الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السائقة الأجنبية بين فوائد الخدمة ومحاذير العواقب

السائقة الأجنبية بين فوائد الخدمة ومحاذير العواقب
19 يونيو 2009 00:14
لا يمكن لأحد أن ينكر التسهيلات والمنافع التي توفرها العمالة الأجنبية على جميع الأصعدة التي فرضتها علينا متطلبات العصر الحديث، ومن ضمنها لجوء بعض الأسر بحكم العادات والتقاليد إلى جلب سائقات من جنسيات أجنبية لتوصيل الفتيات والسيدات، ولمنع الخلوة مع غير المحرم، وهو السبب نفسه الذي دفع شركات سيارات الأجرة إلى توظيف سائقات أجنبيات لتلبية سوق العمل. السيدة السائقة تعد السائقة مصدر ثقة للمرأة والأسرة والمجتمع، إذ تطمئن الأسر على أبنائها بوجود سائقة بدلاً من سائق، نظراً لقدرة المرأة الفطرية على التعامل مع الأطفال، إلا أنَّ هذا لا يمنع أن تكون لهذه السائقة الأجنبية القادمة من دولة غير مسلمة سلبيات عدة قد تؤثر على الأبناء أو الأسرة بشكل عام، وهذا ما تؤكده دانة فاضل، إذ تقول بكل حسرة: «أنا ضد جلب العمالة الوافدة من النساء وخاصة إلى المنازل، فهذه العمالة، التي ندخلها منازلنا بديانتها وعاداتها المختلفة عنا، لا تسعى إلى راتبها الشهري فحسب، وإنما تطمح إلى ماهو أبعد من هذا. وفي تجربتي المريرة التي مر العديد من الأسر الإماراتية بتجارب تشبهها، أنَّنا أصرينا أنا وأخواتي على جلب سائقة بالرغم من معارضة والدينا، لم ترغب سائقتنا في الالتزام بزي العمل، بل كانت تصر على إرتداء ملابس تبرز مفاتنها، فأوقعت والدي في شباكها إلى أن أصبحت الآن هي السيدة وصاحبة المنزل، ونحن نعيش تحت سقفها بجوار أقاربها التي جلبتهم من بلادها للعمل، فقد عينت زوجة شقيقها سائقة لديها، وباقي أفراد أسرتها يعملون في مهن مختلفة، لذلك أنا أدعو كل فتاة وإمرأة لأن تتعلم القيادة، فلا تدخل منزلها من لايراعي الدين والعرف.» الأفضلية للرجل أما شيخة علي فلا تؤيد عمل المرأة الأجنبية كسائقة، هي ترى أنَّ للرجل الأفضلية في هذا الإطار نظراً لكونه سيد الطريق، على حد تعبيرها، تقول وهي غاضبة بشدة من سائقة عائلتهاالخاصة: أفضِّل أن يكون سائق العائلة رجلاً، فهو أكثر حرصاً ومهارة في القيادة، ذلك أنَّ المرأة، بطبيعتها التي خلقها الله عليها، لا تستطيع التصرف بحكمة في بعض المواقف الصعبة التي تحتاج إلى رد فعل سريع، أما الرجل فقد وُجد لهذه المواقف. هذا من دون ذكر سلبيات المرأة الأجنبية على الأسرة المسلمة، فمثلاً السائقة الخاصة بنا تحملِّنا الكثير من أعباء المخالفات المرورية شهرياً نظراً لعدم مبالاتها بالقوانين، بالإضافة إلى تكبرها على باقي الخدم في المنزل لكونها سائقة، فلا تقبل أن تجلس أو تأكل معهم، هي باختصار محدودة التفكير، أما الرجل فلا يتصرف مثل هذه التصرفات، إذ أنَّ قيادة السيارة لديه أمر اعتيادي وبسيط، لا يحتاج إلى كل هذه التعقيدات. مساواة بين الجنسين على الرغم مما حققته المرأة في عصرنا الحالي من استقلالية حيث أثبتت جداراتها في الاعتماد على نفسها في كل الأمور، إلا أنَّ بعضهن لازلن يترددن في مواجهة الطريق الذي يسيطر عليه الرجال، لهذا يقول راشد الحوسني أنَّه يشجع المرأة للإعتماد على نفسها، والتخلي عن خوفها من قيادة السيارة: «من الأفضل أن