخطوات محددة، تكفل إنهاء المحاولات العبثية من الجهات المشبوهة التي تزعزع الاستقرار العربي، مشيراً إلى أن مبادرة مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بتنظيم مؤتمر يختص بحروب الجيل الرابع، فكرة جاءت في وقتها، ونحن في العالم العربي بحاجة إلى الحديث عن سمات هذه الحروب، وأسبابها، وكيفية التغلب عليها، خاصة بعدما قلل البعض سابقاً من تأثير حروب الجيل الرابع على إحداث الدمار، والعنف في الدول العربية، مشيراً إلى أن حروب الجيل الرابع، عملت على تهديد السلم العام للمجتمعات، وسلب الأمان من السكان، وللأسف لم تتنبه المجتمعات العربية لخطورة الآثار الناجمة عنها برغم أن الحديث عن الفوضى الخلاقة بدأ منذ عام 2005. وشدد معاليه على أن جماعة الإخوان الإرهابية عمدت إلى السيطرة على مواقع التواصل الاجتماعي بوجود لجان إلكترونية متخصصة، تسعى إلى إضعاف الدولة، ونشر القلق المستمر بين السكان، وإفقاد الثقة في القيادة، والدولة المصرية بهدف قلب الأحوال، وهي محاولات يائسة نظراً لقوة مؤسسات الدولة المصرية، وتنبهها لما يقوم به أعضاء جماعة الإخوان. وأشار معاليه إلى أن أعضاء الإخوان لم يكتفوا بنشر القلق عبر الواقع الافتراضي، بل سعوا إلى استخدام وسائل الضغط الاقتصادي، وإنشاء شركات صرافة في الخارج، ومحاولة تقليل حجم الأموال المحول من المصريين في الخارج إلى الداخل، وهي محاولات تدخل ضمنياً ضمن سياق حروب الجيل الرابع. وأوضح «الحروب اليوم تعتمد على العقل، والمال، ومن الضروري إدراك حجم الأخطار المحيطة بالمنطقة، وما يحاك لها من جهات خارجية تعمل على إفساد الاستقرار، وبث الخوف، والتخريب بين الناس، وقمت بتأليف كتاب قبل عامين حول حروب الجيل الرابع، وتضمن فصولا متعددة حول تطور الحرب النفسية، وتطور الإعلام من إعلام تقليدي إلى غير تقليدي يصعب السيطرة عليه، وكافة جوانب حروب الجيل الرابع».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©