لا تتكل المرأة على العمالة الوافدة في حال كانت لديها القدرة على أداء أعمالها بنفسها، إذ ما المبرر لأن أجلب شخصاً فأعلِّمه القيادة، ومن ثم أوكل له مهمة توصيلي، في حين أنَّ بإمكانيتعلم القيادة بنفسي». لكنَّ راشد يستدرك قائلاً: «لا أنكر ضرورة السائق في بعض الظروف، وجلبه يتوقف على احتياجات الأسرة، واعتقد بأنه لا يوجد أي فرق بين المرأة أو الرجل على هذا الصعيد، فقيادة السيارة بطريقة آمنة تتوجب الإلتزام بقواعد المرور والتركيز على الطريق ليس إلا، ولكن وبحكم عادتنا وتقاليدنا يفضل اختيار المرأة بدلاً من الرجل لتكون سائقة للعائلة، فمع السائقة ستشعر الراكبة بالثقة والأمان بكل تأكيد». عمل مضاعف بإستمزاج رأي السائقات في موضوع البحث تبدي جمرو 25 سنة إعتراضها على عمل المرأة كسائقة، وذلك بالاستناد إلى تجربتها التي تعتبرها غير منصفة، فتقول وهي مرهقة من طول الإنتظار: «أتيت إلى هنا كخادمة منزلية، إلا أنَّ سائق العائلة التي أعمل لديها رحل، وعرضوا عليَّ أن أحل محله فوافقت على أمل أن أتخلص من أعمال المنزل الشاقة، وبعد حصولي على الرخصة تفاجأت بضغوط العمل كسائقة ووما يستلزمه من طول إنتظار وزحمة سير، ومشاوير متعددة، فعدد البنات اللاتي أوصلهن ستة، وكل واحدة لها وجهتها الخاصة، إنَّه ضغط كبير علي، ذلك أنَّ أعمالهن تتطلب أن يكون لكل واحدة منهن سائقة مستقلة، لا أدري كيف كان السائق السابق يتحمل كل هذا، أعتقد بأنَّ الرجل لديه القدرة على تحمل الأعباء. أما أنا فأرغب في العودة للعمل في المنزل». الرأي الآخر على النقيض من سابقتها وجدنا ملين كيميو 35 سنة تنتظر في السيارة بصحبة الموسيقى الصاخبة منذ أربعة ساعات وهي سعيدة بعملها بالرغم من اعترافها بأن قيادة الرجل هي الأفضل : «الرجل متمكن أكثر من المرأة في قيادة السيارة، فأنا أرتبك قليلا في بعض المواقف المفاجأة بالرغم من حبي لقيادة السيارة منذ كنت في بلدي حيث حصلت على رخصة القيادة قبل أن أعمل في الإمارات بسنة، وعندما أتيت إلى هنا تم استخراج رخصة جديدة لي، وإلى الآن لم تواجهني أي مشاكل تذكر، فأنا بطبعي صبورة وبالتالي لا يزعجني الإنتظار طويلاً في السيارة، وهي فرصة مناسبة للإستماع إلى الأغاني، ومحادثة أهلي وأصدقائي بالهاتف». اتهامات ظالمة عدد كبير من الناس يشكك في قدرة المرأة على القيادة، وفي مدى حرصها على الإلتزام بالقوانين، فتارة يتهمونها بالجهل بتعاليم المرور وتارة أخرى يتهمونها بالطيش والتهور بسبب نفاذ صبرها، وعدم تحملها للضغوط، ولكن الرقيب ماجد عيسى آل علي- شرطي مرور- ينفي هذا الإدعاء الظالم، ويعبر عن رأيه الحازم في موضوع السائقين بشكل عام، فيقول: «من ناحية الأسرة قد يكون هناك فرق بين السائق والسائقة، على الرغم من تأدية الإثنين للغرض نفسه، وإن تكن المرأة أمينة أكثر من الرجل على أفراد الأسرة، أما في الطريق، وفي ما يخص المخالفات بالتحديد، فلا فرق بينهما، ولكن في بعض الأحيان قد يكون الرجل أكثر تهوراً في السرعة، فالمرأة متأنية وتفكر في كل خطوة، وبشكل عام يجب العمل على وضع قوانين صارمة لمعاقبة كل من يرتكب أي مخالفة سواء كان رجلا أو إمرأة، حفاظاً على أرواح الأسر والأطفال».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©